قسد مؤسسة إستعمارية وتمرد الهفل ثورة!!- بيار روباري

 

عزيزي القارئ، العنوان الذي قرأته وتراه في الأعلى ليس مزحة ولا نكتة، ولم تصدر عن إخوانجي ولا أسدي، ولا بعثي، ولا سوركي، ولا حتى عن داعشي. صدر هذا الكلام المسجل بتاريخ اليوم عن شيوعي ويساري عتيد، يعتبر نفسه أحد أقطاب المعارضة السوركية، وجالس في السويد وإسمه “كمال اللبواني”. وبالمناسبة ليس هو الوحيد الذي تفوه بمثل هذه الغزعبلات والأكاذيب، لا بل هناك من تفوه بما هو أسوأ وأوسخ بكثير من ذلك ودعى إلى قتل الكورد علنآ وطردهم من كل (سوريا)! صاحب هذا الكلام المسموم والعنصري معروفٌ للجميع وإسمه “نواف الشير” وأقواله مسجلة. وسأضع رابط حديث كلا المسعورين أسفل المقالة، لا يتهمنا أحدٌ بالكذب والإفتراء.

مقالتي هذه ليست ردآ مباشرآ لا على اللبواني ولا البشير، ولا حتى أبواق العصابة الإخوانية والأسدية العنصريتين الإجراميتين. حديث سيكون عن “الحقد، الكراهية والغل” الغير الطبيعي الذي يحمله هؤلاء في نفوسهم ومعهم الجماعات الشيعية الإرهابية والطغمة الطورانية الحاكمة في أنقرة، وملالي الفرس الذين يحكمون ايران، تجاه الشعب الكوردي المسالم.

أستطيع القول بأنني عاشرت جميع شعوب الكون عدا السكان الأصليين لأمريكا الجنوبية والشمالية، ولم أجد شعبآ يحمل هذا الكم من الحقد والكراهية والبغض تجاه شعبٍ أخر، كالذي يحمله الأتراك والعربان والفرس تجاه الشعب الكوردي. طبعآ لا أعمم ذلك على كل شخص من الشعوب الثلاثة، وإنما الحديث هنا يدور عن النسبة الكبرى من الأطراف الثلاثة. وحديثي عن العرب محصور بإولئك الذين يعيشون في الكيانين السوري والعراقي اللقيطين تحديدآ.

السؤال هنا: من أين كل هذا الحقد والكراهية وما أسبابه؟؟

سوف أجيب عن هذا التساؤل من وجهة نظري وتجربتي الشخصية، إضافة لمعلوماتي وقرأتي ونقاشاتي مع العديد من أبناء مثقفي هذه الشعوب ومن مختلف الإتجاهات الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية. وأنا أتحدث من خليفتي اليسارية، ولم أكن يومآ عضوآ في حزب كوردي، ولكنني كوردي حتى النخاع. وبقناعتي أسباب هذا الحقد والكراهية عديدة منها:

1- تاريخي نفسي:

الأكثرية الساحقة من سكان: سوريا، العراق، تركيا وايران من إصول كوردية. تم تعريبهم وتتريكهم وتفريسهم مع الزمن وبطرق وأساليب مختلفة. وحسب نظرية علم الإجتماع المتحولين عرقيآ، دينيآ، مذهبيآ يكونون جد حاقدين وكارهين لإصولهم وماضيهم. وأي شيئ أو شخص يذكرهم بذاك الماضي يصيبهم بعصبية جنونية، لأن ذلك يكشف ماضيهم. في الوقت الذي هم يسعون ليل نهار للتخلص من ذاك الماضي وطمسه، وحتى يزايدون على العربي والتركي والفارسي والمسلم العربي. هناك مئات البحوث التي أجريت حول العالم التي أكدت ما قلناه أنفآ بشكل لا لبس فيه.

مثلآ المسلم الكوردي يكره الكوري الإيزيدي أكثر من المسلم العربي، السبب في ذلك هو رغبته الشديدة التخلص من ماضيه اليزداني (الإيزيدي).

مثال أخر: المسلم المتحول للمسيحية يكون أكثر شراسة وحقدآ وبغضآ للمسلمين والإسلام من المسيحي الأصلي، ونفس الشيئ ينطبق على الشخص الشيوعي، الذي تحول إلى شخص قومي، فتجده أكثر حقدآ وكرهآ للماركسية، من الناس الذين كانوا يختلفون مع أراء الفيلسوف العبقري “كارل ماركس” لأسباب معينة.

لذلك فإن بقاء الشعب الكوردي حيآ، وبروزه بقوة في السنوات الأخيرة على المسرح السياسي وحافظه على لغته وتاريخه وإرثه الثقافي وأديانه، يزعج هؤلاء المتحولين المسخين والمقرفين جدآ، ويضربهم في الصميم، ولهذا تجدهم أكثر الناس عداوة للشعب الكوردي وحقدآ عليه وبغضآ وإنكارآ لوجوده.

2- تاريخي ديني:

المسلمين بسنتهم وشيعتهم روجوا لمقولة مفادها: “الكورد أولاد الجن”، كتبوا ذلك في إمهات كتبهم وظلوا يدرسون هذا الأمر لجميع طلبة العلوم الدينية، ومازالوا يدرسون هذا الفكر الإجرامي الحقير لليوم. كما روجوا لمقولة أخرى تقول: “الكورد عبدة النار”، وحرموا على أبنائهم تناول طعامهم الكورد وشرابهم. وهذا يعود إلى زمان الوغدين: ” أبو بكر وعمر بن الخطاب” ومستمر ليومنا هذا.

 

3- تاريخي سياسي:

يعلم المحتلين الفرس والعربان والتتار ومخلفاتهم من العثمانيين والأتراك، أن هذه الأرض ليست لهم وإن بقاء الإمة الكوردية على قيد الحياة، وخاصة السياسية منها وإزدياد نفوذها، يهدد وجود هذه العصابات المحتلة وكياناتهم اللقيطة. وثانيآ يفضح أكاذيب هؤلاء الأوغاد الذين يستوطنون بلاد الكورد كوردستان ومدنهم. ويضع حد للمقولة الكاذبة: “لا وجود لإمة كوردية وكوردستان، والكورد أتراك الجبال”، التي سوقها العربان والأتراك على مدى مئات السنين.

 

4- الكراهية لأهداف إقتصادية – سياسية:

لا يمكن محاربة الشعب الكوردي دون أن يقوم المحتلين بحشد الناس حول هذا الهدف. فبالتالي يجب تحويل الشعب الكوردي إلى عدو في أذهان قطعانهم، لأن من دون تغزية نفوس الناس بالحقد والكراهية وتخويفهم من الشعب الكوردي، وإخراج الكورد من البوتقة الإنسانية، لايمكن تبرير قتلهم وتهجيرهم وذبحهم، وسبي نسائهم، وإستيطان بيوتهم وفي النهاية تتريكهم وتعريبهم وتفريسهم، وسلب أراضيهم وتحويلهم إلى عبيد عندهم.

 

الخلاصة:

هذه الحملة القذرة والمشمئزة التي يشنها أبواق الأسدي الطائفي المجرم وأبواق المعارضة السوركية بكل طرابيشها الوسخة، وأبواق النظام التركي الفاشي، ضد الشعب الكوردي في غرب كوردستان، وإدراته الذاتية وقواته العسكرية المتمثلة في قوات قسد، يعود لفشلهم في القضاء على هذا الشعب وقواته “قسد” وإدارته السياسية رغم إحتلال أجزاء كبيرة من أراضي غرب كوردستان، والحملات العسكرية التركية – السوركية المتكررة ضد قوات قسد الباسلة.

وثانيآ بسبب فشلهم الذريع أمام النظام الأسدي خلال (12) عامآ، والمتجارة بدماء السوريين الأبرياء، هذا إضافة في فشلهم إحداث شرخ أو خلاف بين الطرف الكوردي المتمثل بالإدارة الذاتية وقوات “قسد” والتحالف الدولي (70 دولة) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وثالثآ، نجاح الشعب الكوردي في تنظيم صفوفه، وتمكنه في فترة زمنية قياسية من إنشاء إدارة سياسية وجيش منظم المتمثل في “قوات قسد” التي تحظى بهرمية صارمة ومنضبطة، وشرط وجهاز أمن، وبناء مؤسسات خدمية، وتحسين حياة الناس رغم ظروف الحرب الصعبة، والأعداء المتربصين بالشعب الكوردي من كل جهة. والأهم من كل ذلك هو تحرير معظم مناطق غرب كوردستان من التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم “داعش” حليف تركيا وأردوغان والإئتلاف الإسطنبولي وحبيب نظام الأسد.

 

بالطبع هذا النجاح النسبي للكورد، لا يريح أعداء الشعب الكوردي في غرب كوردستان، مثلما لم يريح نفس الأطراف تقريبآ نجاح الشعب الكوردي في جنوب كوردستان، عندما نال جزء لا بأس به من حقوقه القومية والدستورية وعلى رأسها الفيدرالية، ولليوم الكحام الجدد الشيعة يحاولون بدعم من ايران وتركيا سلبه تلك الحقوق من الكورد مرة أخرى بالحيل والقوة وحرمان الكورد من المال. وأريد أن أختتم مقالتي بعدة ملاحظات من أهمها:

الملاحظة الأولى:

أطلب من أبناء شعبنا الكوردي عدم الإنجرار إلى حرب كوردية – عربية، تحت أي ظرف كان سواء العسكرية منها أو الإعلامية النابية.

 

الملاحظة الثانية:

أدعوا جميع أبناء شعبنا الكوردي، بعدم التهجم على الإدارة الذاتية وقوات قسد وخاصة في هذه الظروف الحساسة والصعبة التي تحيط بنا من كل صوب. أنا مع أن تنتقدوا النواقص، العيوب، الفساد، .. إلخ.

 

هنا سأسرد لكم موقف جرى معي شخصيآ أثناء هجوم تنظيم داعش الإرهابي على مدينة هولير، فنسيت فساد البرزاني أو لنقول وضعته جانبآ في تلك اللحظة العصيبة، ووقفت مع قيادة الإقليم للدفاع عن شعبنا وأهلنا ومدننا. البعض رأى في ذلك تناقض وهذا غير صحيح. عندما نكون أمام تهديد وجودي خارجي يهدد شعبنا في جزء من كوردستان لا يمكن إلا أن تقف مع شعبك. أما النقد والمحاسبة والملامة له وقته. وأنا ضد التهجم على أي طرف كوردي وإعتباره عدو. أنا مع نقد المسؤولين وبقسوة وأمارس ذلك علنآ في كتاباتي، ولكن أعدائي هم: محتلي كوردستان الأربعة فقط.

 

الملاحظة الثالثة:

إحذورا الإعلام المعادي والشائعات وإلتموا حول قوات قسد ومن دون وجود هذه القوة في اليوم الثاني سيفعلون بنا مثلما فعلوا بأهلنا في “أفرين وشنكال” وعلى الكورد أن لا ينخدعوا بالكلام المعسول المطعم بالسم.

 

الملاحظة الرابعة:

عين هؤلاء الأعداء على مقدرات الشعب الكوردي وجزيرته الفراتية، ولهذا ترك هؤلاء الأوغاد النظام الأسدي الذي يحكمهم منذ (50) سنة بالبوط العسكري، والميليشيات الشيعية الإيرانية وحزب الله اللبناني والمحتل التركي والروسي، وبات كل همهم هو (تحرير) سوريا من المحتلين “الكورد والأمريكان”!!! مع العلم هذان الطرفان هما اللذان حرر هؤلاء الأوغاد من بطش تنظيم داعش المتوحش، يا لهم من ناكري المعروف، مثلهم مثل الوغد “نوري المالكي” الحقير.

 

الملاحظة الخامسة:

إحذروا التفرقة، فالأعداء يحاولون بشتى الوسائل إحدث تفرقة بين الكورد، كقولهم: “قسد لا تمثل الشعب الكوردي”، “قسد يقودها قيادات قنديل”، إلى أخره من هذا الكلام الممجوج والمرفوض جملة وتفصيلآ.

وكأنا حزب العمال قادم من المريخ وليس حزبآ كوردستانيآ. العرب السوركيين يحق لهم الإستعاد ببقية العرب وأخذ المال منهم وكل شيئ، ولكن ذلك حرام على الكوردي في غرب كوردستان طلب المساعدة من إخوته. اليوم لو تمرد البرزاني على تركيا وقدم دعمآ عسكريآ وبشريآ وماليآ لقوات “قسد” فجميع الكورد سيرحبون بذلك مثلما رحبوا بمساعدتهم في كوباني، نحن إمة واحدة ولو كنا مقسومين سياسيسآ.

ولينبح المسعورين طوال اليوم والليل، فلن نقطع صلة الرحم بشعبنا في شمال كوردستان من أجل هؤلاء المحتلين لأرضنا والغاصبين. والذين يتهمون حزب العمال الكوردستاني بالإرهاب فليذهبوا إلى الجحيم وبئس المصير مع العصابة الطورانية الفاشية الحاكمة في تركيا منذ (100) مئة عام.

 

09 – 09 – 2023

+++++++++++

فيديو: كمال اللبواني

https://www.youtube.com/watch?v=S0IpjCw2qb0

 

فيديو: نواف البشير.

https://www.youtube.com/watch?v=uvvydzpZdVY