أسباب الخلاف بين قوات قسد وجناحها مجلس دير الزور العسكري – بيار روباري

 

منذ فترة تشن قنوات المعارضة السوركية وإعلام النظام الأسدي وأبواقه اللبنانية والإعلام الفارسية التابع لنظام الأفاعي (الملالي) في طهران ومعهم إعلام الجماعات الشيعية العراقية الإرهابية والإعلام التتاري (التركي) الوسخ والعنصري، حملة إعلامية قذرة جدآ ضد “قوات سوريا الديمقراطية” وقائدها مظلوم عبدي والإدارة الذاتية لغرب كوردستان.

 

لفك طلاسم كل ما حدث ويحدث بين الطرفين أي قيادة قسد وفصيل مجلس دير الزور المنضوي تحت لواء قوات، سوف نقسم الموضوع إلى عدة محاور منها:

1- حقيقة الخلافات بين الطرفين:

Rastiya cêwaziyên navbera herdû layan

في الواقع ليس هناك من خلافات حول دور قوات سوريا الديمقراطية، ولا إسلوب عملها، ولا فلسفتها العسكرية، ولا نهجها العام، ولا النظام التدريبي الذي تنتهجه في تجهيز عناصرها، ولا حول علاقاتها مع التحالف الدولي.

ولو كان هناك شيئآ من ذلك فكان على المعنين، رفع مثل هذه الأراء وجهات النظر إلى قيادة قوات قسد ومناقشتها ضمن الإطر الرسمية، ومجلس دير الزور العسكري ممثل في قيادة قسد. الجميع يعلم أن قوات قسد جيش منظم وله هرمية واحدة، ولا يمكن السماح لأي فصيل أن يشكل مركز قوة ويتصرف من تلقاء نفسه، دون الرجوع للقيادة العامة، ويعتبر نفسه فوق القانون الذي يحكم هذا الجيش وأفراده وقياداته مهما رتبهم، ويتمرد على القيادة لتحقيق مصالح ذاتية.

رئيس مجلس دير الزور العسكري السيد “أحمد الخبيل” الملقب بأبو خولة، أراد أن يبني إمارة لنفسه على شكل إمارات الفصائل المنضوية تحت الجناح التركي، ويدخل في علاقات خاصة تارة مع الإيراني وتارة مع النظام الأسدي، ويمارس التهريب والتشبيح ويفتعل المشاكل مع العشائر المناهضة له، ويفعل ما يشاء، وفي النفس الوقت يريد أن يبقى جزءً من قوات قسد ويتلقى الرواتب والعتاد والسلاح منها!! هذا غير مقبول لا أخلاقيآ ولا قانونيآ.

قوات قسد جيش منظم، وليس بجيش أمراء الحرب وجيش فصائل النهب والسلب والتربح والتشبيح، لهذا إصطدم السيد “أحمد الخبيل” بالأنظمة والقوانين والهرمية الصارمة لهذا الجيش، الذي لا مكان فيه لأنا المتضخمة. الواضح أن رئيس مجلس دير الزور تضخمت ذات الأنا عنده كثيرآ فأحس أنه بإمكانه التفرد وإعلان العصيان، ولكن أخطأ في حسابات، فلولا مظلة قوات سوريا الديمقراطية، لما سمع أحدٌ بإسمه.

 

2- قوات قسد لها الحق في بسط سيطرتها على كل سوريا:

Ji mafê hêzên Qesedê heye serdestiya hemû Sûriyê bike

العنصرين العرب بعد إندلاع المواجهات العسكرية بين قوات قسد والموالين لرئيس مجلس دير الزور العسكري، على الفور إدعوا أن قوات قسد كوردية، وإعتبروا دخولها إلى محافظة دير الزور ومركز المدينة بلإحتلال الكوردي!!!

هنا لا بد من التذكير بعدد من الإمور والحقائق منها:

  • مدينة “در- زور” التي عرب إسمها العربان إلى (دير الزور) مدينة كوردستانية وكامل المحافظة مئة بالمئة. وليعود كل من يرغب في معرفة تاريخ المدينة إلى الدراسة التاريخية التي قدمناها عن تاريخها وهي منشورة على حلقات في موقع “صوت كوردستان”.
  • قوات سوريا الديمقراطية ليست قوات كوردية محضة، والدليل وجود مجلس دير الزور العسكري في صفوف قوات قسد، ومجلس رقه العسكري، وجلهم من العربان.
  • حتى لو كانت قوات قسد كوردية خالصة، أليس الكورد مواطنين في هذه الدولة؟؟؟ لماذا يحق للعربان حكم الشعب الكوردي منذ مئة عام ومن حقهم نشر قواتهم وجيشهم وأمنهم في في إقليم غرب كوردستان، ولا يعتبر ذلك إحتلالآ، وفي لا يجوز للكورد حكم العرب والوجود الكوردي العسكري في المدن ذات الغالبية العربية يعتبر إحتلالآ؟؟ هذا يوضح مدى النفاق والكذب والعنصرية التي يتحلى بها هذه الحثالات العربية، سواءً أكانت من طرف النظام العلوي الطائفي والمعارضة السنية الحقيرة.
  • ألا ترفعون شعار “الشعب السوري واحد واحد واحد”؟؟ وما دام الشعب السوري واحد، لماذا تميزون إذآ بين الكوردي والعربي يا أولاد المواخير؟؟
  • ألا ترفعون راية الإسلام وتقولون كذبآ: “لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتوقى” أين أنتم من شعاركم هذا يا أولاد العاهرة؟؟

 

3- ما الذي فجر الموقف بين الطرفين وأوصله للإقتتال؟

Çi hîşt hewlwest dinavbera herdû layan de bitqe?

الذي فجر الموقف بين الطرفين هم:

  • أحمد الخبيل نفسه الذي أراد تحويل مدينة دير الزور إلى إمارة خاصة له، ويحولها إلى مرتع للتهريب والفاسدين وإمارة تخدم كل من يدفع لها أموال أكثر، وثانيآ فرض نفسه زعيمآ أوحدآ على كافة العشائر الموجودة في محافظة دير الزور.

 

  • النظام الفارسي الإرهابي، بسبب تخوفه من مشاركة قوات قسد، في إغلاق الحدود العراقية – السورية المشتركة والواقعة بين البوكمال ومنطقة التنف على الحدود الأردنية. وغلق هذه الحدود يعني بداية نهاية النفوذ الفارسي في كل من سوريا ولبنان، وهذا سيكون له إنعكاسات كبيرة على الوجود الفارسي البغيض في العراق نفسه، وزعز مكانة الملالي داخل ايران نفسها. وبالتالي إنهيار مشروعها التخريبي في كامل المنطقة، وضعف موقفها أمام المفاوض الأمريكي.

ولهذا فجرت الموقف من خلال تحريض عملائها داخل مجلس دير الزور العسكري، الموالين لها وقد إشترتهم بالمال، وأغرتهم بالمناصب وبتحويل دير الزور إلى إمارة يحكمها أحمد الخبيل، وعن طريق اللعب على وتر القومية الكاذبة.

 

  • النظام الأسدي المجرم، الذي وجد ضالته في تهييج ذلك للتغطية على وضعه المزري وتظاهرات السويداء. وهو يرغب في إضعاف قوات قسد لعله يستعيد المنطقة وينقذ نظامه المتهاوي والمتأكل من الداخل. وسيفعل هذا النظام القذر كل ما بوسعه في توسيع رقعة الإقتتال وإداماته، ليس حبآ في مجلس دير الزور ورئيسها ولا سكان المدينة الذين ذاقوا الويلات من عصابة الأسد الطائفية الغدارة، وإنما بإضعاف الإدارة الذاتية وقوات قسد وإشغالها بإمور أخرى وتمنعها الدخول في المشروع الأمريكي بإغلاق الحود بين العراق وسوريا.

 

  • النظام التركي والمعارضة السوركية:

Rêjîma Tirkî û opzisyona Sorkî

النظام التركي سعيد بما يحدث وليس بعيدة عن هذه المواجهات المسلحة بين قوات قسد وفصيل مجلس دير الزور العسكري، ورأينا كيف الأبواق التركية وإعلامهم يشنون حملة قذرة شعواء طوال الوقت ضد الشعب الكوردي والإدارة الذاتية وقوات “قسد”، ومعهم كلابهم من السوركيين وما أكثرهم وبالتنسيق مع جوقة المكنسة العميلة.

 

الخلاصة:

Kotayî

للأسف الشديد قادة مجلس دير الزور العسكري، لم تعي المخاطر التي تحيط بأهل دير الزور من كوردٍ وعرب وغيرهم من الأقوام، والمنافع الشخصية أعمت بصائرهم وتضخم ذات الأنا أسكرتهم، وإعتقدوا بأنهم أصبحوا قوة عظمى!!!! ونسوا أن النظام الأسدي العلوي الطائفي المجرم والفرس وميشليشياتهم يتربصون بهم وبالشعب الكوردي. ونسوا عمليات التشييع الحقيرة والتهجير والبراميل والقتل والتنكيل بأهل المدينة والمحافظة، ونسوا أن المقاتليين الكورد حرروا المدينة والمحافظة من براثن تنظيم داعش الإرهابي!!!

ونسوا ماذا فعل الإحتلال التركي – العمشاتي بالمناطق المحتلةبدءً من غريه سبي وسريه كانية إلى أفرين والباب ودارزاه وإدلب و گرگاميش.

لو أدرك هؤلاء العناصر وعلى رأسهم أبو خولة المخاطر التي تحق بحق بأهل المنطقة لكانوا تصرفوا بمسؤولية وطنية وحلوا خلافاتهم إن وجدت ضمن الإطر المؤسساتية في إطار قوات قسد هذه المؤسسة المنضبطة، والتي لم تعرف الإنحراف يومآ منذ نشأتها.

كل طرف من الأطراف الشريرة التي ذكرناه تعمل ليل نهار من أجل النيل من الإدارة الذاتية وقوات قسد تحديدآ ولكن لأهداف مختلفة، لأن مصالح كل طرف منهم تختلف عن مصالح الطرف الأخر، لا بل في بعض تتناقض مصالحهم السياسية مع بعضها البعض، ولكنهم جميعآ سعداء بما يحصل ويؤججون ذلك الإقتتال العبثي بقناعتي وسيندم المسؤولين عنه من مجلس دير الزور العلسكري لكن بعد فوات الأوان.

 

ما الحل بعد أن وصل الأمر لرفع السلاح في وجه قسد من قبل فصيل ينتمي إليها؟

 

برأي، يجب حسم الأمر عسكريآ وبسرعة قصوى، كي ينهون هذا التمرد والعصيان المرفوض وفق كل المقاييس، وحتى لا يتجرأ أزعر أخر معجب بنفسه على التمرد ومحاولة زعزعة أمن المنطقة وأهلها وتعريضهم للخطر. قوات قسد أنشأت لتكون جيشآ محترفآ، لا جيشآ فصائليآ، وكل فصيل يشكل لنفسه إمارة ويمارس التشبيح والفساد والبطلجة وعمليات التهريب فيها. هذا مرضوض جملة وتفصيلآ من أي جهة كانت. وتحويل قادة التمرد إلى محكمة عسكرية، إن لم يتراجعوا عن فعلتهم ومخططهم الإجرامي.

 

وبالنسبة للإخوة العرب من أهالي المنطقة أقول لهم:

هل تدركون ماذا سيحل بكم إذا إنسحبت قوات قسد من محافظة دير الزور؟؟ إن كنتم نسيتم  سأذكركم أنا. ستعيشون حياة ذل وقهر وجوع كالتي يعيشها الذين يقيمون في مناطق النظام الأسدي ولن تستطيعوا فتح أفواهكم حتى لوعفنت، وستفقدون كرامتكم وحريتكم التي تتمتعون بها اليوم في ظل الإدارة الذاتية، وتصبحون خدمآ لبيت الأسد وشبيحتهم وللميليشيات الفارسية اللعينة. أو أن تتحولوا إلى سوركيين تعملون لدى العميل التركي أبو عشمة وتفقدون شرفكم أيضآ، وإن كنتم لا تصدقون ذلك فإسألوا الذين يعيشون في جنة المحتل التركي، ولا تنسوا أنكم سترفعون العلم التركي وتتعلمون لغته وغصبآ عنكم.

 

وختامآ، أقول لقيادة قوات قسد والإدارة الذاتية، كونوا يقظين وحذرين، فالقوى المعادية للشعب الكوردي

تعمل بلا كلل وملل من أجل النيل من التجربة الوليدة، والحفاظ عليها وتمتينها وتوسيعها هي أمانة في رقبتكم. وجميع الشرفاء من الكورد والعرب وبقية المكونات السورية الحرة مطالبين بدعم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، والوقف بوجه كافة القوى المعادية للحرية والديمقراطية والدولة الفيدرالية المدنية في سوريا.

 

30 – 08 – 2023