أسباب خفية وراء حرق القرآن – عبد الخالق الفلاح

ان العمليات الاستفزازية المثيرة لمشاعر المسلمين في البعض من دول الغرب ضد القرآن الكريم هو بسبب الحضور السياسي لليمين المتطرف  في أوروبا المتزايدً، مستخدمًا خطابًا شعبويًا ضد الاخرين، خصوصًا من الناحية الايديولوجية والذي يشبه إلى حد ما خطاب اليسار في السبعينيات حين كان  يحاول التيار اليميني إلا ديني في اجتذاب قواعده الشعبية وكان على ما يبدو ناقم على السياسات المتبعة في بلدانها واخذ تتحرك تلك المجموعات بورقة جديدة عبثية في الوقت الحالي وهو حرق القران الكريم والذي يقول سبحانه وتعالى(( إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ )) اية 9 الحجر، ان صح التعبير عليه لا سيما في ظل التردي الاقتصادي الحالي ، الذي أقمته تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمتوقع أن تكون لها تأثيرات سياسية عميقة داخل القارة الأوروبية.وتؤدي الى انهيار المنظومة الاوروبية بشكل كامل ولو الى حين والاستفزازات الحالية في السويد لتثير مشاعر المسلمين والكثير من الغير مسلمين المنصفين وقبلها في فرنسا ودول اخرى هي بعيدة جداً عن الحرية والسلام والانسانية بين طبقات المجتمعات مهما حملت من أفكار ومذاهب وأديان. ان ‘الاختلاف بين الخلائق سنة كونية جعلها الله سبحانه في الأنفس وفي الآفاق،على شرط عدم التطرف والاساءة للاخرين من تلك وغيرها من الديانات  كما أن تعدد الأديان السماوية لله تعالى فيها حكم بالغة منها ما علمناه، ومنها ما بقي في علم الله تعالى وحده، ذلك أن جميع الشرائع السماوية الكبرى الثلاثة (الإسلام واليهودية والنصرانية) ـ ونقصد بها الشرائع غير المحرفة من اليهودية والنصرانية ـ قائمة على وحدانية الله تعالى وخدمة الإنسان الذي خلقه وكرّمه وأنزل عليه أوامره ونواهيه كي يكون عنصرا بناءا في الحياة، وأوضح ذلك في آيات القرآن الكريم وسوره عبر منهج كلي محقق لمصالح الناس، ويقوم بالعمل على ضبط وتنظيم حياتهم جملة وتفصيلا؛ ومع تتابع الزمن وبعد الناس عن الدين، فقد اختلفت العقائد اختلاف تضاد وتصادم لا اختلاف تنوع وتكامل، وبسبب هذا الاختلاف، كان لابد من تنظيم العلاقة بين أتباع الدين الخاتم الذى أراد الله له أن يكون هو الظاهر والصالح لكل زمان ومكان’

  لا يمكن القول بأنّ اذية مشاعر الآخرين ومهاجمة معتقداتهم وايمانهم هو امر مشروع، بل المقرور عن خطورة أساليب إثارة الكراهية، واستفزاز المشاعر الدينية، التي تؤجج مشاعر العداء والانقسام في المجتمعات وتسيء لقيم الحرية ومعانيها الإنسانية، لا تخدم سوى أجندات التطرُّف والإرهاب بل ستعيش المجموعة في اي دولة وخاصة السويد في  اوضاع قلقة وسوف تقضي اياماً عديدة من عدم الاستقرار  والخوف وتزلزل الامن وتوقع ردّة فعل المنظّمات والمجموعات المتطرّفة التي اخذت دفعة معنوية كبيرة جراء هذا العمل اللامسؤول، في حين تكثر التساؤلات عمّا اذا كان هناك من اجندة خفيّة لدى العديد من الدول في العالم لابقاء المتطرفين المسلمين على قيد الحياة، ومنع القضاء عليهم ومدّهم بالروح المعنوية والمادّية اللازمة لخدمة اهداف معينة… بين حرية التعبير والكراهية والتطرف حدود لا يجب تجاوزها، التعايش الديني هو عيش الأشخاص ذوي الديانات المختلفة مع بعضهم البعض دون خلافات أو نزاعات، وذلك من خلال نشر ثقافة المعاملة الحسنة والمعروف والقيم الأخرى التي تساهم في مصالح جميع الأطراف في أمور الحياة والمواطنة المشتركة، وتشمل مظاهر هذا النوع من التعايش ما يلي: الاعتراف بوجود الدين الآخر واحترام شعائره

وما حصل في  من حرق نسخة من القرآن إمام مسجد، انما يأتي في سياق تجاوز الحدود، فلا حرية التعبير تجيز ذلك ولا الانفتاح على الآخر يسمح بزرع الكراهية في نفوس العديد من الناس بشكل مجاني ومن دون اي مبرر. الشخص العراقي المسؤول عن هذا العمل في السويد، هو سلوان موميكا،لتبرير مواقفه السابق  ومن الواضح ان هناك اسباب خفيّة لديه للقيام بهذا العمل، خصوصاً وانه شدد على انه ‘ليس ضدّ المسلمين بل ضد معتقداتهم وافكارهم’، وهو عذر اقبح من ذنب، لا سيّما وانه يعلم جيداً مدى ارتباط المسلمين بالقرآن الكريم على مدى العصور و  لم يقع فيه تغيير ولم يلحقه تحريف ولا تزوير ولو في لفظ من ألفاظه بل وفي حرف من الحروف كما حدث للكتب الاخرى من الديانات ، ولم تنطل عليه الحيل مهما أتقن حبكها وأحكم نسجها ولو على أيد الذين استطاعوا أن ينالوا من غيره من الكتب السماوية الاخرى وفي ضمنها التوراة والإنجيل الذي أصبحا محرفين يتنافيان كلية وأجزاء مع رسالتي موسى وعيسى ابن مريم ومن جاء قبلهم وبعدهم من الانبياء والمرسلين عليهم وعلى رسولنا الكريم التحية والسلام لأن الاسلام وحدة متكاملة وحلقات متماسكة منذ خلق الله الكون وبعث إليه آدم الى يومنا هذا، رغم مرور أكثر من  أربعة عشر قرنا على انبثاق نور الوحي الإلهي وبداية نزول القرآن الكريم لأنه كلام رب العالمين لربط الصلة بين الناس وربهم على أسس من الإيمان الصادق والحب المتبادل والإخلاص العميق.((  ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ)) اية 3  الحجر

عبد الخالق الفلاح – باحث اعلامي

One Comment on “أسباب خفية وراء حرق القرآن – عبد الخالق الفلاح”

  1. اولا نفاق المسلمين واضح.. وخاصة اللاجئين.. منهم باوربا وامريكا واستراليا وكندا.. (فهم ينتخبون اليسار) الذي هو نفسه يدافع عن المثلية والمهاجرين .. في حين (اليمن المتشدد) هو من يقف ضد المثلية والمهاجرين.. فالمسلمين ينتخبون اليسار المدافع عن المثلية .. ولا ينتخبون اليمنيين لانه ضد الهجرة..
    ثانيا.. لا يوجد اي استثفزاز بحرق القران الا للعقولهم صغيرة.. فحرية الافراد فوق حرية ا لاديان والعقائد.. فلك الحق ان تحرق اي كتاب ديني ولكن لا يحق لك ان تستهدف معابدهم ودمائهم وكرامتهم..
    ثالثا.. المهاجرين المسلمين بالملايين هربوا من حكم الاسلاميين والقوميين .. وصدقوني اي دولة تطبق الشريعة الاسلامية والقران. .. تجد اعلى معدلات هجرة من المسلمين في تلك الدول للغرب واوربا وامريكا وكندا واستراليا.. لماذا؟ وتجد المهاجرين يدافعون عن شرائع هم انهزموا منها من دولهم الام..
    رابعا.. سلطة الاديان وبالتالي رجال الدين والمرجعيات.. وجعلها فوق القانون.. لتصل لقانون يجرم من ينتقدهم.. هي افضع انواع الطغيان..
    خامسا.. تفجير مراقد سامراء.. وحرق القران.. هدفهما واحد جر السذج والبسطاء والجهلة لفخ.. والشعوب الواعية لا تقع بهذه الفخاخ الغبية..

Comments are closed.