عواقب الأمور- بقلم ( كامل سلمان )

من الملاحظ عند بعض الناس ، ممارسة الأفعال السيئة دون النظر إلى عواقب الأمور التي تكون مؤلمة ومكلفة بنفس الوقت وقد تكون مدمرة لكيان الإنسان ومستقبله ، عواقب الأمور للأفعال السيئة تأتي من الله الذي يسمع ويرى ، وعواقب الأمور للأفعال السيئة تأتي أحياناً من المجتمع الذي لا يرحم بتشويه السمعة ، وعواقب الأمور ربما تأتي من القانون الذي له سيف الحق ، وعواقب الأمور للأفعال السيئة قد تأتي من النفس التي تسلب راحة بال الإنسان السيء وتعذبه . تجاهل عواقب الأمور عند الشباب حالة شائعة ولكن عند كبار السن حالة نادرة ، معظم مشاكل ومعاناة الاباء مع أبناءهم هو تصرف الأبناء دون النظر إلى عواقب الأمور ، ما هو مؤسف حقاً أن يكون تجاهل عواقب الأمور من قبل الساسة وأصحاب القرار في الدولة فهذه حالة نادرة لا تجدها إلا في بلد أسمه العراق ، فالمسؤول أو صاحب القرار الذي يسرق ولم يحسب لعواقب الأمور فهو مسؤول جاهل ، والسياسي الذي يحارب شعباً بأكمله مثل الشعب الكوردي ويمنع عنه لقمة العيش فهذا سياسي مريض ، والمسؤول الذي يضع البلد المنهك بالأزمات في مواجهة مع دولة عظمى مثل أمريكا فهذا مسؤول جاهل ومريض ومجنون . ماهو السر الذي يجعل بعض الناس لا يكترثون لعواقب الأمور ؟ السر هو دائماً واحد إلا وهو الحسابات الخاطئة ، هو يظن بأن حساباته صحيحة ولكنها خاطئة ، خاطئة عند رب العالمين ، خاطئة عند القانون وعند المجتمع وعند التأريخ ، فمن المستحيل أن تكون الأفعال السيئة قابلة للحسابات الصحيحة مهما أجتهد فاعلها ، كثير من أفعالنا نظنها صحيحة في بادىء الأمر ولكن كلما مر عليها الزمن تظهر عيوبها . من اكبر الأخطاء التي يقوم بها بعض الناس هي الأفعال السيئة التي تنعكس على الآخرين سلباً او على المجتمع أو مصالح البلد ، فمثل هذه الاخطاء التي ترتكب بحق المجتمع كالخيانة لا يمكن ان تغتفر . لذلك ذهب المشرعون والعقلاء على أعتبار الاخطاء التي يكون ضحيتها المجتمع جرائم كبرى تطبق على فاعلها أقسى العقوبات . المشكلة ليست بمن يفعل السوء ، فعل السوء نزعة شيطانية موجودة عند البشر ولكن المشكلة بمن يتضرر من فعل السوء وهو صامت ، هذه هي مشكلتنا على طول التأريخ وكأنما المتضرر هو من يخشى عواقب الأمور إذا صرخ بوجه فاعل السوء ، مثل هذه الحالات لا نجدها إلا في مجتمع كالمجتمع العراقي ، فهذه كارثة أن يسكت المتضرر ويستمر السيء بأفعاله السيئة ، هنا أستطيع القول بأن المجتمع هو المريض ! لا ينبغي للمجتمع أن يسكت ، فسكوته يعني زيادة الآلام والمعاناة . لا نستغرب عند النظر إلى المجتمعات المتقدمة أن مسؤوليها وسياسيها لا يتجرأون على أرتكاب الأخطاء المتعمدة لأن دساتير تلك المجتمعات وتربية أبناءها منذ نعومة أظفارهم أعطتهم القوة لمحاسبة المسؤول وعدم السكوت أمام أي أخلال في مصير المجتمع ومصالحه ، بينما الغالبية العظمى من أبناء مجتمعاتنا تربت على الخوف من عواقب الأمور في الدفاع عن حقها حتى وأن كانت حقوقها مهضومة بوضح النهار ، وكذلك الدستور والقوانين عندنا تهمل وتلغي دور المواطن في اصلاح الأمور وفضح السيء ، وهذا هو سر تمادي الفاسدون في أفعالهم السيئة . نقول لكل فاسد ومنحرف كما قال الله سبحانه ستكون عاقبة أمره خسرا .