قصة: ترويض الناقد المناضل و أنتهاء العداء مع المسؤول – هشام عقراوي

 

مع التطور التنكولوجي و أساليب ارضاء المعادين و على نهج كتاب الامير لميكافيلي دليل الحكم  و التي قدم المشورة الى الملك، فأن نهاية الكثير من الناقدين و الكتاب و المعارضين تنتهي بطرق عجيبة و خارقة لم يذكرها ميكافيكي و لا أكبر قادة المخابرات الدولية في رواياتهم و الاغرب لدى الكورد هو أن المعارضين فيه لا يعارضون فقط السلطة بل يعارضون حتى المعارضين و هم أكثر ميكافيلية من ميكافيلي و أميرة. و الاغرب من ذلك هو أن الكثيرين يصطفون الى جانب ما تسمى بالمعارضة لأسباب شخصبة و ليست لأسباب فكرية أو بيبب أختلافات سياسية

قصة قصيرة:

فمن شدة المعادات التي حملها كاتبنا المرموق تجاه أحد المسؤولين، أتخذ من بيت طيني بجوار مزرعة المسؤول مسكنا له كي يكون على دراية بكل ما يفعة المسؤول و يجعلها مادة لكتاباتة الهجائية.

كان لدى كاتبنا كل ما يملكة المسؤول أحمرا بلون الدم. فكلاب المسؤول كانت حمراء و أحصنتة كانت أيضا حمراء و حتى الطيور التي كان في مرزعة المسؤول حمراء.

حاول المسؤول و من خلال حراسة ذوي الملابس “الحمراء” أبعاد الكاتب عن مزرعة المسؤول من خلال أغراءة بالمال أو تهديدة بالسلاح و لكن كاتبنا لم تكن تخيقة لا كلاب المسؤول و لا حراسة و لا حتى القوانين التي كان المسؤول يحكم بها.

المسؤول من ناحيتة لم يكن يستطيع أغتيال الكاتب خوفا من أن يتهمة المعارضون بقتل الكاتب حيث كان يعيش قريبا من بيت المسؤول و بجانب مزرعته. الكاتب ايضا فكر بقصة أتخاذه للكوخ بجانب مزرعة المسؤول بدقة.

ذات يوم سافر الكاتب لفترة وجيزة عندها أوعز المسؤول الى حراسة بأن يهدموا كوخ الكاتب و يبنوا محلها بيتا كبيرا للكاتب و يضعوا فيها كل أساليب الراحة و قاموا بأهداء الكاتب لأحدى السيارات “الحمراء” التي كانت للمسؤول و وضعوا كلبا “أحمرا” حارسا لبيت الكاتب. كما قام المسؤول بكتابة مساحة الارض التي بنى على البيت بأسم الكاتب.

عندما رجع الكاتب تعجب من الذي حصل و بأن بيته قد تم هدمه و تم بناء بيت فاخر على مكانه. أخذ الكاتب على عجالة قلمة و بدأ يكتب و يأخذ صور البيت و السيارة كي يقوم بنشرها و يتهم المسؤول بتلك الفعلة الشنيعة و لكن قبل أن يكمل مقالته و نقدة للمسؤولو قبل أن يبدأ بالشكوى للناس، جاء أحد الحراس و أعطاه مفتاج البيت و وثيقة تؤكد أمتلاكة للبيت و السيارة و الارض.  أستغرب الكاتب و أعترض و لكن الحارس قال له أن المسؤول جاء بعظمته الى بيته بغيابة و شاهد بأم عينه كيف تعيش و أعطاك كل الحق بأنتقادة في مقالاتك فأمر ببناء هذا البيت لك و أهداءك أحد كلابة و سيارة و لا يريد منك أي شئ و أن اردت أستمر في أنتقادة.

لم يصدق الكاتب ما جرى و أستمر في أنتقاده للمسؤول و في اليوم الثاني قام بنشر مقالة يسرد فيها ما جرى بكل أمان  متهما المسؤول بالاعتداء على كوخة و قال أيضا بأنه قرر البقاء في البيت حيث تم بناءة على أنقاض كوخة مببرا بأن المسؤول قام بسرقة النقود التي بنى بها البيت من الشعب و هي ليست أموال المسؤول.

ماجرى كان نقطة البداية بحصول خلاف بين الكاتب و باقي المعارضين و صاروا يتهمون الناقد بالخيانة و بأنه قام ببيع نفسة و قلمة مقابل بيت. اضطر الكاتب للدفاع عن نفسة و لكن دون جدوى و الجدال قوي بين الكاتب و باقي رعيل المعارضين.

نسى الكاتب المسؤول و أنشغل بالدفاع عن نفسة بدلا من أنتقاد المسؤول و قام ببيع البيت الذي بنى المسؤول له ليسكن وسط أحد ألاحياء في أحدى مدن كوردستان وصار يكتب التعازي على مواقع التواصل الاجتماعي و ينشر صور الطبيعة والفيضانات و التسلق على الجبال.

 

One Comment on “قصة: ترويض الناقد المناضل و أنتهاء العداء مع المسؤول – هشام عقراوي”

  1. تحية لكم سيد هشام عقروي

    ان قصتكم في ترويض الناقد من قبل ذلك المسؤول, قد ذكرتني تماما نفس المبدأ فيما هو في ترويض الناقد من قبل ذلك الاله الاسلامي من تحت باب الحكم الشرعي الاسلامي (( والمؤلفه قلوبهم )) في سورة التوبة 9 الاية 60, و سورة التوبة هي اخر سورة قد نزلت في القران اي ان قواعد و احكام و تشريعات ايات سورة التوبة تنسخ وتحذف و تلغي وتسقط كل جاء قبلها من احكام و تشريعات من ايات في اسور الاخرى, و تلك سورة التوبة تقول:
    ( انما الصدقت للفقرا والمسكين والعملين عليها والمولفه قلوبهم ..) التوبة 60

    وان نصيب و حصة و قسم المال المخصص في حكم ( المؤلفه قلوبهم ) من بيت المال للمسلمين , واعطائها الى الخصوم الاقوياءالذين لا يجرؤ المسلم على محاربتهم. حكمها هي صالحة الى اخر يوم لانها اخر حكم فيما يخص ذلك المبدأ.

    اذا كان شخص مثل الاله الاسلامي (الله ) لا يخجل من دفع الرشوة من اجل قضايا تتعلق بالعقيدة والايمان و الدين, فهل سوف نذهب و نلوم المسؤول السياسي و البشر على الرشوة من اجل ترويض الاخرين من اجل مصالحهم … ؟؟؟؟

Comments are closed.