قرار الحظر الجوي والبري المسلح على إقليم كوردستان العراق / د.سوزان ئاميدي 

يعاني الشعب الكوردستاني في إقليم كوردستان العراق من هجمات يشنها الحرس الثوري الايراني و مليشياتها في العراقأسفرت عن قتل النساء والاطفال والبيشمركة وتدمير المنازل والممتلكات الخاصة والعامة .

ايران مستمرة في خرق سيادة العراق رغم وجود اتفاقيات أمنية وسياسية بين الدولتين وتداعياتها خطيرة على أمن واستقرارالعراق والمنطقة بشكل عام.

إيران تستخدم الميليشيات الشيعية ضد إقليم كوردستان وتدفع بالحكومة الاتحادية في بغداد للتصعيد ضد كوردستانوحكومتها فضلا عن ضغطها على حزب الإتحاد الوطني لتعزيز هذا التصعيد رغم تنفيذ الإتفاق الأمني من قبل الحكومةالاتحادية وحكومة إقليم كوردستان إذ تم وبشكل نهائي إخلاء مقرات المعارضة الايرانية المتواجدة قرب حدود إيران ونزعالسلاح منهم ونشر القوات الاتحادية لضبط ألأمن ، الا ان ايران لم تكترث لذلك فهي دوما تبحث عن حجج غير حقيقية وبعيدهكل البعد عن الواقع ومزاعم لا اساس لها من الصحة فقط لتبرر هجماتها وتعديها المستمر.

وفي الواقع إقليم كوردستان يعاني من ضغوط متنوعة كبيرة ومعاداة عدة إحداها هي ايرانية والتي بدورها تكون بثلاث أوجه ،اولا : من الحرس الثوري وهجماته المسلحة على مواقع فيها ، ثانيا : من الأطراف المسيطرة والمتنفذة في الحكومة الاتحاديةالعراقية وميليشياتها ، ثالثا: من طرف كوردي مشارك في حكومة الاقليم ، والهدف منها اضعاف الإقليم بشكل عام خاصةأقتصاديا وأمنيا لصد عجلة التطور والاستثمار فيها ،الامر الذي يثير حفيضة حكومة وقيادات الاقليم ويزيد مشاكلهم معالأطراف المعنية المسببة .

سؤال يطرح نفسه : ما سبب معاداة وهجمات إيران على إقليم كوردستان ؟ بالتأكيد توجد أسباب عديدة ليست فقط لمعاداتهاوهجماتها على الإقليم بل على العراق ككل ، فلإيران تدخل ونفوذ بالشؤون العسكريه والسياسية والاقتصادية والاجتماعية(الدينيه )لعدة دول ومنها العراق ، واهم هذه الأسباب وحسب المعطيات على أرض الواقع هو لنقل فشل نظامهم الحاكم فيحل ومعالجة المشاكل الايرانيه الداخلية منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت في الأصل إلى الثورة الإسلاميةفي عام 1979 ، الأمر الذي  أدى الى الاحتجاجات الشعبية المستمرة المناهضة للنظام رغم ممارسات الاضطهاد والقمععليهم .

ارى ان المشاكل المتزايدة داخل ايران ستؤدي الى عدم الاستقرار فيها وبالتالي تقليص تاثيرها في العراق بمعنى اخر ضعفايران يحد من نفوذها على راديكالي ( متعصبين) شيعة العراق فضلا عن تعزيز مكانة مراجع النجف على مراجع قم الامرالذي بدوره سيذلل المشاكل الطائفية والتزمت مع اقليم كوردستان .

الا ان ذلك قد يأخذ مدة غير معلومة والاعتداء على اقليم كوردستان مستمر وطالما ايران لا تكترث باختراق سيادة العراقوالتدخل في شؤونها وكذلك السياسه المجحفة من الحكومة الاتحادية بحقوق اقليم كوردستان وتقاعسها في تنفيذ اي قراريحفظ أمن الإقليم من هجمات المسلحين الخارجي عن القانون ويستلمون رواتب واسلحة من ذات المؤسسة الحكومية ! لذا ارىعلى حكومة إقليم كوردستان ان تطالب بكل الوسائل المتاحة وبشدة كحق مشروع وقانوني لردع التهديدات الامنية من مجلسالامن في اصدار قرار مماثل للقرار 688 في 5 نيسان عام 1991 الذي فرض حضرا جويا عند خط عرض 36 شمال العراقوممكن ان يعدل باضافة (بري ) ايضا فميثاق الأمم المتحدة والتي لا تجيز استخدام القوة في العلاقات السياسية والتهديدباستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي خاصة وشمال العراق اصبح اقليم بعد ان تمتغيير النظام العراقي ودستوره عام 2003 – 2005 ، وبالتالي الحفاظ على امن الاقليم يستند إلى مجمل القانون الدوليلحقوق الإنسان بصورة عامة .