(الهلال الشيعي..نقمة  على العراق ولبنان).-  سجاد تقي كاظم

 

.فجعلها (لا دول)..بلا صناعة ولا طاقة ولا جيوش وطنية معتمدة..(طمئنت  إسرائيل بان تلك الدول خرجت من المعادلة)

 

ما هو تعريف الهلال الشيعي؟ هل هو تحالف القوى المحسوبة شيعيا في  الشرق الأوسط الموالية لإيران.. بهدف مواجهة (العرب  السنة) لتضيف لهم ايران أيضا مواجهة إسرائيل والسعودية وامريكا والغرب باراضي العراق وسوريا ولبنان بحروب لا نهاية لها وتستنزف دماء الشيعة وتنهي امال الأجيال المقبلة بحياة رغيدة وتحمي أي حلم بالسلام والاستقرار.. وطبعا يستثنى الداخل الإيراني من نار الصراعات؟ هل أصبحت هناك قوة إقليمية جديدة (تغير التوازن التقليدي للسلطة بين الطائفتين الرئيستين)؟ وهل اصبح الهلال عبئ على (العراق واقتصاده).. ويتسبب بتهريب دولاره لعواصم ذلك الهلال لتتفادى ايران استنزاف مواردها على ذلك الهلال فتحمل العراق العبء الاكبر اقتصاديا؟ وهل ايران بعد استحلابها اقتصاديات دول الهلال.. والرفض الشعبي بانتفاضات قام بها الشيعة

قامت بطرح (بدعة جديدة)..بدعوى ان الهلال هدفه التمهيد للامام المهدي وليس (لرفاهية الشيعة

واستقرارهم وضمان مستقبل اجيالهم)؟ ولا نعلم لماذا ايران تستقر داخليا وتنهض اقتصاديا .. وعلى العرب الشيعة بالعراق وسوريا ولبنان واليمن ان يعيشون الجحيم وعدم الاستقرار والفقر والبطالة والمخدرات و الفساد والجفاف وتعيث المليشيات فيهم الخراب؟ وهل عند ظهور الامام المهدي ستقول له ايران كما قالت ايران لزعيم حماس (ايران غير مستعدة ان تقاتل بالنيابة عنكم إسرائيل).. لتقول طهران للمهدي (ايران غير مستعدة ان تقاتل نيابة عنك ايه العربي (الامام المهدي).. فاذهب وقاتل (مع العرب ضد العرب).. ونحن ها هنا سنجني الثمار ونقول .. (لولا ايران والفرس.. لما انتصر الامام المهدي؟) حتى لو ملايين من العرب هم من سقطوا قتلى ولو استنزف العرب أموالهم وحرقت أراضيهم.. (ستروج طهران لولا الفرس لما انتصر العرب والمهدي) بكل خسة فارسية ..

 وأين خارطة وشكل الهلال على الخريطة؟

هل يمتد من ايران للعراق للشام الى الخليج وشبه الجزيرة العربية.. وجعل (النظام الإيراني هو المركز)؟ لتوسيع نفوذ طهران.. ام لنهوض (الشعب الشيعي) ورفاهيته ان صح التعبير.. وهل حصلت تلك الرفاهية يا ترى؟ علما  اول من طرح مصطلح (الهلال الشيعي وحذر منه) الملك عبد الله الثاني ملك الأردن.. بزيارته لواشنطن عام 2014.. ليعبر عن مخاوف فقدان العراق استقلاليته عبر وصول وكلاء ايران للحكم بالعراق.. ليرتهن العراق إيرانيا..

 وهل هناك نجاح أصلا لتشكيل هذا الهلال الشيعي.. ؟ وما معوقات تحقيقه أصلا؟.

وهل فعلا هو هلال شيعي ام هلال إيراني..؟ ولمصلحة من قيام هذا الهلال وهل هي حاجة لتلك الشعوب؟  وهل هو هلال قوي أصلا ام يواجه اليوم مقتله؟ فدول الهلال الشيعي.. (العراق لبنان وسوريا) مهددة بالانهيار بسبب تفاقم ازمة  شح الدولار والفوضى المؤسساتية والقلاقل الاقتصادية والنزاعات الاهلية.. ولا ننسى العقوبات الاقتصادية على ايران وسوريا.. من قبل قوى دولية وامريكا.. وحتى الوفرة المالية للعراق الا انها ليس تحت تصرف بغداد.. بالنظر انها تودع بالبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.. ولا ننسى ان احد أسباب انهيار داعش.. هو تجميد أمريكا عام2015 لرصيد البنك المركزي العراقي في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من اجل عدم استفادة تنظيم داعش من هذه الأموال..

 ولا ننسى بان الطبقة الحاكمة السياسية في العراق ولبنان هم بغالبيتهم (كالمافيا)..

وتعمل بشكل ينهب ميزانيات تلك الدول.. بمعنى (العراق وسوريا ولبنان) دول مفلسة ..فلبنان مشلولة مؤسساتيا .. ومفلس ماليا.. وسوريا منهارة اقتصاديا وببناها التحتية.. والعراق يضربه الفساد بشكل مخيف.. يعرقل أي نهوض اقتصادي وصناعي وزراعي وبمجال الطاقة .. ولا ننسى ان (طروحات الهلال الشيعي واديولوجية ولاية الفقيه الإيرانية).. تعتمد على اديولوجيات وخطابات المقاومة والهويات ونظريات المؤامرة التي جسدت الهويات والاراء الجماعية للمجتمعات الشيعية في جميع انحاء المنطقة.. وتفكك ببطء بل بثبات وتحل محلها مخاوف اقتصادية تطلعات كبيرة باتجاه المواطنة والهويات الوطنية.

فكيف ينجح الهلال وايران فشلت بتصدير ثورتها الإسلامية ولاية الفقيه منذ 1979 خارج حدود

ايران.. مع وجود كبار السلطات الدينية الشيعية في العراق ولبنان.. حيث رفض نموذج ولاية الفقيه الإيرانية للخميني.. ولا ننسى ايران دولة فارسية ..الذي يحد من تمددها بين العرب الشيعة.. والمعارضة الموجودة بالاحواز ضد الاحتلال الإيراني لارضهم.. ولا ننسى انتفاضة تشرين 2019 ضد الهيمنة الإيرانية وحرق صور خميني وخامنئي وسليماني وحرق مقار الأحزاب والمليشيات الموالية لإيران.. ولا ننسى  انتفاضات كبرى بايران ضد نظام ولاية الفقيه وحرق صور خميني وخامنئي داخل ايران نفسها.. ورفع شعار (لا غزة ولا لبنان نعم نعم لإيران)..

فما هي أدوات ايران بالعراق ولبنان وسوريا..والخليج؟ وهل لديها شعبية أصلا بين العرب الشيعة؟

وكلنا راينا كيف ان غالبية العرب الشيعة بالعراق قاطعوا انتخابات 2018 و2021 وانتفاضة تشرين 2019.. برفض الأحزاب والتيارات والمليشيات الموالية لإيران وللمعممين..  (لبنان شكلت ايران فيه مليشة حزب الله.. كقوة مسلحة خارج اطار الدولة اللبنانية.. ويواجه حزب الله محددات منها ان لبنان متعدد الطوائف والأديان.. ورفض شعبي لزج لبنان بالمحاور الإقليمية والصراعات الإقليمية لمصالح ايران القومية العليا).. سوريا حلقة وصل بين ايران وحزب الله لبنان الموالي لإيران.. وحكم ال الأسد بدمشق لديهم علاقة مع  ايران منذ 1980 وهي عائلة تنتمي لاسرة  علوية..(ومن محددات الهلال الإيراني .. ان سوريا غالبيتها من اهل السنة.. وروسيا بقواتها بروسيا.. في احتقان دفين ضد المليشيات الموالية لإيران ).. (العراق سيطرة ايران على العراق بشكل عنكبوتي ..ولم يبقى شيء من مناحي  الحياة في العراق لم تهيمن عليه ايران وترهنه بطهران..من شبكات تجارية وسياسية واستخبارية وامنية وعسكرية عبر الأحزاب والمليشيات والمنظمات والتيارات الموالية لإيران والتي كانت معظمها تقاتل لجانب ايران ضد العراق بحرب الثمانينات و تجهر بولاءها لحكام ايران خميني ثم خامنئي القائد العام للقوات المسلحة  الإيرانية حسب الدستور الإيراني.. والخليج تستغل ايران العرب الشيعة في الجهة الجنوبية من الهلال فتعمل ايران على اثارة الفوضى بمناطق الغالبية الشيية بالبحرين والمنطقة الشرقية من الخليج..

 فمنذ ان طرح الهلال الشيعي .. تبين انه اصبح على ارض الواقع ..نقمة على العراق

وسوريا ولبنان..فجعلها لا دول بلا صناعة ولا زراعة ولا طاقة ولا خدمات ويفتك بها الفساد والمخدرات تسحق شعوبها وهناك شح بالدولار… وحمل العراق عبء تمويل خزائن عواصم الهلال الايراني دمشق وبيروت وحتى طهران نفسها…. فطمئنت اسرائيل بان تلك الدول خرجت من معادلة الصراع بلا جيوش ولا اجهزة شرطة معتمدة..واصبحت تلك الدول تحكمها المليشات الولائية الموالية لايران.. واصبح القرار السياسي ببغداد ودمشق وبيروت يمر من طهران وليس بتلك العواصم.. وسخرت تلك الدول الاربعة كمستعمرات تابعة لايران…كل دورها خطوط دفاع عن ايران… ولا ننسى  الهلال الشيعي الذي كانت ايران تستثمر فيه لعقود من الزمن، ينقلب على النظام الإيراني ووكلائه فمن بيروت لبغداد وصولا لطهران تواجه ايران خصمها الأكثر تعقيدا منذ سنوات المتمثل بالمتظاهرين الشيعة العرب انفسهم بالعراق ولبنان وغيرها.. ولم تعتقد ايران قط.. ان تحديها الأكبر سيظهر من الشعوب الشيعية نفسها ..

فاستراتيجية  ايران التي تنهار.. خارج حدودها..

فظنت انها بتعزيز ما اطلقت عليه الهوية الشيعية.. عبر (اغداق الأسلحة والمال على الوكلاء.. واكتساب صورة الاب للشيعة من خلال الحلول محل الدولة ومؤسساتها.. ورغم ما تدعيه ايران من انتصارات لهلالها بلبنان وسوريا والعراق.. كان الشيعة بحاجة لترجمة عملية بتوفير المزيد من موارد العيش وتحسين الاقتصاد والصناعة والزراعة والخدمات وتامين مستقبل افضل لاطفالهم وتوفير فرص عمل لملايين العاطلين عن العمل.. ولكن الواقع عكس ذلك.. فظروف العيش أصبحت مرفوضة .. والطبقية  أصبحت تفتك بالمجتمع الشيعي.