المَقامَة الإسرائيليّة – فرياد ابراهيم

 

 

اسرائيل كي تدافع عن نفسها تفعل المستحيل بوجه الغزوات الاسلامية عربية او ايرانية . لم يتلق اليهود عملية قتل جماعي (جينوسايد) بهذا العدد والكم والزخم والعنف منذ الهلوكوست على يد الالمان النازية .

خططت حماس لهذه الحملة الجهنمية لسنين حسب التقديرات الميدانية.

تساعدها ايران والجماعات والاحزاب المتطرفة الشيعية ،ايران التي تؤيدها روسيا البوتينية.

الاسناد الايراني لروسيا الارثذوكسية يقابله اسناد روسي لايران الاسلامية. والمستفيد الوحيد في هذه الحملة الحماسية هو بوتين واردوخان الذي يخشى توسع المد الجغرافي في المنطقة للجمهورية الاسلامية الداعم للحزب الكوردي المناوئ للحكومة التركية.

بوتين استغل انشغال الامريكان وحلفاؤها بالحرب الاسرائيلية والفلسطينية، فقامت باحتلال مساحة حساسة جدا من التلال المشرفة على الطرق الرئيسية الاوكرانية على تخومها الشمالية الشرقية.

بوتين صديق الدكتاتوريات والطغاة الذي قال يوما : (بكيت على صدام عند اعدامه .) الم يعلم بحلبجة وجرائمه الانسانية بحق شعبه وخاصة الامة الكوردية.

الضوء الاخضر قد يأتي من الجانب الروسي لايران لبدا هجومها عن طريق عملائها في المنطقة ، الاحزاب العسكرية الشيعية : حماس ، حزب الله ، الجهاد الاسلامي والحوثيين اليمنية.

روسيا البوتينية ومنذ فترة ليست بالقصيرة تبغي وفق خطتها الذكية تشتيت الزحم الاطلسي على حربها في الجبهة الاوكرانية عن طريق:

*احداث مشاكل هائلة في القارة الافريقية.

*التحالف مع تركيا والوقوف مع اذربيجان الشيعية في حربها ضد القوات الارمينية.

*واليوم حرب الشرق الاوسط الجهنمية.

اردوغان المصاب بسرطان الامعاء الغليظة وستغلظ  اكثر في حرج من الحرب الاسرائيلية. زعيم الامة الاسلامية الاخوانية السنية يتفوه كالمذهول:

(لا انتهاء للمعضلة الا بعد منح الاستقلال لفسلطين  ) تماما يردد ويعيد كلمات بوتين التحريضية، ويتسائل كالمخمور: (هل يجوز قتل سكان قطاع غزة وموت الآلاف جوعا؟ فاين القيم الانسانية؟)

والأهم هل الهجوم على اسرائيل غائب عن الحسابات الاميريكية؟

نقل كل هذا القوات الامريكية مع المعدات المتطورة الدقيقة جدا قبل فترة ولا تزال ووصولها الى حدود السورية العراقية ودخولها العراق من البصرة والانبار ونينوى يؤكد علمها النسبي وجهلها الكمي لحجم الدمار الذي تكبده سكان اسرائيل من رهائن واسرى والضربات الموجعة التي تلقتها قواتها العسكرية.

لا اعتقد ولكن العجب حجم القوة الدافعة من حماس ووقوع كل هذه الاضرار الجسيمة بشرية ومادية في زمن قياسي من جانب الدولة العبرية.

لا اعتقد ان الدول العربية تقتاد بسهولة لمطالب ايران التي تقول تهجير اهالي غزة توسع الحرب وتصبح حربا اقليمية.

هذا يعني دولة غير عربية هي الاشد اهتماما ونصرة للقضية الفلسطينية فمهما قدمت الحكومات والشعوب العربية من تضحيات مادية وعسكرية فايران ستذل هكذا حكومات والشعوب العربية بأنها سبقتهم في القصاص على الدولة العبرية.

اما نعرات الشعوب العربية ومظاهراتها وهتافاتها وزعيقها وصياحها وصراخها المليونية فلا تخرج من مجال التنفيس عن غضبها والنفاق الاعوج ، فالحكومات النائمة وسياساتها البائسة المتسولة تنم عن عنتريات الامة العربية البهلوانية.

وكم لاحظنا مثيلاتها في مسيرة النضال العربي المستديم وحروبها على مد العصور ومحاولاتها العبثية.  بقبقة في فنجان او كما قال الشاعر المعرّي: ( جعجعة ولا ارى طحنا) وهو ادرى بقومه القائل اكثر من الفاعل بدرجة امتيازية.

فهل استطاع العرب المؤيدين لصدام وغالبيتهم من الفلسطينيين والمصريين ان يمنعوا العدوان على العراق او الحيلولة دون اعدامه، كلهم كانوا معه وكلهم تخلوا عنه ساعة الصفر الامريكية.

عطلت اسرائيل مطار دمشق وحلب ولبنان بضربة قوية.

ايران ارادت وتريد ارسال صواريخ الى حسن نصر الله وعادت طائراتها بخفي حنين كما هي.

بشّار اقترب اجله فالواجب الموكل اليه حماية الحدود ، لكنه خالف الاتفاق وسار في المواكب العلويّة والحسينية.

تحركات الامريكان ستغير موازين القوى في المنطقة وقد تكون روسيا على علم بذلك بصورة سرية، وقد تكون هناك صفقة اراضي اوكرانية مقابل سوريا وايران ، فمنذ زمن تتدفق القوات الامريكية الى المنطقة وواشنطن تفضل اسرائيل على اوكرانيا. قطع اوصال ايران ستنقذ العالم من عدو للبشرية. واعتقد بأن كل ما يحدث فخ للجمهورية الاسلامية. ستقع فيه بعد تغلب اسرائيل على الاطراف المهاجمة التي تتلقى الاوامر من الحكومة الايرانية. وستعود العراق حرا وسوريا ولبنان وستنال استقلالها من ايران واذرعها الاخطبوطية. وذلك ما تخطط له امريكا بحسب حساباتي الأولية.

لا مكان للعواطف ولا للغيرة القومية او النعرة الدينية والطائفية والقومية في هذا المجال- النجاح لمن يدفع والموت لمن لا يدفع، السياسة كالتجارة لا قيمة للفقير والمعدم فيها، السياسة كالدين عملية تجارية.

الرشاوي تتدفق على السيسي من المصارف اليهودية. وهو يجيد فن التمثيل كصلاح ذو الفقار واحمد مظهر ويحيى العدويّة. وبقية الحكومات العربية عملاء في الفعل، ابطال بصورة علنية.

كلها تنتهي وبوتين لا يستطيع عمل شئ وهو جبان  ومتردد ومفلس،  ووجهه يوحي بمرض خطير كاردوخان، و اردوخان من جهة مع الناتو لحماية ارمينيا ومع اذربيجان لحماية المصالح الروسية. وايران ستقف عند هذا الحد بعد ان تسترجع 6 بليون دولار المبالغ المجمدة في البنوك الغربية المودعة لدى قطر لتسليمها ان اقتضت المتطلبات والتغيرات على الجبهة القتالية ورضوخ ايران للاغراءات المالية.

جريمة انسانية تقابل جريمة انسانية، هذه هي الحروب لا رحمة لها، اخشى ان تتطور وتحرق الاخضر واليابس!

السكوت والسكون الوقتي الحالي يكاد يقول على لسان الحكومة الاسرائيلية:

(اعيدوا الرهائن فسنعيد اليكم الكهرباء والماء والمواد الغذائية.)

وحينها سينتهي كل شئ ، وتعود المياه الى (مجاريها غير الطبيعية.)

*

فرياد

13-10-2023

 

8 Comments on “المَقامَة الإسرائيليّة – فرياد ابراهيم”

  1. الغزوات معناها المجرمين و قطاع الطرق والعرب يفتخرون بهذا و هذا تاريخهم العين و هم مجرمين.

  2. كاك فرياد ابراهيم المحترم
    تحية
    نحن الكرد أنصار السلام نطالب بوقف الحرب فورا وثم تبادل جميع السجناء الفلسطينيين في سجون اسرائيل بالرهائن الاسرائيليين في قطاع غزّة ورفع الحصار الغاشم على شعبه وعدم تزويد الطرفين بالأسلحة والعتاد العسكري.
    محمد توفيق علي

    1. الاخ العزيز محمد توفيق

      مساء الخير

      اوافقك الراي تماما
      ولكن…
      لا كل ما يتمنى المرء يدركه
      آمل استجابة طلبك المقدس
      ولكم مني خالص التحايا

    2. خلقت اسرائيل حماس بقيادة اسحاق شامير في غزة للقضاء على منظمة التحرير ، وتمكين السلفية وتجهيزها من خلال اسرائيل بالمال من قطر ، والصواريخ من ايران ، وسيطرة حزب الله على لبنان ، وميليشيات سليماني على العراق ، وجعل اية الله بطل التحرير لفلسطين وابادة اسرائيل.
      هل الهجوم على مدنيين وقتل مئة منهم هي من اعمال المقاومة ؟ انه سؤال ذو دلالة للرأي العام في العالم. انه يقول لهم انهم عصابات داعشية هي حماس تلك ، لماذا لم تهاجم العسكر الاسرائيلي وتترك المدنية. الا يدل ذلك انهم سلفية مليئة بالحقد على الناس المخالفين لعقائدها . انه في الواقع اغتيال لجوهر القضية الفلسطينية ، قضية الشعب الفلسطيني ، القضية ذات الحقوق الانسانية واولها حق تقرير المصير ، وحق الهوية ، وحق العيش بهوية بسلام وامان ، وحق اقامة دولته الديمقراطية ..وهذه جميعها لاتعترف بها لا حماس ولا الاخونجية، ولا اية الله، كما قبلهم لم يعترف بها ناصر ولا اسد ولا صدام ، جميعهم ادعى تحرير شعب فلسطين، ولو كان كذلك لِمَ قمعوا شعوبهم ، مليونا قتل على يد صدام، ومليون على يد الاسد، ومليون على يد داعش ، وميليشيات دمرت لبنان والعراق ، وقتل الف متظاهر عراقي طالبوا بانها الفساد في تشرين 2019، والفا من متظاهري حقوق المرأة في ايران، هل هؤلاء من يقتل شعبه هو من يحرر فلسطي..مالذي سيراه الفلسطينيون من حماس غير مايشاهدوه اليوم في ايران والعراق ولبنان وسوريا واليمن من تدمير ودمار.

  3. كاك فرياد ابراهيم المحترم
    تحية
    أحسنت التوضيح في التعليق المذكور أعلاه وأجدت التعبير عنه.
    محمد توفيق علي

  4. كاكه محمد
    مساء الخير
    لك الشكر والتقدير لمساهماتك ومداخلاتك الفعالة
    ولكم مني خالص المودة
    واتمناك بخير وعافية والنجاح المستمر والموفقية
    فرياد

Comments are closed.