في الذكرى السادسة للاستفتاء التاريخي- 92% نتيجة تستحق الوقوف عليها وتنفيذها- لؤي فرنسيس

 

في الخامس والعشرين من ايلول 2017 انتفضت جماهير كوردستان الجنوبية ملوحة باصبعها البنفسجي ومنادية العالم اجمع بانها تريد تقرير مصيرها بعيدا عن اي متسلط او مستعمر او غازي مهما كانت جنسيته ، كون الارض التي يملكها شعب كوردستان ومعها حكومة كوردستان والجماهير التي تعيش في كوردستان تعتبر الاركان الاساسية لبناء اي دولة ، حسب اتفاقية مونتيفيديو التي عرفت الدولة بأنها: مساحة من الأرض تمتلك سكان دائمون، إقليم محدد وحكومة قادرة على المحافظة والسيطرة الفعَّالة على أراضيها، وإجراء العلاقات الدولية مع الدول الأخرى….

 ولو فصلنا هذه الاركان وتدارسناها منفردة سوف نجد بان اقليم كوردستان هو مساحة من الارض تصلح ان تكون دولة مستقلة ، وفيها سكان دائمون اصلاء يتكلمون نفس اللغة وتربطهم نفس العلاقات الاجتماعية ويعتمدون في حياتهم على العيش بتفاهم وتسامح وحوار والدفاع عن ارضهم مجتمعين وما كانت نتائج الاستفتاء التاريخي في الخامس والعشرين من ايلول 2017  الا دليلا دامغا ومؤكدا على وحدة هذا الشعب المناضل المجاهد الذي يرغب بالعيش بسلام ووئام داخليا وخارجيا ، من دون ذكرنا ودخولنا في تفاصيل نضاله بالثورات والانتفاضات التي قام بها والمتمثلة بايلول وكولان والانتفاضة الاذارية الوطنية .، كما ان اقليم كوردستان هو اقليم محدد اي يمتلك حدود ثابتة وضعت حسب الاتفاق مع الدولة الحاضنة ((العراق)) ومعترف بها دوليا خصوصا التحالف الدولي منذ عام 1991 مع بعض الخلافات حول قسم من المناطق الكوردستانية التي وجب ضمها الى كوردستان كونها امتداد لارض وشعب الاقليم والتي سميت بالمتنازع عليها ظلما وجورا كونها اراضي كوردستانية لاتقبل التاويل والشك اذا نظرنا الى طبيعتها الجغرافية والى سكانها الاصليين قبل التغييرات الديمغرافية والتعريب الذي حصل لها من قبل النظام السابق قبل 2003 ، اما من ناحية الحكومة القادرة على المحافظة والسيطرة الفعالة على اراضيها فهذا البند ظاهر للعيان ليس فقط السيطرة لكن البناء والاعمار والازدهار وبناء المؤسسات والشفافية ومعاقبة الفاسدين والسراق وسيادة القانون والتعددية والنظام الديمقراطي المتمثل بالانتخابات النزيهة الشفافة والمساوات والعدالة الاجتماعية واستثمار الموارد وغيرها من الامور التي تجعل من اقليم كوردستان دولة ترفع علمها في الامم المتحدة اسوة بدول العالم الاخرى… اما فقرة العلاقات الدولية مع الدول الاخرى فهي حالة ايجابية اكيدة لاتحتاج الى شرح مفصل لان غالبية رؤساء دول العالم يمتلكون علاقات دبلوماسية قوية ومتوازنة مع اقليم كوردستان وقد زاروا الاقليم مع وجود العشرات من القنصليات في الاقليم متمتعة بالسلام والامان .

في الختام فان 92% نتيجة تستحق الوقوف عليها من قبل الامم المتحدة ودول الاعضاء الخمسة الدائمين ومن قبل جيران كوردستان (العراق وتركيا وايران وسوريا ) اذا كانوا يتمتعون بقليل من الديمقراطية والشفافية والاعتراف بالقوانين الدولية كي يفسحوا المجال لشعب كوردستان ان يتمتع بالاستقلالية الكاملة معتمدا على حكومته وقيادته ومؤسساته العسكرية  التي انقذتهم ومعهم العالم اجمع من اعتى تنظيم ارهابي (( داعش الاجرامي )). وعلى هذه الدول الجارة ان يقدموا لكوردستان الدعم الكامل اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لتنتصب ككيان مستقل قوي بين دول العالم الحر…

3 Comments on “في الذكرى السادسة للاستفتاء التاريخي- 92% نتيجة تستحق الوقوف عليها وتنفيذها- لؤي فرنسيس”

  1. الأستاذ لؤي فرنسيس المحترم
    لك عظيم الشكر، والتقدير لتعبيرك في ذكرى الإستفتاء الشعبي الرائع عن أحقية إحترام إرادة الشعب في كوردستان في تقرير حقه في مصير حر ، كريم أسوة بكافة شعوب المنطقة والعالم.
    ومهما كانت الملابسات التي سبقته والعواقب العملية التي تحولت إلى وقائع جلبت للكورد المآسي وفتحت أبواب النوايا الخبيثة التي لطالما كان أعداؤنا ينتطرونها ليقوموا بشن الحملات العسكرية لقضم كركوك وشنجال وشيخان وخانقين مستهدفين بعدوانهم المبيت والمنفذ وجود الشعب الكوردي وكيان الإقليم.
    دمت ذخرا، مع الإحترام.

  2. ان القيادة التي تريد الاستقلال لشعبها يجب ان تكون مستعدة وقادرة على الدفاع عن الدولة المقترحة، لا أن تتفق مع العدو وتسلّم اليها نصف مساحة الوطن ومن ثم القول ان السبب وراء ما حدث، كان الاستفتاء بام عينه! كلا والف كلا وكلا! ليس الاستفتاء هو السبب وانما كان الاستفتاء مسرحية عبثية عدمية الهدف من وراءها هو العودة الى حدود 2003 لا غير! وكان مخرج المسرحية هو قاسم سليماني المقبور، والذي عيّن كل من ابن جلال وابن اخيه رئيسين مشتركين مقابل تلك الخيانة العظمى التي تم ارتكابها. ومن الناحية الاخرى سلّمت جماعة مسعود شنگال ومخمور حيث حتى الخيانة يجب ان تكون ففتي ففتي! فالجميع هربوا من ارض معركة الشرف والكرامة دون خجل او حياء؛ وهم قد هربوا قبلا أمام داعش بل وامام كل مهاجم مثنى وثلاث ورباع! هذه هي الحقيقة المرة التي يجب ان يعلمها الشعب الكردستاني، ويجب ان يعلم هذا الشعب ان ما حدث لم يكن بارادة العراق وانما بارادة وقرار تركيا وايران، لان العراق انتهى امره كدولة منذ 1991، ولكن الذين جعلوا من انفسهم ساسة وقادة للكرد رفعوا وما يزالون يرفعون من شأن العراق وكانه دولة عظمى ناظرين اياها بكل الاحترام والتقدير والانحناء والانبطاح حيث يهرعون الى بغداد افرادا او اشتاتا من اجل الحصول على رواتب الموظفين! فكيف هم يؤسسون دولة وهم لا يعرفون كيفية تأمين الرواتب والاجور؟! لولا هؤلاء الخونة والفاشلين لكانت كردستان مستقلة بشكل او بآخر بعد 1991 وحدودها من حمرين الى ابراهيم الخليل! ألا ان الدول برجالها والامم بآحادها حيث هذا القول المأثور منذ آلاف السنين!!!

Comments are closed.