كركوك قلب كوردستان – عبد الرسول علي المندلاوي 

مخطئ من يقول ان الكورد هم وحدهم فقط الذين يتحدثون عن كوردستانية كركوك ، لاننا لو رجعنا الى اصل التسمية فان كركوك احد فروع قبيلة الجاف الكوردية الكبيرة التي تتوزع على الاغلب في كوردستان الشرقية و كوردستان الجنوبية ، علاوة على الوثائق التاريخية و الجغرافية و السياسية الصادرة من جهات متعددة لا تمت الى الكورد بصلة ، لاننا اذا رجعنا الى الحقائق و طالعنا ما كتبه المستشرقون سنجد مجمعون على كوردستانية الكثير من المدن و القصبات وفي مقدمتها كركوك . ففي زمن العثمانيين تحدث قاموس الاعلام الذي يعد اسكلوبيديا العثمانيين قائلا .. ان كركوك مدينة من مدن شهرزور كوردستان وان ثلاثة ارباع سكانها من الكورد و البربع الاخير من التركمان و المسيح ، واثناء الاحتلال الانكليزي اجروا احصاء في كركوك تبين بان الكورد هم الاغلبية كما ان القرار الذي صدر من عصبة الامم وهو قرار دولي يقول … بعد اطلاعنا على جميع الوثائق والكتب الجغرافية القديمة و التحقق من الاطالس وجدنا بان كركوك مدينة كوردستانية ، لكنه بعد تاسيس الدولة العراقية تم اتخاذ قرار يقضي بتقليل عدد سكان الاكراد واتخذت عدة اجراءات لتحقيق ذلك حيث قضى مخططهم بتشكيل لواء جديد و الذي تسمى محافظة الان ، وهو لواء اربيل التي كانت بالاساس احدى اقضية لواء كركوك ثم القيام باستقدام قبائل عربية و اسكانها في منطقة الحويجة التي تم بناء مشروع زراعي كبير استخدم في بناءه السجناء في ثلاثينيات من القرن الماضي وتحديدا في فترة حكم رئيس الوزراء ” ياسين الهاشمي ” الذي عرف بميوله الطائفيىة و العنصرية ، كما ان شركة نفط كركوك اتخذت قرار بعدم تعيين الاكراد كعمال و موظفين الا القليل الذي كان لا يتلائم وحجم الكورد ، ورغم هذه الاجرائات بقيت الغالبية في المدينة كوردية ، كما انه في احصاء سنة 1957 فان الكورد شكلوا الاغلبية حتى ان ” مام جلال ” رحمه الله يقول في مذكراته … حين فاوضنا نظام صدام حسين عام 1983 – 1984 قال لنا صدام بصراحة ووضوح لا استطيع ان ادعي بان  كركوك مدينة عربية خالصة ولا هي كوردية خالصة ، و حتى ان المؤرخين العراقيين مثل ” عبد الرزاق الحسيني ” كتب يقول ان حدود كوردستان تبدأ من جبل حمرين ، اضافة الى غيرها من الوثائق ، ولكن لماذا كل هذه المحاولات لسلخ الهوية القومية من كركوك ؟؟ والجواب لانهم يعتقدون ان كركوك و المناطق الكوردية الاخرى التي تسمى ” المتنازع عليها ” ستكون البنية الاقتصادية لتاسيس الدولة الكوردية ، هذا من جانب ومن جانب آخر فان ” النفط ” موجود فعلا في اراضي كوردستان ولهذا نرى فان الحكومات العراقية و خاصة النظام البعثي سعت الى ابعاد الكورد عن كل هذه المناطق التي توجد فيها ثروة نفطية ، وعلى سبيل المثال فان الحكومة العراقية الحقت في السابق مدن مخمور وقراج و ديبكه وغيرها بحدود منطقة الحكم الذاتي ، لكنه وبعد اكتشاف النفط فيها عادت و اخرجتها من حدود المنطقة ، لان السياسة الشوفينية لمحتلي كوردستان كانت تركز على حرمان الكورد من ثروتهم الاقتصادية .

5 Comments on “كركوك قلب كوردستان – عبد الرسول علي المندلاوي ”

  1. نعم كركوك ” قلب كوردستان ” هذا ما قاله و اكد عليه الزعيم الخالد ” مصطفى البارزاني ” في اكثر من مناسبة ، ودافع عنها بالارادة القوية الصلبة ، و بروحه الطاهرة ، و ارواح و دماء شهداء كوردستان الابرار .. وستبقى كركوك كوردستانية مهما حاول الاعداء العنصريين و الشوفينيين .

  2. العراقيون يعلمون علم اليقين بان كركوك كردستانيةو والعالم كله يعلم ذلك، بيد ان الإشكال ليس في هذه الحقيقة، إنما في أن السلطة في كردستان خانت هذه الحقيقة وارتكبت الخيانة العظمى حيال كردستان وتأريخها في 2003 عندما وافقت على اعتبار نصف مساحة جنوب كردستان مناطق متنازع عليها. فهل هناك شعب سلطته السياسية تضع ارضه التاريخية منذ مئات السنين وربما آلافها على مائدة القمار وفي المزاد العلني دون خجل او حياء؟! ثم خانت مرة اخرى عندما اتفقت مع العراق وتركت هاربةً من هذه الأرض وقدرها حواي 40000 كيلومتر مربع في اكتوبر 2017!!! فما قيمة اثبات كركوك كردستانية والسلطة السياسة تنتهج سياسة بعيدة ابعد ما تكون عن الانتماء القومي والولاء الوطني ضاربةً الكرامة القومية والشرف الوطني عرض الحائط. لقد حولت هذه السلطة الفاسدة والفاشلة والغبية وعديمة الوعي والشعور كردستان الى سلعة رخيصة في سوق النخاسة السياسية!!!

  3. محاولا ت سلخ كركوك من طابعها الكوردى وتعريبها ستبقى وتستمر ما دام ساسة الكورد مختلفين ومتصارعين وعن حقيقة ما يجرى فى كركوك ساهين انا ابن كركوك وشاهد على مظلوميتها وكورديتها وما حصل ولحق بكوردها من مظالم وقمع وتشريد ومجازر واهوال وفظائع تقشعر لها الابدان وخاصة فى العهد الصدامى الوحشى على ايدى اعداء الانسانية و التعايش والحرية والديمقراطية والسلام تحية للكاتب

  4. الدكتور قاسم المحترم .. شكرا على مرورك العطر … نعم ان كوردستان ستبقى تنبض بالحياة بقلبها النابض الذي يتمثل في كركوك … مع فائق احترامي لكم .

  5. الاستاذين الفاضلين كارزان بدرخان وابو تارا المحترمين .. بالتاكيد فان كل المخلصين للقضية الكوردية لا يختلفون معكم في ما ورد في تعليقكم على موضوع كوردستانية كركوك التي تؤكدها وثائق بالعشرات ان لم نقل المئات .. ومن مصادر لا تمت الى الكورد بصلة الا ان السبب الرئيسي الذي جعل كوردستانية كركوك بين الحياة و الموت هو الخلاف بين الاحزاب الكوردية اضافة الى العوامل الاخرى التي نحن بصددها … تحياتي لكما

Comments are closed.