هكذا هي نتائج اي مؤامرة على إقليم كوردستان / د.سوزان ئاميدي 

في 16 أكتوبر 2017 سكت العالم عن ماحصل في كركوك مما أوشك على زعزعة الأمن والاستقرار  في إقليم كوردستان لولاحنكة القوى السياسية في تعاطيها مع معطيات تلك المرحلة ، وبالتأكيد ان اغلب الأطراف التي كانت معارضة لعمليةالاستفتاء استغلت الحدث لتوعزه الى ان ما حدث كان نتيجة إصرار الإقليم على إجراء الاستفتاء ، اني ارى ان الاتفاقالمزدوج من حكومة العبادي والقوى الاقليمية والدولية بتنسيق مع طرف من داخل الاقليم على المناطق المستقطعة (المتنازععليها) ما هي إلا مؤامرة على الإقليم وإنقلاب على الدستور تمخض عن هجوم عسكري ميليشياوي وغير أخلاقي لم يراعمعايير حقوق الانسان وذلك لاجبار الاقليم على عدم إصدار أو تنفذ  القرارات الفردية ،بمعنى آخر ان الدول التي تدعيالحرية والديمقراطية فضلا عن الدول الاقليمية تريد ان تفرض هيمنتها على مستقبل الإقليم وشانه الداخلي من خلال اعطاءالضوء الاخضر لقوى الحكومة الاتحادية وحركاتها الميليشياوية بالعمل العسكري متى ارادوا ذلك .

والان لو اردنا الإطلاع على نتائج موقف هذه الدول والمجتمع الدولي والحكومة الاتحادية في العراق وفيما ارتأت اليه بالضغطعلى الإقليم والقيام بالعمل العسكري على كركوك وباقي المناطق المستقطعة التي كانت البيشمركة فيها تسيطر على امنهاواستقرارها نرى انها اعكست سلبا عليهم بدليل ان القواعد الامريكية مهدده ومستهدفة يوميا من نفس المناطق ونفسالميليشيات والاطراف التي اتفقت معها ضد الاقليم ،وفي المقابل الحكومة الاتحادية التي وافقت على موقف امريكا وبريطانياوقوى اقليمية ودولية اخرى في تنفيذ الهجوم العسكري على كركوك واطرافها وتهجير الكورد والقوى السياسية منها وزعزعةامن واستقرار اقليم كوردستان اليوم هذه الحكومة والميليشيات تعيش في وضع يرثى له بسبب التهديد الامريكي فالقواتالأمريكية تشن ضربات على مواقع ميليشياويه وشخوصها المهمة في العراق ردا على هجماتهم المتكررة اما رئيس الوزراءالعراق محمد شياع السوداني فهو يواجه الضغوط الهائلة من كلا الطرفين الأمريكي والميليشياوي محاولا اقناع الميليشياتبعدم تصعيد هجماتها مقابل امتناع امريكا عن استهدافهم ،بمعنى آخر العراق يعيش في وضع سياسي وأمني غير مستقربل مهدد بالانهيار ، هذا لا يعني عدم انعكاس ذلك على إقليم كوردستان فاغلب الهجمات تحدث على القواعد الاميركية فيالاقليم وبالتالي تاثير ذلك على علاقتها بالحكومة الاتحادية والتي اصلا هي متأزمة .

هنا رأي يفرض نفسه على شكل سؤال ، هذه المعطيات المتأزمة في العراق والمستمرة بالتصعيد اليست كفيلة ان ترجح كفعملية الاستفتاء والاعتراف الدولي بها ؟