على الكورد أن لا ينخدعوا بشعار “الشعب السوري واحد”- بيار روباري

مرة أخرى عاد شعار “الشعب السوري واحد واحد واحد” للظهور في الأيام الماضية، ودعوتي لأبناء شعبنا الكردي في غرب كوردستان، أن لا يرددوا هذا الشعار المخادع، وأن لا ينخدعوا به كما إنخدعوا سابقآ في بداية الثورة السورية في العام (2011).

هذا الشعار فخ كبير نصب لشعبنا الكوردي، وللأسف الشديد بعض الكورد وبنية طيبة أخذتهم الحماسة وأخذوا يرفعون هذا الشعار ويرددونه دون أي تفكير في مضمونه ومعانيه. تعالوا معي لنفكك طلاسم هذا هذا الشعار المخادع والكاذب، من خلال طرح بعض الأسئلة حوله والإجابة عليها.

السؤال الأول:

هل كان هناك شعب سوري في التاريخ؟

الإجابة المباشر على هذا التساؤل لا. وكل من يدعي غير ذلك فهو كاذب بالتأكيد ومدلس. لم يوجد شعب في التاريخ تحت مسمى (الشعب السوري)، ولا وجد لمثل هذا الشعب في الوقت الحاضر. هذه التسمية الكاذبة إخترعها المحتلين البريطانيين والفرنسيين إختراع، وأمهرها البعثيين والقومجيين العربان. هذه الكذبة حالها حال كذبة (الشعب العراقي والتركي والإيراني) منذ متى كان هناك شعب عراقي أو تركي أو شعب إيراني؟ الكيان السوري المصطنع عمره لا يتجاوز (100) مئة عام، حاله حال الكيانات اللقيطة التالية: (الكيان العراقي، التركي، الإيراني، الأذربيجاني، اللبناني، الكويتي، البحريني، الإماراتي).

السؤال الثاني:

هل فعلآ القاطنيين في الكيان السوري المصطنع شعبٌ واحد؟

بالتأكيد لا. هناك ملايين الكرد الذين يعيشون في إقليم غرب كوردستان، وهناك ملايين العرب، إضافة إلى أقلية تركمانية من مخلفات الإحتلال التتاري، وأقلية سريانية وأرمننية. والعرب عندما يعرفون عن أنفسهم يقولون: (نحن عرب سوريين). والإنسان الكردي عندما يعرف عن نفسه يقول: أنا كوردي من غرب كوردستان. لما كان هناك كل هذا التنوع.

هل البلجيككين شعب واحد؟؟ الجواب لا، ففي بلجيكا هناك ثلاثة شعوب مختلفة ولكل واحدٍ منهم إقليمه الخاص ولغته وبرلمانه وحكومته، ويجمعها الفيدرالية والملكية. ورغم لديهم فيدرالية فقد طلب القسم الهولندي الإنفصال عن القسم الفرنسي (الفالون).

هل الشعب الكندي شعب واحد؟ الجواب لا. في كندا يعيش شعبين الإنكليزي والفرنسي ولكل منهما إقليمه ولغته وبرلمانه وحكومته ويجمعهما الفيدرالية والتاج البريطاني. وإقليم كيبك الفرنسي رغم الفيدرالية عدة مرات طالب بلإنفصال عن كندا وأجرى عدة إستفتاءات بخصوص ذلك.

وفي الحالتين لم يطلق على البلد إسم قومية معينة، بخلاف الكيان السوري المصطنع أضاف العربان تسمية العربي لإسم هذا الكيان!!

السؤال الثالث:

إذا كان القاطنين في الكيان السوري المصطنع شعب واحد، فكيف يتحدثون بستة لغات مختلفة وينتمون لمجموعات عرقية لا يجمع أي رابط؟؟

الكوردية، العربية، التركمانية، السريانية، الأرمنية، اليهودية. ثم لماذا فقط اللغة العربية هي لغة رسمية؟ وفي المقابل اللغة الكردية ممنوعة من التدريس والتعليم؟ وما الذي يربط بين الكورد والعربان حتى نكون شعب واحد؟ ولماذا العربان فرضوا لغتهم على بقية القوميات والشعوب وفي مقدمتهم الشعب الكوردي بالقوة، مع أن العلم العربان محتلين لهذه الأرض؟؟!!

السؤال الرابع:

ما الهدف من طرح هذا الشعار حقيقة؟

إن الهدف من هذا الشعار هو القول: في سوريا يوجد شعب واحد وهم العرب، وبالتالي لغة واحدة وعلم واحد، وهذا إنكار لوجود الشعب الكوردي ورفض الفيدرالية واللغة الكوردية ووجود قوات قسد والإدراة الذاتية لغرب كوردستان.

نفس هذا الشعار الحقير رفعه المقبور “مصطفى كمال” في وجه الشعب الكوردي بعد حرب التحرير، ويكرره المجرم والوغد اردوغان المسلم!!! نحن الكورد نعلم ماذا يعني هذا الشعار الحقير والمخادع.

بالمختصر إخترع هذا الشعار للنيل من الشعب الكوردي في غرب كوردستان، والقول:

“بلد واحد، شعب واحد (عربي)، لغة واحدة (عربية)، علم واحد (علم العربان)، دين واحد (الإسلام) دين العربان”.

أي لا مكان للشعب الكوردي، ولا للفيدرالية، ولا للغة الكوردية، ولا للعلم الكوردي ولا للنشيد الكوردي، ولا مكان للديانتين الكرديتيين “اليزدانية والزرادشتية” ومعابدهما. هذه هي الحقيقة وكل الأطراف العربية متفقة على ذلك، سواءً أكانوا علويين أم سنة أو دروز، الليبراليين منهم واليساريين، الإخوان، القومجيين، الدواعش. وخير دليل على ذلك موقف المعارضة السورية المناهض لحقوق الشعب الكوردي والمتماثل (100%) مئة بالمئة، مع موقف النظام الأسدي العنصري والمجرم من قضية الشعب الكوردي في غرب كوردستان وحتى في الأجزاء الأخرى من كوردستان.

هؤلاء الأوغاد الذين يقولون نحن شعب واحد مع الكورد ولكن في ذات الوقت يحتلون العديد من المناطق الكوردية منها:”أفرين، أزاز، گرگاميش، الباب، إيمار، سپيرا، دلبين، سريه كانية، گريه سپي، دارازه”، وشردوا سكانها الكورد، وجلبوا كل وسخ العالم وأسكنوهم في بيوت الكورد في هذه المناطق، وكل يوم يقتلون من أبناء شعبنا الكوردي ويذبحونهم، ونهبوا كل ممتلكاتهم وعلى مرأى من كل العالم، لا بل حتى سرقوا أثارنا.

فكيف يستوي هذا مع ذاك يا أولاد العاهرة؟؟؟ أنتم أوسخ من النظام التركي والنظام الأسدي وأجرم منه بألف مرة. أنتم وشعاركم هذا، إذهبوا إلى الجحيم وبؤس المصير مع عصابة “المكنسة” عملاء تركيا.

ختامآ، لو كنا شعب واحد لما طرحتم هذا الشعار أصلآ!!! هل رأيتم التونسيين والمصريين طرحوا مثل هذا الشعار؟؟ الجواب لا والسبب معروف وليس بحاجة للشرح.

إذآ طرح هذا الشعار، نفسه يؤكد وبشكل جلي بأننا لسنا شعب واحد على الإطلاق، والهدف من رفع هذا الشعار، هو خداع الشعب الكردي والعلويين، الذين يقولون أنهم ليسوا عرب ولا مسلمين، لا بل يكرهون الإثنين معآ. وتسمية العلوي هي أيضآ خدعة إتبعوها كي لا يقتلون من قبل العثمانيين، وإسمهم الحقيقي الهلويين.

هؤلاء المخادعين الذين يقولون:

نحن شعب واحد ولكن سوريا بلد عربي! ولن نقبل سوى باللغة العربية كلغة رسمية في سوريا!! ولا مكان للفيدرالية وشيئ إسمه “إقليم غرب كوردستان” في سوريا!!

يا أبناء شعبنا الكوردي وتحديدآ في غرب كردستان، عليكم أن تعلموا أن السياسة تحتاج أحيانآ إلى بعض المداهنة ومن هذا المنطلق فإن القيادات الكوردية لا تستطيع الإفصاح عن كل ما تفكر به وتسمي الأشياء بأسمائها، ولكن أنا كأديب كوردي أستطيع تسمية الأشياء بأسمائها وخذوها عني:

لا السنة، ولا العلويين، ولا الدروز، ولا البقية الباقية تكن الود للشعب الكوردي فما بالم الإيمان بحقوقه القومية والسياسية والدستورية والفيدرالية. لن يقبلوا بذلك إلا إذا إجبروا على ذلك أو إضطروا. كما كان الحال مع العربان في جنوب كوردستان، وهذا ينطبق أيضآ على تركيا وإيران. فلذلك لا تثقوا بأحد على الإطلاق من هؤلاء الدجالين والكذابين، ولا بجماعة “المكنسة” القذرة وراعيها.

شعارنا نحن الشعب الكوردي في غرب كوردستان هو التالي:”سوريا دولة فيدرالية – مدنية – برلمانية”

وغير هذا الشعار لن نقبل به، حتى لو إستمر هذا الوضع (100) مئة عام أخرى أو تفتت سوريا ككيان.

24 – 08 – 2023