الامانة الجزء  الذي يكاد ان يكون مفقوداً في المجتمع – فاطمة الكعبي

هي جزءٌ مهم لايتجزأ من حياتنا التي نعيشُها ، فكم سمعنا قصصاً تروى  ،واحاديثَ تحكي اهميتها  عندما كنا صغاراً ولو اتيح ليّ التشبيه لقلتُ إنها كالصندوق الذي يحوي ما لانرغب بضياعه.

لكننا صُدمنا بحاضرنا  الذي جعل من  الامانة  اسماً  للانشاء ومادةً نثرية لاتُطبق !

فاليوم نحن بحاجةٍ ماسة لتطبيق هذه الاحاديث والاقوال فلا عمل يخلو من الامانة فإن خلا ضاع  هذا العمل !

لانها المرتكز الاساس لتقييم خلق الانسان وسيطرته على ذاته  واداءه لواجباته بإخلاص ومقياساً لمدى صدقه

وهي تأتي بمختلف المواضع في هذه الحياة فلا خطوة نخطوها دون ان تندرج الامانة ضمنها

-ففي الكلام إسراره واعلانه امانة،في حفظ الودائع، واداء المهام والقيام بالواجب ،وتحمل المسؤولية،التربية والمعاملة الحسنة،الوظيفة ، الصدق ،  في الوعدِ، وقول الحق في الانصاف والعدل وغيرها من المواضع  التي تبين اهميتها  الجلية الواضحة

لكن رغم أن هذه المسميات قد تُرى بسيطةٍ إلانها في غاية الحساسية والادراك لانها من اثقل الموازين التي تقيسُ ثبات المرء على مبادئه وعدم الحيادِ عنها

وهذا مما  أدركتنا به الاية الكريمة لقوله تعالى

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)

موضحةً  عمق المعنى وثقل التطبيق على الانسان

 فلو نظرنا جلياً لهذه الحياة وتشعباتها لرأينا النقيض

  من الامانة والشكوى من تضييعها وعدم الحفاظ عليها!

وهذا من خلاله القى بظلاله على المجتمع الذي اشيعت  فيه ظواهر الاهمال والاستهتار والتجاهل وهذا لا يخفى على احد ، متناسين انه حتى تهذيب النفس وصونها عن كلِ خطأ هو أمانةً لدى الانسان ،فكيف وانه لم يدرج الذات في مضمونها سيتخلخل كل شيءٍ بنقيضها ..

فحتى نبني بناءاً  بأساسٍ جيد يتكئُ عليه المجتمع وتستندُ عليه الاجيال اللاحقة علينا المحافظة و حمل الامانةِ في مواضعها كما ينبغي لها ان تُحّمل …..