مواجهات دير الزور بين من يسمون بالعشائر العربية و قسد- أمريكا و تشكيلها للقواة العربية البدوية

الصورة لرئيس عشيرة العكيدات

أمريكا ليست بالقوة التي تخطوا الخطوات دون التحسب لتبعاتها. فهي في الوقت الذي تساند قواة سوريا الديمقراطية ( الغير قومية) فهي قامت ببناء عدد من القواة الاخرى القومية العربية و حتى البدوية العربية في مناطق ديرالزور و درعا و على الحدود الاردنية.

أمريكا من خلال هذا الدعم أرادت طمئنة الدول العربية بأن مساندتها لقواة سوريا الديمقراطية هي ليست مساندة للقومية الكوردية و لحقوق الشعب الكوردي.

تشكيل أمريكا للجيش البدوي السوري من عشائر المناطق الشرقية الجنوبية من سوريا أثارت حفيظة العشائر العربية في المنطقة من أجل تغليب العواطف القومية على عواطف المواطنة. و بوجود النظام السوري القومي العربي و النظام التركي المعادي لقواة سوريا الديمقراطية و الكورد بشكل عام تقوم العشائر العربية في منظقة ديرالزور بعمليات عسكرية ضد قواة سوريا الديمقراطية.

و من الجانب الاخر تقوم روسيا بمحاولات حثيثة من أجل  تجنيد  العشائر العربية في صفوف القوات الإيرانية من أجل القتال  ضد “قسد” و ضد التحالف الدولي و طلبت روسيا من عشائر المنظقة الى توجيه أقرانهم في الريف الشرقي لدير الزور لحمل السلاح وتوجيهيه ضد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.

و سط التنازع الامريكي الروسي الايراني التركي السوري فأن العشائر العربية رأت نفسها سلعة مرغوبة و قد تستطيع اللعب على حبال الخلافات الدائرة بين هذه الدول و قد تستطيع التحول الى قوة  تسيطر على المنطقة.

وكانت “قسد”  تقوم بعمليات تمشيط تحت عنوان “تعزيز الأمن والسلام” في دير الزور. و كانت تستهدف “خلايا داعش و القضاء على   محاولات تسلل لقوات النظام إلى دير الزور، وضلوع “أصابع خارجية”، تتمثل بتركيا وإيران. و بعدما ضاقت قسد الخناق على هؤلاء خرج أحد من يسمون برئيس قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل ليعلن الحرب على قسد  و ليحمل السلاح ضدهم.

و رغم نفي الاخير على عمالته لأية جهة الا ان هذا النفي و طلبة للسلام و هو حامل للسلاح لا تنم عن نوايا حسنة. فهو هدد بتحول النزاع الى عربي كوردي و هو هدف من أهداف النظام و أيران و تركيا. فهم منزعجون من الطابع الغير قومي لقواة سوريا الديمقراطية و يريد غرق المنطقة بالنزاعات القومية كي يستمروا في تواجدهم في المنطقة.

أمريكا و أن لم يكن لديها يد في دعم هذه القبيلة ضد قواة سوريا الديمقراطية ألا أن دعمها للقواة البدوية السورية دفعت هذه القبائل بشكل غير مباشر الى أعلان الحرب ضد قواة سوريا الديمقراطية و لربما كسب الولاء الامريكي و الانضمام أخيرا الى القواة البدوية السورية التي تساندها أمريكا و خاصة أذا لم تنجح في التفوق على قسد من خلال دعم النظام و أيران و تركيا.

“قسد” اكدت مؤخرا على استمرارية حملتها الأمنية في دير الزور، ونفت فكرة أن ما يحصل هو “حراك عشائري”، بل أنها “مجموعات مسلحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام وكذلك خلايا داعش وتركيا لإحداث فتنة في المنطقة”. حتى قبائل الجبور أعلنت عن  عمالة هذه الحركة للنظام و ايران و تركيا.

أن ما يحصل في دير الزور هو ليس تحرك مدني من أجل حقوق مدنية بل أنها حركة داعشية قومية عملية  ضد النظام الذي شكلته قواة سوريا الديمقراطية. يقوم النظام السوري حاليا بتغطية العمليات الجارية ويؤيد العشائر بشكل علني ضد قسد و اعرب عن أستعدادة لتقديم الدعم لهذه القبائل.

الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الخميس، عن “قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة بما في ذلك الخسائر في الأرواح في دير الزور”، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وحل الوضع سلمياً.كذلك نشر التحالف الدولي بياناً أكد فيه “الالتزام بدعم قوات سوريا الديمقراطية في مهمة الهزيمة الدائمة لداعش دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين”.واعتبر بيان التحالف أن “الانحرافات عن هذا العمل المهم تؤدي إلى عدم الاستقرار، وتزيد من خطر عودة ظهور داعش”.

العشائر دعت الى”طاولةلمفاوضات بينها و بين والتحالف فقط”  و يرفضون الجلوس مع قسد و يردون من التحالف “تسليم منطقة (دير الزور) الى ادارات محلية و مدنية من العرب كما يرديون تشكيل أدارة عسكرية بعيدا عن قواة سوريا الديمقراطية و فرض الهيمنة العربية القومية المتزمته على جميع أهالي المنطقة. و من أجل هذه تقوم العشائر بترديد نفس قوانات تركيا التي تدعي فيها أنتماء قسد الى قياداة قنديل.