لا تحتاج إلى إكتشاف لتعلم بأن العالم غير عادل – بيار روباري

 

قضية الشعب الكوردي كأحد أقدم شعوب الأرض قاطبة وأكثرهم تأثيرآ في الحضارة البشرية، لا بل مؤسسآ لها، والذي يرزح نير تحت الإحتلال لليوم، يؤكد صحة عنوان مقالنا هذا. ولا أظن هناك قضية أعدل من قضية الشعب الكوردي في العالم.

ومع ذلك تجاهلت كافة دول العالم وعلى مدى مئات الأعوام، ولا تزال تتجاهل قضية هذا الشعب، الذي يرزح تحت نير الإحتلال (الفارسي، التركي، العربي)، سواءً من قبل الدول الغربية آو الشرقية، الشمالية والجنوبية، المسيحية والإسلامية، الدول العربية، الأفريقية، دول أمريكا الجنوبية، أوستراليا، نيوزيلندا، الدول الرأسمالية والإشتراكية، ودول عدم الإنحياز، إسرائيل، الفاتيكان!!!!! بالمختصر جميع دول العالم وبجميع طرابيشها وكشاكيشها تجاهلت قضية الشعب الكوردي.

وإرتكبت بحق الشعب الكوردي على مدى مئة عام الأخيرة مئات المذابح والمجازر وعمليات الإبادة الجماعية على يد المحتلين العربان، الفرس وتركو-عثمان، مثل مجزرة: ديرسم، بالو، أرارات، مهاباد، حلبجة، الأنفال، قامشلوا، شنكال، أفرين، سريه كانية، كوباني، كريه سبي الهجرات المليونية، وغيرها الكثير الكثير.

ومع ذلك لم نشاهد إجتماعآ واحدآ لمجلس الأمن الدولي المنافق والدجال الذي يتحكم به خمس دول كبرى ومعروفة، ولا إجتماع لدول الإتحاد الأوروبي الكاذب، ولا إجتماعآ واحدآ للدول الإسلامية الوسخة، ولا إجتماعآ للدول العربية الحقيرة، ولا إجتماعآ للإتحاد الأفريقي المعفن، ولا إجتماع لدول أمريكا الجنوبية المعتة، ولا إجتماع لقادة الإشتراكية الدولية الدجالين المسخين.

 

في المقابل، رأينا مئات الإجتماعات التي شهدتها أروقت الأمم المتحدة، وصدر عنها وعن مجلس أمنها وجمعيتها العمومية عشرات القرارات، إن لم يكن المئات حول قضية “الشعب الفلسطيني”، التي لم ينفذ منها شيئ بسبب الدعم الأمريكي الأعمى والغير الأخلاقي لإسرائيل.

ومثال أخر، رأيتم إهتمام العالم الغربي الغير طبيعي بمقتل (1400) إسرائيلي بين مدنين وعسكرين، في (7) السابع من شهر تشرين الجاري على يد حركة حماس والتي أخذت حوالي (250) شخصآ كأسرى ورهائن من اليهود جنودآ ومدنيين.

رأينا كيف تقاطر كل قادة الغرب “المنافقين والكذابين والمدلسين وتجار الدماء” إلى تل أبيب لتقديم الدعم لإسرائيل وتعزيتها، والبعض الأخر جلب معه حاملات طائرات، فرقاطات، غواصات نووية، ومعدات عسكرية!! ولكن نفس هؤلاء القادة لم يفتح واحدآ منهم فمه عندما إحتل الجيش التركي الغااشم منطقة “أفرين” قبل خمسة سنوات وهجر أكثر من (1000.000) مليون مواطن كوردي من بيوتهم وديارهم، وقتل الجيش التركي وحلفائه من الجماعات الإرهابية السوركية (8000) ثمانية ألاف مواطن كوردي من أهالي منطقة أفرين. مع العلم إن الكورد في غرب كوردستان لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد تركيا ولم يأسروا مواطنآ تركيآ ولا جنديآ واحدآ.

لماذا قادة العالم الغربي الذين يدعون التحضر ومعهم الفاسد والوسخ نتنياهو، لم يدينوا الإحتلال التركي لمنطقة “أفرين” وبقية مناطق غرب كوردستان، والقصف الهمجي والدموي التركي اليومي، ويفرضوا عقوبات على تركيا واردوغان؟؟ ولماذا لم يكلف أحد من هؤلاء القادة نفسه بزيارة غرب كوردستان وتقديم الدعم للشعب الكوردي وإدارته الذاتية وقوات “قسد”، الوحيدة التي حاربت تنظيم داعش المتوحش نيابة عن العالم وتحديدآ الغربيين؟؟

هل الدم الإسرائيلي أغلى من الدم الكوردي؟؟ الجواب بالتأكيد لا. ولماذا كل هذه الإجتماعات واللقاءات الدولية حول ما يجري في غزة من حرب قذرة، ولم نشاهد إجتماعآ دوليآ حول وضع الشعب الكوردي المأساوي في شمال كوردستان وغربها وشرقها؟؟؟ هل القضية الفلسطينية أهم من القضية الكوردية؟؟؟ بالتأكيد لا.

 

وقادة الدول العربية والإسلامية وشعوبها، يرفعون أصواتهم عاليآ، كلما تعرض الفلسطينيين لهجوم أو لضغطٍ ما أو إضطهاد، ولكن يبتلعون ألسنتهم هؤلاء الأخساء والأوغاد وإعلامهم، عندما يتعلق الأمر بالشعب الكوردي في أي جزءٍ كان، وكأن الكورد ليسوا بشرآ وليسوا مسلمين ومسيحيين ويهود!!!!!

 

والأوسخ والأحط من هؤلاء، هم قادة تركيا هذا الكيان اللقيط وفي مقدمتهم اردوغان، ومعه قادة ايران مجموعة الملالي الشيعة الدجالين، والنظام الأسدي وحكام العراق، الذين ينددون ليل نهار بالإعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتراهم في نفس الوقت، يمارسون أبشع الجرائم وأفزعها بحق الشعب الكوردي، ومع ذلك يتحدث هؤلاء القتلة والمجرمين عن حقوق الإنسان، ويطالبون بمحاسبة إسرائيل على أفعالها وأفعال قادتها، ولكنهم ينسون جرائمهم وجرائم أنظمتهم بحق الشعب الكوردي الذي يحتلون أرضه منذ مئة عام على الأقل.

 

العاهرة اردوغان ودجال العصر قال البارحة:

حركة حماس ليست إرهابية، وإنما حركة تحرر وطنية ومقاتليها مجاهدين من أجل الحرية ويناضلون في سبيل نيل حقوق وتحرير أرضهم“.

لكن هذا الساقط والمنحط يسلب هذا الحق من حزب العمال الكوردستاني وأي حزب كوردي أخر، ويرفع عنه هذه الصفة أي صفة التحرير ويلصق به صفة الإرهاب! ونفس الشيئ قاله القاتل خامينئي عن حركة حماس الإخوانية، ولكن يسلب صفة التحرر من الأحزاب والقوى الكوردية في شرق كوردستان كالحزب الديمقراطي وكوملا وبزك ويتهمهم بالإرهاب!! السفاح بشار الأسد الذي قتل مليون سوري وشرد (12) مليون إنسان ودمر البلد، وصفى مئات الألاف من السوريين والكورد في السجون تحت التعذيب الوحشي ومع ذلك يتحدث هذا القاتل والطائفي عن الإنسانية وحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم وتحرير  أرضهم، ولكن يسلب هذا الحق من الشعب الكوردي ويتهم الكورد في غرب كوردستان بألف تهمة بدءً بالإنفصال والعمالة ووصولآ إلى الإرهاب.

لنفترض قام حزب كوردي بعملية عسكرية مماثلة لتلك التي قامت بها حركة حماس ضد إسرائيلي في (7) السابع من شهر تشرين الحالي، وإستعادوا من خلالها مدينة كركوك المحتلة؟ وواحدة مثلها في شمال

كوردستان في مدينة آمد، وأخرى في مهاباد وأفرين وحلب. سؤالي لهؤلاء الدجالين والقتلة قادة (ايران، تركيا، سوريا والعراق):

هل ستدعمون العملية الكوردية في الأجزاء الأربعة من كوردستان وستسمونها مقاومة وعملية بطولية؟

وسوف تطالبون بدولتين واحدة للشعب الكوردي وأخرى للأتراك ومثلها للفرس والعربان، كما تطالبون للفلسطينيين بدولة إلى جوار إسرائيل؟؟ أما أن المقاومة حلالٌ عليكم وحرامٌ على الشعب الكوردي؟؟؟

 

الخلاصة:

كل الأطراف الغربية التي تتباكى اليوم على دماء الإسرائيلين وتذرف دموع التماسيح، كذابين وحقراء ويتاجرون بدماء اليهود المساكين، ويسعون لغسل عارهم وإجرامهم بحقهم مرتين. المرة الأولى عندما طردوا اليهود من أسبانيا وقتلوا الألاف منهم. والمرة الثانية عندما قام النظام النازي في ألمانيا بقتل ستة ملايين يهودي بريئ في أفران الغاز بتواطئ من الفاتيكان والحكومات الغربية. الجميع يعلم كيف رفضت أمريكا فتح حدودها وإستقبال اليهود في أراضيها أثناء تعرضهم للمحرقة.

واليوم بدلآ من حل النزاع ودفع الطرف الإسرائيلي للقبول بحل الدولتين يسكبون البنزين على النار ودفع الطرفين للإقتتال وهذا بحد ذاته إجرام. وللأسف الشديد بعض القيادات الإسرائيلية من المتعصبين مثل بن غفير والإنتهازيين مثل نتنياهو، لا يريدون أن يستوعبوا أن الغربيين يستخدمونهم لتحقيق مأربهم  ومصالحهم فقط.

 

والذين يتباكون اليوم على الفلسطينيين ويذرفون دموع التماسيح، مثل اردوغان وخامينئي، وبشار الأسد، ومقتدى الصدر، وحسن نصرالله وقيس الخزعلي، وأمير قطر، بوتين، وسواهم، هم أوسخ من الغربيين بألف مرة.

لو مات جميع الفلسطينيين في يوم واحد فلن يحركوا ساكنآ هؤلاء التجار، ولا يهمهم دماء الفلسطينيين الأبرياء بشيئ على الإطلاق. الذي لا يحترم دماء أبناء شعبه وأداميته وحياته، لا يمكن له أن يحترم دماء الشعوب الأخرى وأدميتهم وحياتهم. إنظروا كم قتل الطاغية بشار من الكورد والسوريين والفلسطينيين واللبنانيين!! والطاغية اردوغان كم قتل من الكورد والأتراك والليبيين والأرمن!!! والمجرم بوتين كم قتل من الروس والشيشان والأوكرانيين والسوريين وغدر بالكورد!!! والأفعى خامينئي كم قتل هذا الطاغية ونظامه من الشعب الكوردي وبقية شعوب ايران ومن السوريين واليمنيين والعراقيين واللبنانيين. وحسن نصرالله، كم قتل حزبه من اللبنانيين والسوريين الأبرياء. وقيس الخزعلي وهادي العامري كم قتل هذين المجرمين من العراقيين والكورد والسوريين!!! وتميم أمير قطر، كم قتل هذا الوغد من الكورد من خلال دعمه للجماعات الإرهابية في سوريا ودعم الدولة التركية المحتلة لكوردستان. فكيف لهؤلاء المجرمون والسفلة وتجار الحروب أن يهز مشاعرهم قتل الفلسطينيين والإسرائليين الأبرياء؟؟ هؤلاء مجرد قتلة وتجار حروب وعديمي المشاعر.

 

وقادة حركة حماس، أنفسهم قتلة ومجرمين وقتلوا من الفصائل الفلسطينية الأخرى الألاف ورموا بجثث أعضاء حركة فتح من فوق الأسطح عندما إنقلبت على السلطة ووضعت يدها على قطاع غزة. لا بل أكثر من ذلك دعموا الغزو التركي لمنطقة أفرين وبقية المناطق الكوردية وباركوا ذلك علنآ وجاء ذلك على الكلبين المسعوريين “خالد مشعل وإسماعيل هنية”، والفيدوهات موجودة لليوم. هدف هؤلاء ليس تحرير الأرض هذا كذب محض، هم يسعون لإقامة دولة إخوانية على غرار دولة الإخواني عمر البشير في السودان ونظام مشابه لحركة طالبان الأفغانية، وتنفيذ الشريعة الإسلامية وإعادة الخلافة الإسلامية، ويريدون تدمير دولة إسرائيل هذه هي الحقيقة وإبادة اليهود.

ختامآ، لا وجود للعدالة في العالم أبدآ، لو كان هناك عدالة لم كان هذا هو حال الشعب الكوردي، ولا حال الشعب السوري. هناك فقط مصالح إقتصادية وسياسية وتوازن قوى يحكم العالم فقط لا غير. والقوي هو الذي يفرض شروطه على الأطراف الأخر بالقوة. هكذا كان الحال دومآ، وهكذا سيبقى كذلك مدى الدهر. الإنسان وحشٌ لا مثيل له في الوحشية والبربرية والفزاعة، وكل من يدعي عكس ذلك، فإما أنه كاذب أو جاهل، والنتيجة في كلا الحالتين واحدة.

ملاحظة: يعيش في إسرائيل حوالي (400) أربعمئة ألف كوردي يهودي وجلهم يعيشون في القدس، وفي الأراضي الفلسطينية يعيش (750) سبعمئة وخمسين الف كوردي. أنا يهموني مصير هؤلاء الكورد ولم أرى حكومة جنوب كوردستان تسأل عنهم!!!! كيف ستسأل عنهم وهي لا تسأل عن الكورد الذين يحكمهم في جنوب كوردستان.

 

26 – 10 – 2023

 

2 Comments on “لا تحتاج إلى إكتشاف لتعلم بأن العالم غير عادل – بيار روباري”

  1. كل هذه المآسي بحق الشعب الكوردي والطامة الكبرى الاحزاب الكوردية التافهة غارقة بالعمالة…

  2. اذا مسعود و طلاباني و وجلان يظلون قادة على الشعب الكوردي و كوردستان لم ولن يتحرر . و الشعب الكوردي يحتاج قادة ثوبين و أحزاب ثوبين و الحقوق توخذ بالقوة و أليس بكلام

Comments are closed.