حتى تشرق شمس الحرية في إيران- منى سالم الجبوري

 

على مر ال44 عاما الماضية، کان هناك دائما الکثير من الخيارات والسبل متاحة أمام النظام الايراني للتعامل مع شعبه والمنطقة والعالم، وکان هذا النظام يستفاد من ذلك کثيرا ولاسيما عندما کان يزاوج مابينها لکي يقوم بتمويه الامور أکثر ويجعلها مضمونة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، لکن لم يعتقد أو يصدق هذا النظام من إنه سيأتي يوم تتقلص فيه خياراته الى أبعد حد الى الحد الذي سيبدو فيه وکمن إنهت خياراته وضاقت به السبل وهذا ماقد تمخض عن من نتائج وآثار وتداعيات عن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي جعلت النظام وجها لوجه أمام حقيقة قاتلة وهي رغبة وإصرار الشعب على إسقاطه وتبني ذات الشعار المرکزي لمنظمة مجاهدي خلق بإسقاط النظام وإعتباره هدفا مرکزيا وأساسيا وهذا ماجعل النظام يعيد مرة أخرى حساباته ويرکز حملاته على هذه المنظمة وبکل مالديه من قوة، لکن من المفيد هنا الاشارة الى إن المنظمة لا ولم تتفاجأ بذلك فهي تتوقع کل ماهو سئ من النظام وتستعد له على الدوام.

الحديث عن ما قام به هذا النظام طوال أربعة عقود تجاه شعبه ومنظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، هو حديث له أبعاده ولايمکن أن يکفيه هکذا مجال ضيق و محدود، لکن من الواضح إنه قد إستفاد کثيرا من الامکانيات الهائلة التي کانت متاحة أمامه والتي کان من المفروض أن تصرف لخدمة تقدم الشعب ورفاهيته وتطوير مختلف المجالات، لکنه بدلا من ذلك صرفها في قمع الشعب ومحاربة مجاهدي خلق من أجل ضمان بقائه وإستمراره، ولذلك فليس بغريب أن نرى اليوم إن النظام يعطي الاولوية والاهمية القصوى للنواحي الامنية على غيرها، إذ لايهمه شعب فقير أو جائع ولاجيوش العاطلين والاطفال العاملين في النفايات و لا کل المظاهر السلبية الاخرى في طول البلاد وعرضها، بل المهم عنده دائما هو أمنه الذي يضمن بقائه و إستمراره!

هذا النظام بعدما أهدر ثروات وإمکانيات الشعب الايراني في أمور وقضايا تخدم مصالحه الضيقة، وصل اليوم کما هو الحال مع کل نظام ديکتاتوري قمعي معادي لشعبه وللقيم الانسانية والحضارية، الى طريق مسدود، وکما اقلنا فإن خياراته قد إنتهت وهو يسير بإتجاه طريق مسدود، ذلك إن تراکم المشاکل والازمات على بعضها وماينجم ذلك عن إيجاد مشاکل وازمات جديدة، تجعل من الصعب السيطرة على الاوضاع والامور کما کان الحال في الاعوام السابقة، خصوصا بعدما صار معظم الشعب يعيش تحت خط الفقر ويعاني من أوضاع وخيمة جدا على کافة الاصعدة، وإن الشعب الذي لم يعد يرى سوى الاوضاع السيئة التي تحيط به من کل جانب والممارسات القمعية التي تتزايد يوما بعد يوم وإصرار النظام على فرض نفسه کأمر واقع، فإن الشعب الذي سبق وإن أعلن موقفه من النظام في إنتفاضة 16 سبتمبر2022، عازم على المضي بنفس الطريق حتى تشرق شمس الحرية في إيران ويتم طوي الصفحة السوداء لنظام ولاية الفقيه.