زلزال وسيول وحكوماتٍ ولا المسطول- بيار روباري

 

إن الزلازال والسيول عوامل طبيعية قديمة قدم كوكب الأرض نفسه، ولا يمكن تجنبها. المعضلة ليست هنا، بل في الحكومات والمسؤولين عن دولهم وحياة شعوبهم، الذين لا يقومون بواجباتهم المفروض أن يقوموا بها.

اليابان أكثر دولة في العالم عرضت للزلازل، ومع ذلك ضحايا الزلازل فيها أقل من أي بلد أخر في العالم!! السبب؟؟

المسؤولين في هذه الدولة الأسيوية يؤدون وجابتهم كما يجب، وهناك محاسبة صارمة لكل مقصر مهما علا شأنه ومنصبه، ولا يوجد شخص فوق القانون. لو كان هناك مسؤولين في ليبيا لكان بالإمكان إنقاذ حياة (20.000) عشرين ألف إنسان من خلال إصدار إنذار ينبه سكان مدينة “درنة” من خطورة الوضع والطلب من السكان بترك بيوتهم، لا بل إخراجهم بالقوة. هكذا يتصرف المسؤول، لكن في بلداننا لا يوجد مسؤولين، وإنما لدينا عصابات ولصوص ومافيات تحكمنا، هذه هي الحقيقة المرة.

على مدى (100) مئة سنة لم تستطع ليبيا بناء سدود تحمي حياة الناس رغم الإمكانيات المادية الهائلة التي يملكها هذا البلد الثري، ولم يحضر شيئ لمواجهة الزلازل!! كل ما قام به حضرة العقيد هو تحضير كتائب لمواجهة الشعب الليبي فقط.

أما المغرب، الذي يحكمه عائلة ملكية ذات صلاحيات مطلقة، تعيش حياة ترف وبزخ يفوق الخيال، لا بل بزخ فاحش، كما صرح بذلك إبن عم الملك محمد السادس الأمير “مولاي بن عبدالله هشام العلوي” وذكر ذلك في كتاب نشره قبل سنوات ويحمل عنوان “سيرة أمير مُبعد” وفي مقابلات تلفزيونية عدة أجريت معه.

وفي المقابل ملايين المغاربة يعيشون في أكواخ وخاصة في الريف الذي يعيش فيها الغالبية الأمازيغية سكان البلد الأصلييت وتحديدآ في جبال الأطلس. حيث لا طرق ولا مواصلات ولا كهرباء، ولا مدارس ولا مياه للشرب. والبيوت الموجودة في الريف، إن صحت تسمية البيوت هي مجرد بيوت بدائية وجلها لا تصلح لحياة البهائم فما بالكم بالبشر!!!

لو كان هناك مسؤولين حقيقين لم ذهب ألاف الناس ضحايا هذا الزلزال كما هو الحال في تركيا. البيوت تبنى من دون أي مراعات للزلازل، ولا توجد مراقبة على عمليات البناء ولا محاسبة بحق المخالفين. فلذلك كل المباني إنهارت على رؤوس ساكينها، والسبب الثاني غياب مؤسسات جاهزة لتواجهة مثل هذه الكوارث. وثانيآ كيف ستقدم المساعدة للناس وإنقاذ حياتهم ولا تملك طرق للوصول إلى القرى والبلدات التي ضربها الزلزال وطائرات مخصصة لنقل الجرحى والمواد الغذائية والطبية للناجين، بكلام أخر الإستهتار بحياة الناس من قبل الطغمة الحاكمة الفاسدة والمستبدة.

والأمر الأخر المقزز في مأساة الليبيين أثر هذه الكارثة الطبيعية، شماتة بعض المرضى النفسيين مثل “مقتدى الصدر”، حيث نشر هذا المعتوه تعليقآ في صفحته على موقع “إكس” قال فيه: “ذنب ليبيا غيرُ مغفور“. وسبب هذا التعليق المقزز هو مقتل “موسى الصدر” في ليبيا في عهد العقيد معمر القذافي، وكأن الليبيين هم المسؤولين عن جرائم الطاغية القذافي!!!

وفي الختام، أود أن أتسأل لو لا سمح الله، حدث زلزال أو سيول مشابهة لما حدث في المغرب وليبيا في جنوب كوردستان أو غربها، فهل السلطات الكوردية المحلية جاهزة لمجابهة مثل هذه الكوارث؟؟ الجواب لا كبيرة. لأن حياة الناس بالنسبة لمسؤولي الجزئين رخيصة للغاية، لا بل أرخص شيئ عندهم. وأخير كان الله في عون الليبيين من سكان مدينة “درنة” وسكان البلدات المغربية التي تعرضت للزلزال ورحم الله ضحايا الكارثتين.

15 – 09 – 2023