سياسية (التوازن  بين أمريكا وايران بالعراق)..(جرت وتجر البلد لعدم الاستقرار)..وأسباب ضرورة  (اختيار أمريكا وطرد ايران)..(لا بد من اختيار احدهما). –  سجاد تقي كاظم

  العراق اذا يريد ان ينهض كسنغافورا وماليزيا والامارات.. ما عليه الا ان يختار مصلحته.. وهذا يتطلب ان يعرف العراقيين مصلحتهم مع من اولا؟.. وان لا يلعب على الحبال بلعبة السقوط للهاوية.. وكلنا راينا كيف ان رؤساء وزراء بالعراق يعانون من تبني (سياسية التوازنات) المفروضة عليهم من قبل (طهران).. فالعجيب سياسة  التوازنات هي بين دول مع دول أخرى.. وليس داخل الدولة.. بمعنى لا تقوم بالسماح لمليشيات تجهر بولاءها لإيران وتمررها بهيئة حكومية باسم الحشد.. وبنفس الوقت قواعد عراقية تحتضن قوات حليفة أمريكية يحتاجها العراق طلبها أصلا (رؤساء وزراء موالين للاطار والولائيين) ؟ فالسياسية بالعراق ليس توازنات بل لعبة قمار بين الدول.. بمعنى سياسة التوازنات (السعودية مع أمريكا والصين..ولكن ليس داخل السعودية نفسها) لان ذلك يجعلها ساحة صراع..  عليه تطرح تساؤلات لمعرفة:

 اين مصلحتنا كعراقيين كمواطنين.. ومصلحة العراق كدولة ووطن.. (هل مع ايران او أمريكا)..

  أولا: ايهما اكثر تطورا وتكنلوجيا وذكاءً صناعيا.. بالطبع أمريكا قوى عظمى صناعيا وتكنلوجيا ولا تقارن بايران.. والعراق يحتاج لقوى كبرى للنهوض بواقعه المزري.. ثانيا: ايهما اكثر قوة عسكرية.. بالطبع أمريكا  اقوى دولة بالعالم.. وما ايران الا هاوي امام محترف كامريكا ..والعراق يحتاج لتفعيل التعاون العسكري الأمريكي ليس فقط ضد الإرهاب .. بل.. توسيع ذلك لتأمين حدود العراق مع دول الجوار وقطع دابر هيمنة وتغول الدول الإقليمية والجوار بالعراق وخاصة ايران وابادة المليشيات كابادة داعش والقاعدة والبعث.. ثالثا: ايهما اكثر امتلاكا للاقمار الصناعية والسيطرة على  الفضاء..بالطبع أمريكا.. فايران صعدت نزلت هي دولة من العالم الثالث..

ومثال التوازنات الخطرة: ايران شكلت مليشيات تجهر بالولاء لها بالعراق.. مقابل (قواعد عسكرية

عراقية تحتضن قوات حليفة أمريكية) طلبتها حكومات نفسها من (الاطار الولائيين).. لا تقوم بنهوض قطاع الكهرباء لديك.. وبدل ذلك تستوردها من ايران المفروض عليها عقوبات.. ومستحقاتها تاتي من البنك الفدرالي الأمريكي للعراق لتستثنى ايران كل ثلاث اشهر لتصدير الكهرباء للعراق؟ (فهل ايران تقبل ان تتشكل مليشيات داخل ايران تعلن ولاءها لخليفة المسلمين زعيم طالبان مثلا؟ او ولاءها لباكستان.. او ولاءها لاردوغان تركيا؟)؟ بالطبع كلا.. فلماذا تقبلها بالعراق؟ بل لماذا يرضى عراقيين ان تتشكل مليشيات تجهر بولاءها لزعيم ونظام اجنبي إقليمي..؟ وهذه المليشيات متمردة على رئيس الوزراء بل على العراق كدولة..

ليطرح سؤال

(لماذا عراقيين رفضوا ان تبني أمريكا العراق)؟

فتخيلوا لو بعد 2003.. التيار الصدري تظاهر وهدد برفع السلاح اذا لم تاتي الشركات الامريكية لبناء وسط وجنوب العراق.. لا ان يخرج الصدر ويعلن عن رفضه أي تعاون مع أمريكا ورفض أي شركات أمريكية وغربية بالعراق بحجة انها شركات دول شاركت بعمليات اسقاط صدام الذي اعتبر يوم سقوطه (احتلال).. بالصوت والصورة ويدعو لرفع  السلاح ضد أمريكا..لاخراجها وراينا كيف سلم العراق بعدها للمليشيات محور المقاومة وايران من ولائيين وصدريين ليستمرون بحكم العراق فسادا وخرابا وعمالة لإيران . . تخيلوا لو السنة بالغربية والانبار مثلا.. خرجوا وتظاهروا وهددوا برفع السلاح اذا لم تاتي الشركات  الامريكية والغربية لبناء محافظاتهم.. لا ان يحتضنون القاعدة وداعش.. بكل مكر وخبث بدعم من المخابرات  السورية والحرس الثوري الإيراني الذين سهلوا دخول الإرهابيين للعراق باعتراف المالكي الذي اتهم سوريا الأسد بدعم الإرهاب والأيام الدامية ببغداد.. وما أكده العبيدي وزير الدفاع السابق بان معسكرات للقاعدة بايران وسوريا مخصصة للعمل داخل العراق بعد 2003..

 ولماذا نهض الخليج وسنغافورا بوجود امريكي؟

ولماذا نهضت المانيا واليابان بوجود القوات الامريكية بعد الحرب العالمية  الثانية.. رغم الدمار بكلا  البلدين (اليابان وألمانيا)؟ ولماذا نهضت كوريا الجنوبية بالوجود الأمريكي العسكري؟  الجواب بسيط (لان  تلك الدول اختارت أمريكا والغرب.. ورفضوا الهيمنة الروسية والصينية) على دولهم.. لان تلك الدول كدول الخليج وتركيا رفضت الهيمنة الإيرانية.. ورفضوا أي تدخل إيراني بشؤونهم.. وجمهورية  أذربيجان نهضت لانها توجهت للغرب ولامريكا .. ورفضت  الهيمنة الايرانية.. لان تلك الدول الناهضة لم تؤسس مليشيات وأحزاب إسلامية ومنظمات وتيارات ومعممين.. يعيثون الفساد والخراب بالدول التي يهيمنون عليها بدعم من ايران.. ويرفعون شعارات بالية عفى عليها الزمن وشرب.. ويزجون العراق بمستنقعات خارجية.. ويتمردون على الدولة ومصلحتها..ولان شعوب تلك الدول الناهضة لم تنتخب باصابع شعوبها البنفسجية أحزاب ومليشيات وتيارات ومعممين تميع الحدود والولاءات وتجهر بولاءها لحاكم اجنبي.. بل انتخبوا من ينشغلون ببناء دولهم واوطانهم.. و تقوية داخلهم والاستقلال بدولهم.. وتجنيب شعوبهم الازمات الخارجية .. لان حكام تلك الدول ليسوا وكلاء للخارج..

فالدول  التي هيمنت عليها ايران واذرعها من الحرس الثوري الا يراني

من مليشيات الحشد وحزب الله لبنان ومحور المقاومة والحوثيين.. .. فهي أصبحت مثال الدول الهزيلة التي خرجت من مقاييس الدول بالعالم.. كالعراق واليمن ولبنان وسوريا.. فلا صناعة ولا زراعة ولا خدمات ولا طاقة ولا تكنلوجيا وخرجت من مقاييس الابتكارات والتعليم بالعالم.. وأصبحت اسوء الدول بالعيش والأمان والفساد.. لانها قبلت بوجود المليشيات وفضلت مصالح ايران القومية  العليا على مصالح دولها..

بوقت  ايران تعاني أزمات داخلية مرعبة.. على مستوى المجتمع والدولة باعترافات

 حكومية إيرانية.. وتصدر مشاكلها الداخلية لخارج الحدود.. فشبكات نقل الكهرباء بايران عفا عليها الزمن وظاهرة الهروب من المدارس ودمار هائل لف البيئة  الطبيعية .. وتعاني شبكات مياه الشرب في ايران  ازمة خانقة.. حيث 30-40% من انابيب مياه الشرب المستخدمة لم تجرى فيها عمليات صيانة منذ ستين عاما.. ومعظم خطوط شبكات الكهرباء شيدت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.. بمعدل  عمر افتراضي يصل الى خمسين عاما تقريبا.. والان تهالكت.. والمدارس الإيرانية  تعاني نقص التمويل ومتابعة صيانة  المباني فهناك 30% من مباني المدارس بحالة سيئة.. والطرقات والجسور متهالكة…و30% من حوادث الطرق هي بسبب تردي البنى التحتية للطرق والجسور في ايران..

فحسب التقارير الإيرانية يوجد قرابة 23 الى 40 مليون إيراني يقبعون تحت خط الفقر المطلق..

 ويعيش ثلاث ارباعهم تحت خط الفقر النسبي.. وتعيش هذه الطبقة الفقيرة على اعانات حكومية ليسدوا بها رمقهم.. وزاد عدد الإيرانيين الذين يعيشون في العشوائيات من  عام 2018 الى 2020 من 19 مليون الى 38 مليون نسمة.. المحصلة انخفض نصيب الفرد من الدخل بينما يزداد الطبقة الحاكمة غنى مما أدى لاتساع فجوة الثروة في البلاد لتثقل كاهل الدولة والمجتمع بالمزيد من الضغوطات.. إضافة الى عدم مشروعية النظام ككل.. الذي عفى  عليه الزمن وشرب أيضا.. المحصلة..اصبح الاقتصاد الإيراني والنظام السياسي غارقا في الفساد دفع لنشوب ازمة 2018 و2019 عندما اندلعت مظاهرات عفوية في الشوارع والمدن الإيرانية والاحياء الفقيرة في اطراف المدن..

ولنتبه .. ان كل محطات الكهرباء و المشاريع الصناعية في ايران بنتها شركات غربية

منها مثلا ما اوضحه غلام حسن أحمدي في حديث لوكالة انباء فارس، أن ” غلوبال إينرجي” البريطانية ستستثمر 115 مليون دولار في مشروع بناء محطة كهربائية الذي سيقام على اساس تقنية”BET “، باستهلاك 300 طن من النفايات يوميا.؟ ولكن في العراق لا تسمح ايران للشركات الغربية بالعمل فيه لتبقى الهيمنة لايران فنجد شركة إيرانية باسم (مابنا) قامت بانشاء محطة كهربائية بالعراق (الرميلة بالبصرة).. بكلفة اكثر من ملياري دولار.. يكون اكثر من (70%) من وارداتها تعود لإيران.. والعراق ملزم بشراء الطاقة منها لـ (17) سنة؟ فعجبا (88 مليار هدرت منذ 2003 على وزارة  الكهرباء) وذهبت فسادا.. لتهيئة الأجواء للهيمنة الإيرانية بمجال الطاقة على العراق.. وهذه الشركة الايرانية نصبت محطات توليد في النجف وبغداد يلزم العراق بتزويدها بالغاز الايراني حصرا المستورد عبر خط الأنابيب من ايران للعراق؟  فتخيلوا كيف تهيمن ايران على العراق وتعرقل أي مشاريع غربية لنهوض القطاع الكهربائي والغازي بالعراق..  أي ايران لا تساعد  العراق بمجال الطاقة بل تعمل على الهيمنة الإيرانية على مجال الطاقة وكل المجالات في العراق العسكرية والأمنية والاقتصادية والطاقة والحدود والقضاء والسلطة التشريعية والتنفيذية .. جرد العراق والعراقيين من وجودهم واستقلالهم ..

ونبين.. بان العراق سقط النظام الملكي.. و فشل النظام الجمهوري المركزي .. والنظام البرلماني

 أيضا فشل.. فالنظام الجمهوري انتج لنا طغاة دكتاتوريين يجرون البلد للحروب والكوارث..والنظام البرلماني انتج لنا وكلاء للدول الإقليمية يصعدون للبرلمان.. ورئاسات ثلاث لا تنصب الى بضوء اخضر من انقرة وطهران والرياض والقاهرة وعمان .. والوكلاء (العملاء) تعرفهم بالعراق (في وقت يستهدف العراق من  تركيا وايران وسوريا.. نجدهم يقولون نرفض جعل العراق قاعدة للانطلاق ضد دول الجوار.. ولكن يقبلون ان دول الجوار تستهدف العراق).. العملاء تعرفهم بالعراق (يروج بان العراق لا يمكن استقراره الا باتفاق الدول الإقليمية والجوار وامريكا وايران حول العراق) أي يقدمون انفسهم وكلاء وضامنين لمصالح الدول الإقليمية بالعراق وليس لضمان مصالح العراق وحمايته من أطماع وتدخلات المحيط الإقليمي والجوار بالعراق.. فلا حل للعراق الا نظام رئاسي فدرالي بثلاث أقاليم فدرالية واقوى دول العالم فدرالية كامريكا الاتحادية الرئاسية.. وروسيا بوتين الفدرالية..

من ما سبق  :

 القوات الامريكية بالعراق تتعامل مع حكومة عراقية ببغداد.. فلا يوجد خطرا منها.. ولكن مليشة الحشد ومحور المقاومة تعلن ولاءها لحاكم اجنبي خامنئي ايران.. وتتمرد على الدولة.. وتبني معسكرات ومواقع حتى رئيس الوزراء ووزير الدفاع العراقي غير مسموح له بدخولها وكثير منها غير معروفة لدى الحكومة ووزارة  الدفاع العراقية..وتصبح قواعد لاطلاق الصواريخ على دول الجوار.. وتزج العراق بمستنقعات خارجية.. وتصبح قوات لحماية النظام السياسي المنخور بالفساد بالخضراء ببغداد.. ومرتزقة لتامين ممر بري لطهران للمتوسط عبر بغداد ودمشق وبيروت..وتجعل العراق ساحة لتصفية حسابات دولية وإقليمية لمصالح ايران القومية العليا وتشرع الخيانة للعراق باسم العقيدة.. والأخطر أيضا مليشة الحشد أصبحت سوط مسلط على ظهور العراقيين الرافضين للفساد ولهيمنة  ايران على ارضهم..