الشعب الايراني هو الاقوى والنظام في أضعف حالاته- محمد حسين المياحي

 

بعد مرور عام على إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي أثبتت للعالم کله بأن الشعب الايراني مصمم على إستمرار عملية الصراع والمواجهة ضد هذا النظام حتى الاطاحة وإقامة الجمهوريـة الديمقراطية التي تطوي صفحة الدکتاتورية المقيتة بوجهيها الملکي والديني الى الابد، ومع کل محاولات النظام ومساعيه من أجل حرف الحقائق وإعطاء صورة مشوهة وضبابية عن الاوضاع الحالية في إيران، لکن الواقع عکس ذلك ولاسيما من خلال إستمرار الصراع والمواجهة ضد النظام وعدم توقفه.

النظام الذي يحرص في وسائل إعلامه الصفراء على بث الاخبار والمعلومات الکاذبة والمزيفة عن الاوضاع الحالية في البلاد ويريد من خلال ذلك أن يثبت بأنه مسيطر على الاوضاع، فإن نيران الانتفاضة مازالت مشتعلة وإن الشعب الايراني مصمم أکثر من أي وقت مضى على الاطاحة بهذا النظام خصوصا وإن  وبسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة، والفساد المستشري، وانتهاكات حقوق الإنسان، اشتدت رغبة الشعب الإيراني في التغيير الديمقراطي خلال العام الماضي.

الملفت للنظر هنا، إن الشباب الايراني وبشکل خاص ينشط کثيرا خلال هذه الايام وهم يشكلون غالبية السكان ولم يعرفوا الحياة إلا في ظل الحكم الديني القمعي. إنهم يطالبون بالحرية والفرص التي حرموا منها، ولذلك فإنهم يسعون أکثر من غيرهم من أجل الاسراع بتغيير هذا النظام المتحجر من خلال الاطاحة به.

أما فيما يخص النساء الايرانيات اللائي يواجهن قمعا مضاعفا وعداءا وکراهية غير مسبوقة من جانب النظام، فإنهن وبعيدا  عن قوانين الحجاب، فإنهن يناضلن من أجل حقوقهن الأساسية وكرامتهن في مواجهة التمييز الجنسي المتأصل بعمق في النظام الكاره للنساء. إن شجاعتهن في تحدي شرطة الأخلاق هي مصدر إلهام لكل من يسعى إلى التغيير.

والى جانب کل ذلك فإن المقاومة الايرانية من جانبها تحتفظ بقوة معارضة منظمة داخل حدود إيران، تتمحور حول شبكة من وحدات المقاومة التي تنسق الاحتجاجات وتقوض النظام من الداخل. وقد وسعت هذه البنية التحتية نطاقها وقدراتها في العام الماضي، كما يتضح من الهجمات المنسقة على الأهداف الأمنية. إنهم يمهدون الطريق للثورة من خلال قوتهم وعملياتهم المتنامية.

وعلى المستوى الدولي، تضخم الدعم للحركة الديمقراطية في إيران بشكل كبير. أيد أكثر من 120 من قادة العالم وآلاف البرلمانيين المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيسته المنتخبة مريم رجوي كبديل ديمقراطي للنظام الحالي.

کل ماسبق ومن خلال مقارنته بالاوضاع الهشة والحرجة جدا للنظام فإن ذلك يثبت وبصورة واضحة جدا إن الشعب الايراني وقته الوطنية المقاومة الايرانية، هو الاقوى وإن النظام في أضعف حالاته.