أصل مفهوم الهگ (الحج) وتاريخه – الحلقة الرابعة والأخيرة – دراسة تاريخية- بيار روباري

 

Koka têgîna Hegê (hecê) û dîroka wê – Xeleka çarê û dawîn

ثامنآ، كيف وصل مفهوم الهگ لليهود والعرب:

Çawa têgîna hegê gihîşt Ciho û ereban

هناك رأين في هذا الخصوص، الأول ديني تبناه التوارة لا بل من تأليف كتابه، ويؤيده كافة الكتاب الإسرائيليين الذين يدورون في فلك قصص التوراة وجيعهم ذوي نفوس قومية متطرفة، والمسلمين والمسيحيين تبنوا هذه وجهة النظر لتبرير مشروعية وجودهم، إلا أن المسلمين العرب أضافوا للقصة التوراتية بأن “بر-هيم” أكمل طريقه إلى الحجاز حيث توجد “إم القرى”، وهذا ما لم يقر به التوراة ويفرضه اليهود جملة وتفصيلآ.

أما الرأي الثاني، يتبناه جميع المختصين بتاريخ الأديان وعلماء الأثار والباحثين الذين يؤمنون بالعلم والمعرفة، وأنا واحد منهم. لأننا جميعآ نؤمن بالتاريخ المادي، الذي يمكن فحصة وإخضاعه للتمحيص والدراسة والمقارنة.

لقد شاهدنا وبالدلائل التاريخية المادية في المحاور السابقة، بأن مفهوم “الماگ” و”الهگ”، مفهومان غير ساميان على الإطلاق، وبالتالي لا علاقة لليهود والمسيحيين والعرب المسلمين بهذين المفهومين لا من قريب ولا من بعيد. وكل كلام وحديث ورد في التوارة والإنجيل والقرأن يخالف هذه الحقائق التاريخية المادية التي أتينا عليها سابقآ، فهو مجرد أكاذيب وعملية تدليس لا أكثر، وهي من صنع كتاب التوراة. وهذا الكتاب بشع للغاية وحوالي 80% من أفكاره وقصصه، وفي مقدمتها سفر التكوين مسروقة من

الأخرين مع بعض التعديلات هنا وهناك، لتتوأم مع ثقافة وبيئة اليهود، ومحمد لم يجد بد مثل المسيحيين سوى التصديق على معظم ما ورد في كتاب التوراة من أكاذيب، لتمرير أكاذبيه وخزعبلاته هو الأخر، وخاصة إذا علمنا أنه نسخ أكثرية أفكاره تقريبآ من التوراة، بحكم تأثره بالديانة اليهودية والمسيحية التي سبقتا دعوته بكثير.

وبغض النظر إذا كانت شخصية “بر- هيم” خيالية أو حقيقة، ففي كلتا الحالتين فإنه لم يكن ساميآ بكل تأكيد، لأن جميع التنقيبات الأثرية التي تمت في كل مكان ومدينة من مدن منطقة شرق المتوسط، التي تضم الكيانات المصطنعة التالية: (تركيا، سوريا، لبنان، العراق، اسرائيل/ فلسطين، ايران والحجاز) إضافة لمصر أي سيناء عمليآ، لم تعثر له على أثر مادي واحد. وإذا إفترضنا أنه كان شخصية حقيقية

فهو لم يولد في “أور” السومرية ولا الكلدانية كما إدعى كذبآ كتاب التوراة قديمآ وحديثآ. وكلمة “أور”

نفسها تعني مدينة، ويجد مدينة بنفس هذه في شمال كردستان، والصحيح إنه ولد هناك، وإسمه كردي

شمالي لماذا. لأنه في سومر لا توجد صخور ضخمة أو جرب بسبب سهلية المنطقة وغياب الجبال الصخرية.

إضافة إلى ذلك فإن الشخصية الثانية التي إرتبطت قصة “بر-هيم” به، هو الملك نمرود الذي ولد وعاش في نفس المنطقة أي في شمال كردستان، وكان ملكآ على مملكة “كوما – ژين” الخورية الكردية. والذي ربطت به هجرة “بر- هيم” نتيجة تعرض هذا الأخير للظلم والإضهاد على يد الملك “نامرد”، على حد أقوال الكذابين الكتاب اليهود والمسلمين والمسيحيين. فكيف أصبح بر-هيم أبآ لموسى وعيسى ومحمد؟؟ وهو من بلد وقومية وثقافة أخرى مختلفة كليآ. السيد “برهيم” هو أري وفق كل الدلائل التاريخية المادية وليس ساميآ.

عودة للرأي الأول الذي أشرنا إليه أنفآ، وأمعنا النظر في خط الهجرة التي سلكها “بر-هيم” وفق رواية التوراة اليهودية، والواضحة في الخريطة المنشورة في الأعلى، والتي دامت بحسب التوراة نفسها (15) سنة، مع العلم لو قطعها مباشرة من مدينة “أور” السومرية إلى موطن الكنعانيين دولة اسرائيل الحالية

وفلسطين، ومن هناك إلى “إم القرى” في الحجاز، لقطعها في مدة شهرين أو لربما أكثر بقليل أو أقل من ذلك. فالسؤال لماذا إتجه “بر- هيم” نحو الشمال مع أفراد عائلته وإبنه “لوط”، حتى مدينة زاخو الكردية، ومن هناك إلى مدينة “خوران” حران الحالية والمكوث فيها سنوات ومن هناك إلى موطن كنعان، ومنها إلى مصر وثم العودة إلى كنعان ومن هناك إلى الحجاز وبناء “ماگ” أي بيت الله مع إبنه اسماعيل.

إن صحت هذه الرواية، فتكون أحد الطرق التي وصل عبرها مفاهيم “الماگ” و”الهگ” والقربان، هذه الثقافة الخورية – اليزدانية إلى كل من اليهود والعرب والمصريين في ذات الوقت، كون السيد “بر-هيم”

زار المناطق الثلاثة وفق رواية اليهود، المصريين، العرب أنفسهم والناقل كان “بر-هيم” وإبنه اسماعيل. وأنا شخصيآ لا أميل إلى هذا الرأي، لأنه لا يستند إلى الحقائق التاريخية المادية، وبدليل إن علماء الأثار لم يعثروا على أثر يثبت صحة هذا الرأي، وبتقديري هي مجرد صناعة يهودية لها جذور هندية قديمة، وسوف نأتي عليها في المحور القادم والأخير من هذه الدراسة التاريخية.

السبيل الثاني الذي حسب رأي المختصيين بتاريخ الأديان وعلماء الأثار، إن الثقافة الخورية – اليزدانية الخاصة “بالماگ” و”الهگ” ومفهوم القربان وصل إلى اليهود والعرب والمصريين، على الشكل التالي.

نحن نعلم بأن أسلاف الشعب الكردي “الخوريين، السومريين، الكاشيين، الإيلاميين، الميتانيين والهيتيين هم أكثر الشعوب تأثيرآ في مصر والجزيرة العربية، ولا ننسى قبل قدوم المحتلين الكنعانيين إلى المنطقة ويسكنون جنوب بلاد الخوريين المقصود بذلك (إسرائيل، فلسطين)، هذه المنطقة كانت جزءً من بلاد الخوريين. هذا إضافة إلا أن الكرد حكموا مئات السنين مصر الفرعونية، وصراع الميتانيين والمصريين معروف تاريخيآ، ومن ثم المصاهرة بين ملوك مصر والأميرات الميتانيات، والكرد هم من أخلوا عبادة إله الشمس، وثقافة بناء الأهرامات وزراعة القمح، والفرس والعربات الحربية وحتى الكتابة تعلمها المصريين من أسلاف الشعب الكردي.

من هنا تأثر الكنعانيين الذين ينحد اليهود منهم، وهم مجرد قبيلة وليسوا شعب وقدموا من اليمن وأريتيرا، حسب ما كتبه وأرخه المؤرخ اليوناني المعروف “هيرودت” والمصريين والعرب بثقافة أسلاف الشعب الكردي، الذين كانوا أصحاب حضارة عريقة ومتقدمة في كافة مجالات الحياة، ومن ضمنها ذلك الحياة الروحية، وبناء “الماگات” أي بيوت الله المكات بالعربي، وزيارتها أي “الحج”، ومفهوم تقديم القرابين للألهة والدعاء لها.

من وجهة نظري، وصلت هذه الثقافة الدينية الخورية – اليزدانية وتحديدآ مفهوم بناء “الماگ” وزيارتها وتقديم القرابين للألهة عندها والتبرك بها، عبر التواصل الإنساني سواء عبر التبادل التجاري والإحتلال

المتبادل وبالتالي الإختلاط مع بعضهما البعض، فلا الإنسان يتأثر بالأخر ويؤثر به، ولكن تأثير القوي والمتقدم والمتطور ثقافيآ وروحيآ وحضاريآ، يكون تأكثير أكبر في الأخر دون شك. وهذا الذي وأنا أميل لهذا الرأي وهناك دلائل تاريخية لكل ذلك. فالكرد إحتلوا مصر وحكموها حوالي (428) عامآ، على عدة فترات متقطعة، وكان منهم (81) فرعونآ أي ملكآ. والمصريين أيضآ حكموا أجزاء واسعة من أراضي الخوريين من ضمنها الأجزاء الجنوبية (فلسطين، اسرائي، لبنان، دمشق)، وشمالآ إحتلوا منطقة ألالاخ وحكموها طويلآ، وفي النهاية وقعوا الطرفان الكردي – المصري، أول إتفاق سلام في العالم. وجرت مصاهرات علئلية بين الكرد الميتانيين وملوك (فراعنة) مصر، والكنعانيين كانوا واقعين بين الطرفين الكرد والمصري، وتأثروا جدآ بثقافة الشعبين الكردي والمصري دون شك.

تاسعآ، الخلاصة:

Kotayî

في نهاية هذه الدراسة توصلنا إلى العديد من النتائج الهامة للغاية، نتيجة دراسة العشرات من المراجع والمصادر، وإجراء العديد من المقارانات بينها، ولا شك عندي بأن الكثيرين من أبنا الشعب الكردي وسواهم، سيتفاجئون بالمعلومات التاريخية الواردة فيها، ولا شك أنها ستخض قناعات الكثيرين من الناس حول بعض القضايا الإيمانية والتاريخية التي كانوا يعتبرونه من المسلمات حتى اليوم، وليس فقط أبناء الكرد بل حتى اولئك الذين يؤمنون بالتوراة والقرأن والإنجيل وأكاذيبهم وخزعبلاتهم. الدراسة في جزء منها تتناول الجانب التاريخي للقضايا التي نقاشنها، إضافة إلى الجانب الديني للقضية الأساسية ألا وهي مفهوم “الماگ والهگ” معناهما وأصلهما وعلاقتهما بالصلاة، ومن هذه النتائج:

أولآ، مفهوم الأديان:

الدين كل دين هو صناعة بشرية ومن مخيلته بما فيه الألهة بمتخلف أشكالهم ومسمياتهم منذ القدم وحتى الأن. إن كانت الألهة عبارة عن أصنام أو قوى الطبيعة أو متخيلة من قبل الإنسان بوجود خالق ما يعيش في السماء. ثانيآ، مصطلح الدين مأخوذ عن المفردة السومرية – الكردية “دينا”، ولا علاقة لها بالعبرية ولا العربية ولا الأرامية.

وبدليل إن كل الطقوس والأركان الدينية في الزاردشتية، اليهودية، المسيحية، والإسلام مثل:” الإيمان، الهگ، الصلاة، الصيام، الزكاة، تقديم القرابين” كانت موجودة قبل هذه الأديان بألاف السنين، ويكذب من يدعي بأن اليهودية، المسيحية، والإسلام، أديان سماوية وبأن أصحابها تواصلوا مع شخص إسمه (الله).

فإن تسمية “الله” ذاتها، تسبق هذه الأديان الشمولية الشريرة على الأقل بحوالي (4000) أربعة ألاف عام.

إليكم أصل ومعنى تسمية (الله):

أصل هذه التسمية تعود للغة السومرية إم اللغة الكردية، وفي اللغة السومرية والكردية لدينا قاعدة نحوية، عند التأكيد على شيئ أو إعطائها مكانة معينة أو تعظيم الشيئ نكرر الكلمة مرتين وهناك مئات الأمثلة على ذلك وهي موجودة لليوم في اللغة الكردية الحالية.

بعض الأمثلة على ذلك:

Xûşe – xûş, xume – xum, gum – gum, el -el, reqe – req, teqe – teq, tepe – tep,

pite – pit, qîre – qîr, hîre – hîr, nale – nal, ……

أخذ اليهود هذه التسمية عن أسلاف الكرد السومريين بعد سبيهم من قبل الأشوريين والبابليين. لا بل كل جوهر التوارة كتب في كردستان من سرقة ملحمة گلگامش، وترجمتها وجعلها أول وأهم سفر في التوراة ألا وهو سفر التكوين، هذا إضافة أركان الإيمان اليزداني، ومن الإدعاء كذبآ أنها نزلت أفكار يهودية!!!.

وصاحب كل هذه الأكاذيب هو “كاتب العذرا”. والتلمود اليهودي 60% منه مأخوذ عن “الزندا” العائدة للزاردشتية، والزندا لمن لا يعرف هو التشريع في الديانة الزاردشتية. وحور اليهود هذه التسمية جنسها الأنثى (الإلهة) إلى المذكر (الإله)، هذا إلى عبرنة التسمية (إيلوهبم- إيل)، والعرب بدورهم أخذوا اللفظة عن العبرية وجعلوا منها (الله).

El – el  —–> Elohim —–> îl —–>  الله

والدين كمفهوم يعني الخضوع التام للألهة، والمتدين عادة يوكل أمره لإلهه، والدين عبارة عن مجموعة أفكار وقيم يؤمن بها الشخص المعني، وهذا يعني الإيمان بمجموعة من السلوكيات والفرائض والقبول بها في الحياة، والهدف من الدين هو التقرب من الألهة بهدف كسب رضاهم وحمايتهم. والدين أيآ كان فهو جزء من الإيمان وليس كله.

ثانيآ، مفهوم الماگ والهگ والصلاة:

هذه المفاهيم الثلاثة “الماگ والهگ” الصلاة، صناعة بشرية ولا علاقة لها بالسماء، كما إدعى الكتاب

الذين ألفوا التوراة والإنجيل والقرأن. وهذه المفاهيم الثلاثة إنتاج ثقافي روحي خوري – كردي، إضافة لمفهوم الصيام والذيؤكتبت عنه بحث ونشرته، بالمختصر فإن مفهوم الصيام بدأ على الشكل التالي:

البعض إعتبر الصيام مجرد عادة وثنية وهذا غير صحيح. الصيام نشأ عن إعتقاد وإيمان الكرد الخوريين أن مغيب الشمس وذهابها إختفائها، ناتجٌ عن غضب وإنزعاج الإله “خور” إله الشمس، سببه إرتكابهم بعض الأعمال السيئة. ولإصلاح الأمر وإرضاء “الخور” إله الشمس، إعتقدوا أن إمتناعها عن الطعام والشراب لعدة أيام وسموها “روژي” أي الصيام، لربما عادة الشمس إليهم دون أن تغيب. والصيام كان ثلاثة أيام وفي الشتاء، وأصبحت عادة يكررها الخوريين أسلاف الكردي في ذات الوقت من كل سنة، ولليوم الكرد اليزدانيين يصمون فقط ثلاثة أيام في السنة ولا تتغير هذه الأيام كل سنة هي نفسها، هذا إضافة إلى مفهوة الزكاة والوضوء، وجميع هذه المفاهيم إنطلقت من شمال كردستان وتحديدآ من محافظة “خوران” حران حسب التسمية الحالية.

وحسب كل المراجع التاريخية، تحديدآ في هذه البقعة من كردستان، نشأة فكرة الصيام وتطورت ومنها إنتشرت عبر المنطقة ولاحقآ تسربت إلى كافة الأديان ومنها الزاردشتية واليهودية والمسيحية والإسلام. والصيام لا علاقة له بالسماء ولا بالألهة ولا من يحزنون.

ومنذ ذلك التاريخ ورغم إعتناق الشعب الكردي لديانات مختلفة كثيرة إلا أن التسمية بقيت كما هي، أي

“روژي” وحتى الكرد المسلمين يستخدمون هذه التسمية، ولا يستمدمون مصطلح رمضان إلا نادرآ عندما يتحدثون بالعربية فقط. وحتى الصلاة والوضوء لم يغير الشعب الكردي أسمائها لليوم فالصلاة تسمى باللغة الكردية “نميه أو نميژ” والوضوء “أڤداز”.

 

المشتركات بين الصيام الخوري والصيام الإسلامي:

في الحقيقة هناك خمسة مشتركات بين الصياميين:

1- كلا الصيامين مرتبطين بالشمس وليس القمر كما ذكر البعض. الناس تمتنع عن الطعام والشراب في حضور الشمس.

2- القمر كان وسيلة لإثبات دخول الشهر الجديد.

3- الإحتفال بنهاية الصيام ودفع الزكاة للفقراء من الناس.

4- التسمية هي نفسها أي “عيد الفطر” وهو عيد خوري لا علاقة له بالسماء.

 

كيف وصل الصيام الخوري لشبه الجزيرة قبل الإسلام؟

وصل (روژي) الخوري أي الصيام إلى شبه الجزيرة العربية في عهد الملك “نابونيدوس” نتيجة إحتلاله لمنطقة تيماء ودام الإحتلال حوالي (10) عشر سنوات، وكان ذلك بين أعوام (550-540) قبل الميلاد. وبحسب جل المؤرخين هو ابن الكاهن الكبير لمعبد (سين) اله القمر في سومر، ولكنه تزوج من الأميرة (نيكتوريس) بنت “نبوخذنصر” ملك بابل لأن والده كان أشوريآ وقال البعض كلداني. حكم منطقة خوران أ حران الحالية، وكان يؤمن بإله القمر كوالدته، وأخذ معه دينه وهكذا إنتشرت الديانة العرفانية الخورية في “تيماء” ومنها إنتقلت إلى بقية المناطق في الجزيرة (العربية). والهلال كرمز إسلامي، هو بالأصل رمز خوري ويعود لإلههم القمر، والصورة المنشورة في الأسفل توضح ذلك بشكل جلي.

 

وتيماء الأن محافظة إدارية تتبع مدينة “تبوك” بالمملكة السعودية، وسكنها قديمآ “الثموديين والعماليق”. وتقع شمال يثرب (المدينة المنورة)، وتبعد عنها بحوالي 420 كم. لقد ورد ذكر إسم “تيماء” في كثير من النصوص المسمارية، التي تعود إلى عهد الملك البابلي نابونيدوس (555ـ539)، قبل الميلاد الذي احتلها واستقر فيها لمدة عشر سنوات. وكان هدفه من ذلك، هو نشر دينه ودين والدته الخورية. وليس صحيحآ ما قيل من قبل البعض، أنه أحتل المنطقة والمدينة بهدف السيطرة على الطريق التجاري، الذي يربط بين ساحل بحر الأحمر وبابل.

فكيف نصدق بعد كل ذلك بأن الأديان صناعة ربانية، وهناك أديان سماوية كما أصحابها النصابين؟؟ وكيف يمكن للبعض أن يسمحوا لأنفسهم ويكذبوا في وضح النهار ويقولوا أن كل هذه الطقوس تعود للديانة اليهودية التي أخذ عنها المسيحية والإسلام؟؟

ثالثآ، حقيقة شخصية “برهيم”:

لقد رأينا أن شخصية “برهيم”، لا وجود لها على أرض الواقع، وبدليل إن جميع عمليات التنقيب الأثرية لم تستطيع إيجاد أثر واحد لهذه الشخصية!!! وكافة الباحثين والمختصين بدراسة تاريخ الأديان من كل أنحاء العالم، والذين يعتمدون في دراستهم على علم الأركيولوجيا، يؤكدون عدم وجود أثر واحد لهذه الشخصية ولو لقى أو نص أو تمثال أي شيئ.

تشاهدون معي أن أصحابي  هذه الديانات الشمولية الشريرة الثلاثة (اليهودية، والمسيحية، الإسلام) في وادي، وعلم التاريخ والأثار الأركيولوجيا في وادٍ آخر تمامآ، ولا يمكن لعاقل أن يترك العلم ويصدق الخرفات والخزعبلات التي لا يمكن فحصها ولا إخضاعها للمتحيص والمقارنة ولمسها، ولا قرأتها أو مشاهدتها. من هنا يمكن القول أن هذه الأديان المنسخوعة عن بعضها، ومليئة بالأكاذيب والقصص الخيالية والزعبرات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الإعتاد بها.

رابعآ، حقيقة وأصل شخصية نامرد:

شخصية الملك الخوري – اليزداني – الكردي “نامرد” وليس نمرود، شخصية حقيقة، وعاش كما ذكرنا في بدايات (1800) الألف الثاني قبل الميلاد، في شمال كردستان بمحافظة “أديامان” الكردية وكان ملكآ لمملكة “كوما – ژين”، والتي تحدثنا عنها في محاور سابقة. هذا إضافة إلى وجود مدينة “نامرد” الأثرية الواقعة بالقرب من مدينة “ملاتيا” الكردية في شمال كردستان، والتي يطلق البعض تسمية (جبل نمرود) على هذه المدينة التي تعج بأثار هذا الملك ومدينته ومعبدها، ويزورها سنويآ مئات ألاف البشر من كل أنحاء العالم للإطلاع على أثار هذه المدينة الرائعة التي أقيمت على سطح الجبل، ورؤية معبدها.

ومع كل هذه الدلائل، كذب كتاب التوراة وإدعوا هؤلاء المدلسين وقالوا: أن الملك “نامرد” هو كلداني وعاش في سومر!!! مع العلم لليوم ورغم كل عمليات التنقيب الأثرية التي لا تعد ولا تحصى، لم يعثر علماء الأثار على أثر واحد لهذا الملك العظيم في كل مناطق جنوب كردستان (العراق الحالي)، كيف يمكن بعدها تصديق أكاذيب التوراة والقرأن؟؟ لا يمكن أن يصدق ذلك إلا المعتوه والناس التي لا تفعل عقلها فقط.

ثم إن كل تلك السمعة السيئة التي ألسقطت بهذا الملك الكردي – اليزداني العظيم، كانت من قبل كتاب التوراة الحقراء بهدف سياسي واضح هو النيل منه أولآ، وثانيآ تبرير روايتهم الكاذبة من الأساس وهم شطار في سرقة تاريخ الأخرين وإنجازاتهم الحضارية. فهم في الواقع مجرد نصابين ومحتالين ومعهم العربان المسلمين وبقية القرطة السامية الذين غزوا بلاد الخوريين أسلاف الشعب الكردي قبل الميلاد، واليوم يريدون سرقة تاريخنا وحاضرنا أيضآ.

خامسآ، زيف التوراة والقرأن:

رأينا من خلال هذه الدراسة مدى زيف التوراة والإنجيل والقرأن، وتسويق الأكاذيب، وتحريف الحقائق

الأركيولوجية التاريخية، وخلق قصص خيالية لا أساس لها لتمرير أفكارهم الشمولية الشريرة، والتي نعاني على مدى ألاف السنين.

سادسآ، تأثير الثقافة الخورية – الكردية على محيطها:

في الواقع أن أسلاف الشعب الكردي الحالي وخاصة الخوريين منهم والسومريين، الهكسوس، الكاشيين، الميتانيين، الهيتيين، الساسانيين، كان لهم تأثيرآ ثقافيآ، علمليآ، زراعيآ، عمرانيآ، عسكريآ، تجاريآ، وفي مجال الكتابة (التصويرية والأحرف)، روحيآ وعلى جميع الشعوب المجاورة لهم وخاصة: المصريين، اليونانيين، الهنود، ومن خلالهم أثروا في كل العالم وخصوصآ أوروبا والجزيرة العربية والسند.

سابعآ، ولادة مفهوم الصلاة مع الهگ:

إن مفهوم الصلاة ولد مع مفوم “الهگ” أي الحج، ولهذا يمكن القول بأنهما مرتبطين مع بعضهما البعض

ولا يمكن لواحد أن يجد من دون الأخر.

ثامنآ، الدرس التي يجب أن يتعلمه الشعب الكردي:

هناك العديد من الدورس التي يمكن تعلمها من هذه الدراسة منها:

1- جميع الأديان من صنع البشر. 2- كردستان مهد الحضارة والديانات والتاريخ أي الكتابة. 3- على الكرد التحرر من خرافات وزعبرات التوراة والقرأن.

عاشرآ، المصادر والمراجع:

Çavkanî û lêveger

1- اليهودية بين الأسطورة والحقيقة.

المؤلف: عصام الدين حفني ناصف.

الناشر: دار المروج – بيروت، عام 1985.

2- حياة إبراهيم وطاعة الإيمان.

المؤلف: د. ف. ب. ماير.

ترجمة: القس مرقس داود.

الناشر: مكتبة المحبة، القاهرة – عام 1980.

3- صلة القرآن باليهودية والمسيحية.

المؤلف: د. فلهلم رودلف.

ترجمة: عصام الدين حفني ناصف.

الناشر: دار الطليعة – بيروت، الطبعة الثانية عام 1974.

4- السكان القدماء لبلاد ما بين النهرين وسورية الشمالية.

المؤلف: مارغرون، جان كلود.

ترجمة: سالم سليمان العيسى.

الناشر: دار علاء الدين للطباعة والتوزيع والنشر – دمشق عام 1999.

5- البداية والنهاية.

المؤلف: الحافظ ابن كثري.

الناشر: دار الكتب العلمية – الطبعة الرابعة – بيروت عام 1988.

6- حضارات عصر فجر السلالات في العراق.

المؤلف: ماكس مالوان.

ترجمة: كاظم سعد.

الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد، عام 2001.

7- اثار بلاد الرافدين من العصر الحجري القديم حتى الغزو الفارسي.

المؤلف: سيتون لويد.

ترجمة: محمد طلب.

الناشر: دار دمشق للطباعة والنشر – الطبعة الأولى، دمشق عام 1993.

8- تماثيل الاسس السومرية.

المؤلف: صبحي انور رشيد.

الناشر: دار الرشيد – بغداد، عام 1980.

9- تاريخ الشرق القديم (2) بلاد ما بين النهرين (العراق).

المؤلف: د. أحمد رحيم هبو.

الناشر: دار الحكمة اليمانية – للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط 1 – صنعاء عام 1996.

10- أبي سين آخر ملوك سلالة اور الثالثة.

المؤلف: د. فوزي رشيد.

الناشر: شركة المنصور للطباعة – الموسوعة الذهبية – بغداد 1990.

11- النبي إبراهيم والتاريخ المجهول.

المؤلف: سيد القمني.

الناشر: مؤسسة هنداوي – المملكة المتحدة – عام  2019.

12- أبو الأنبياء – ابراهيم الخليل.

المؤلف: محمد حسني عبد الحميد.

تقديم: الشيخ حسين محمد مخلوف.

الناشر: دار سعد – القاهرة، الطبعة الأولى.

13- معجم آلهة العرب قبل الإسلام.

المؤلف: جورج كدر.

الناشر: دار الساقي – الطبعة الثانية، بيروت عام 2013.

14- فن الشرق الأدنى القديم.

المؤلف: ستين لويد.

ترجمة: محمد درويش.

الناشر: دار المأمون – بغداد، الطبعة الأولى عام 1988.

15- قصص الأنبياء والمرسلين، أحداثها وعبرها.

المؤلف: محمد الفقي.

تقديم: شيخ الأزهر عبد الحليم محمود.

الناشر: مكتبة الوهبة – الطبعة الأولى، القاهرة عام 1979.

16- اسرائيل: التوراة – التاريخ – التضليل.

المؤلف: سيد محمود القمني.

الناشر: دار القباء للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة، عام 1988.

17- القرأن.

المؤلف: غير معروف.

18- التوراة ترجمة عربية عمرها اكثر من الف عام.

المؤلف: سهيل زكار.

الناشر: دار قتيبة للطباعة والنشر – الطبعة الأولى، دمشق عام 2007.

19- موسوعة تاريخ العالم.

المؤلف: تأليف مجموعة علماء بإشراف وليم لانجر.

ترجمة: مجموعة أساتذة بإشراف د. مصطفى زيادة.

الناشر: مكتبة النهضة المصرية، القاهرة.

20- الموسوعة الأثرية العاملية.

المؤلف: تأليف مجموعة علماء بإشراف ليونارد كوتريل.

ترجمة: د. محمد عبد القادر ود. زكي إسكندر.

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة عام 1977.

21- تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن.

المؤلف: الطبري معروف الحرستاني.

الناشر: مؤسسة الرسالة – للطباعة والتوزيع والنشر، الطبعة الأولى عام 1994.

22- فيديو – أصل الأهرامات المصرية.

المتحدث: فائق شيخ علي.

الجهة الإعلامية: قناة المحور.

إسم البرنامج: الصندوق الأسود.

https://www.youtube.com/watch?v=a_Ly0vwBdrc

23- Trevor Bryce (2012). The World of the Neo-Hittite Kingdoms: A Political and Military History. Oxford/New York: Oxford University Press. pp. 110–114, 304. ISBN 978-0-19-921872-1.

24- Butcher, Kevin (2004). Coinage in Roman Syria: Northern Syria, 64 BC-AD 253. Royal Numismatic Society. p. 454. ISBN 0901405582.

25- Woolley L. Ur Excavations, Vol, 11 The Royal Cemetry, Plates 1934, and Ur Excavations Vol v (The Ziggurat and its Surroundings 1939).

26- Frankfort H., The Art and Architecture of the Ancient Orient (Pelican book 1970).

27- Ball, Warwick (2002). Rome in the East: The Transformation of an Empire. Routledge. ISBN 9781134823871.

28- Blömer, Michael; Winter, Engelbert (2011). Commagene: The Land of the Gods between the Taurus and the Euphrates. Homer Kitabevi. ISBN 978-9944-483-35-3.

29- Canepa, Matthew (2010). “Achaemenid and Seleukid Royal Funerary Practices and Middle Iranian Kingship”. In Börm, H.; Wiesehöfer, J. (eds.). Commutatio et Contentio. Studies in the Late Roman, Sasanian, and Early Islamic Near East in Memory of Zeev Rubin. Düsseldorf. pp. 1–21.

30- Canepa, Matthew P. (2015). “Dynastic Sanctuaries and the Transformation of Iranian Kingship between Alexander and Islam”. In Babaie, Sussan; Grigor, Talinn (eds.). Persian Kingship and Architecture: Strategies of Power in Iran from the Achaemenids to the Pahlavis. I.B.Tauris. pp. 1–288. ISBN 9780857734778.

31- Colledge, Malcolm A.R. (1979). “Sculptors’ Stone-Carving Techniques in Seleucid and Parthian Iran, and Their Place in the “Parthian” Cultural Milieu: Some Preliminary Observations”. East and West. Istituto Italiano per l’Africa e l’Oriente (IsIAO). 29, No. 1/4 (December): 221-240.

32- Erskine, Andrew; Llewellyn-Jones, Lloyd; Wallace, Shane (2017). The Hellenistic Court: Monarchic Power and Elite Society from Alexander to Cleopatra. The Classical Press of Wales. ISBN 978-1910589625. Another self-designated descendant from a member of one of the seven great house, Hydarnes, was the Orontid Dynasty of Armenia

33- Marciak, Michał (2017). Sophene, Gordyene, and Adiabene: Three Regna Minora of Northern Mesopotamia Between East and West. BRILL. ISBN 9789004350724.

34- Merz, Annette; Tieleman, Teun L (2012). The Letter of Mara bar Sarapion in Context: Proceedings of the Symposium Held at Utrecht University, 10-12 December 2009. Leiden: Brill. ISBN 9789004233010.

35- Millar, Fergus (1993). The Roman Near East, 31 BC – AD 337. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press. ISBN 978-0-674-77885-6.

36- Sartre, Maurice (2005). The Middle East Under Rome. Harvard University Press. ISBN 9780674016835.

37- Shayegan, M. Rahim (2016). “The Arsacids and Commagene”. In Curtis, Vesta Sarkhosh; Pendleton, Elizabeth J.; Alram, Michael; Daryaee, Touraj (eds.). The Parthian and Early Sasanian Empires: Adaptation and Expansion. Oxbow Books. ISBN 9781785702082.

38- Strootman, Rolf (2020). “Hellenism and Persianism in Iran”. Dabir. 7: 201–227.

نهاية هذه الدراسة وإلى اللقاء في دراسة قادمة.

نحن في إنتظار أرائكم وملاحظاتكم ومنكم نستفيد.