(اقزام بالعراق يحكمون) (يروجون بان العراق سيكون قويا بوحدته مع ايران..وسابقا مع مصر او سوريا).. (فانحدر العراق من سيء لاسوء)..  سجاد تقي كاظم

مقدمة:

العراق كرة تتلاطمها مشاريع عابرة للحدود.. فوقع بين (مشروع اسرائيل الكبرى من النيل للفرات).. ومشروع ايران ولاية الفقيه (من طهران للمتوسط عبر العراق).. و(مشروع قومي عربي من المحيط للخليج).. ومشروع اسلامي سني الخلافة (من الصين للمتوسط).. (ومشروع شيوعي اممي).. وكل تلك المشاريع تريد تمرير مشاريعها بجماجم اهل العراق.. وعدوهم اللدود هو (المشروع الوطني العراقي من الفاو لزاخو ومن مندلي حتى القائم والرطبة.. ومن حلبجة حتى عرعر.. ومن ربيعة حتى المشرح)..

ندخل بصلب الموضوع:

   كيف تريد عراق قوي.. وانت تقزم منه وتصفه حينا (بجزء او ولاية او امارة او قُطر).. فالعراق بكل مقوماته ارضه وثرواته وسكانه هو دولة قوية لا يحتاج لاحد.. بل الاخرين يحتاجونه طمعا بما فيه.. (فلماذا الاقزام من قوميين واسلاميين) دائما عابرين للحدود.. ويقفون ضد فكرة الوطنية العراقية المستقلة عن المحيطين الاقليمي والجوار.. (فاسرائيل مجرد 8 ملايين نسمة.. منهم مليونان من عرب 48).. ومع ذلك هي دولة قوية وهزمت عدة دولة بكل معاركها.. فكيف نفهم مصر 105 مليون نسمة.. ونجد من يقول سبب الضعف امام اسرائيل ان العرب لم يتوحدون اي مهزلة هذه.. يعني 8 مليون اسرائيلي.. يحتاج 400 مليون عربي يتوحدون حتى يهزمونهم.. هل يوجد غباء اكثر من ذلك.. والله لو توحدة 20 دولة عربية بمليار نسمة.. لن تهزون شعرة من راس اسرائيل.. ليس لان اسرائيل دولة لا تقهر.. ولكن لان ازالة دول بشعوبها لصهرها بدولة وحدة هو انتحار بحد ذاته.. فهزيمة اسرائيل ومشروعها التوسعي.. هو نفس المشروع الذي يهزم المشاريع القومية والاسلامية العابرة للحدود.. واقصد بهذا المشروع الذي هو صخرة امام المشاريع التوسعية (الاسلامية والقومية والاسرائلية) هو المشروع الوطني العراقي الذي ينهض بالعراق وارضه وشعبه وينهض بالصناعة و الزراعة والخدمات و الصحة والتعليم والقضاء ويؤمن الحدود ويؤسس لتماسك المجتمع ونسيجه.. ومواجهة مخاطر التفكك الاجتماعي وانتشار المخدرات .. تحت شعار (العراق للعراقيين ونفط العراق للعراق).. وتجنيب العراق كل الازمات الخارجية مهما كان عنوانها.

ونسال: (لماذا الاسلاميين والقوميين.. الد اعداءهم الوطنيين)..الجواب/

(الوطنية حجر عثرة امام المشروعين القومي والاسلامي العابرين للحدود)..(فالانسان قوميته ودينيه تبقى ولو هاجر..ولكن سيفقد هويته الوطنية)..

 بمعنى.. لو انت مسلم عربي سني.. او مسلم كوردي سني.. او مسلم شيعي عربي.. او اي هوية قومية او دينية او مذهبية.. لو هاجرت الى اي بلد .. اوربي.. ستبقى مسلم وعربي سني او شيعي.. ستبقى كوردي سني..  ولكن ستفقد وطنيتك بفقدك لارضك.. لذلك تدرك اسرائيل وايران ومصر منابع المشاريع القومية والاسلامية والدينية.. بان الوطنية العراقية هي حجر عثرة امام مشاريعهم بالتمدد بالعراق وافقاد العراقي انتماءه لارضه.. (فدائما العراقي يراد ان ينسلخ عن واقعه .. عبر غسل دماغه بمشاريع عابرة للحدود قومية او اسلامية خلافة او ولاية فقيه او دولة عربية كبرى او دولة اممية شيوعية).. ولكن ويلا للعراقي ان فكر ان ينتمي لارضه ووطنه ويتبنى الانتماء لارض العراق وجذوره وكيانه السياسي.. (فالقومي العربي وصف الوطني بالشعوبي ووصف الوطنية بالاقليمية الضيقة)..(الاسلامي الشيعي وصف الوطني بالجوكري وبالوطنجي).. (الاسلامي السني وصف الوطني بالكافر)..

وانظروا للاجانب من اصول عراقية (مزدوجي الجنسية).. بمرور الوقت يستحيل ان عائلته تاتي للعراق

 وتقيم فيه ولو اصبح العراق حاله حال الامارات بالرفاهية وكوريا الجنوبية بالصناعة.. (فالعراق بالنسبة لمزدوجي الجنسية) من قصص جدتي.. ولو عاد البعض منهم فهم يعودون لمغارة علي بابا العراق (للنهب الشامل) كما نرى من (الحاكمين للسلطة بالعراق بعد 2003 كيف سرقوا ونهبوا وقدموا انفسهم بكل رخص لمن يدفع لهم اكثر ويسمح لهم ان يسرقون اكثر) .. فاصبحوا اجندات خارجية قطرية وتركية ومصرية وسورية واردنية وخاصة للايرانيين..

فاسرائيل مشروعها (دولتكي يا اسرائيل من النيل للفرات).. والمشروع الايراني ولاية الفقيه

 (من طهران للمتوسط واحلام بضم الخليج لمشروعها الفارسي).. (المشروع القومي العربي.. من المحيط للخليج والعراق مجرد قطر جزء من هذا المشروع).. (المشروع الاسلامي السني الخلافة.. من الصين للاطلسي والعراق مجرد ولاية).. اذن كل هذه المشاريع المتضاربة الخطر الاكبر عليها هو المشروع (الوطني) الذي يؤمن بالوطنية والامة العراقية والوطن العراقي .. والعراق اولا واخرا.. لذلك نجد القوميين العرب اعدموا عبر الكريم قاسم ولم يبقون له قبر لانه رفع شعار (الجمهورية العراقية الخالدة) .. وشلون ترضه يا زعيم الجمهورية اصير اقليم.. والاسلاميين الشيعة الولائيين والصدريين قمعوا انتفاضة تشرين ووصفوهم بالجوكرية لمجرد رفع شباب العراق شعار (نريد وطن) ..لذلك الوطنية والانتماء للعراق حصرا كوطن ودولة .. تامرت عليه المشاريع القومية والاسلامية والصهيونية..

من ما سبق:

المشروع الافضل للعراق ليستقر وتطمئن مكوناته من شرور المكونات الاخرى.. ومن شرور العراق الواحد المركزي.. لنتقل لمرحلة ما بعد الطائفية والقومية العنصرية..  هو باقامة نظام سياسي رئاسي قوي فدرالي بثلاث  اقاليم فدرالية.. والمناطق المتنازع عليها تخضع لبغداد.. فاقوى الدول بالعالم رئاسية فدرالية.. كروسيا بوتين الفدرالية.. وامريكا الرئاسية الاتحادية.. واكثر الدول مستقرة ومتميزه كسويسرا ايضا فدرالية بثلاث اقاليم فدرالية.. (المان وايطاليين وفرنسيين)..