بيزنطة قادت الحملة على المملكة الساسانية وليس العرب المسيحيين!- جان آريان-ألمانيا 

“أيد  عالم الأديان الالماني كارل هاينتس أوليغ الفرضية القائلة بأن التقويم الإسلامي، الذي تم إثباته في أواخر القرن السابع، لم يكن مبنيًا على الهجرة، بل يشير إلى بداية الحملة التي قام بها الإمبراطور الروماني الشرقي هرقل ضد الإمبراطورية الساسانية عام 622. في هذه المعركة لعبت القوات المساعدة العربية المسيحية إلى جانب هرقل دورًا مهمًا في الانتصار على المملكة الساسانية، وكشكر  لذلك،  سمحت للعرب المسيحيين بالهجرة إلى هناك وتأسيس دولة فيدرالية في ذلك العام. فالتقويم الإسلامي يشير في الواقع إلى بداية تأسيس إمبراطوريتهم من قبل العرب المسيحيين، الذين حققوا بعد ذلك الاستقلال الكامل”.
منذ عقود عديدة، وأنا أطالع وأستغرب واتأمل كيفية حدوث انحلال المملكة الساسانية(لشعوبنا الإيرانية الآرية) في النصف الأول من القرن السابع الميلادي!
حيث شككت دوما عملية الفتح العربي الإسلامي عن طريق عرب شبه الجزيرة العربية للمملكتين الساسانية والبيزنطية وفق الرواية الاسلامية التقليدية.
كل الاسفار التاريخية كانت تؤكد الطبيعة القاحلة القاسية لعرب صحراء شبه الجزيرة تلك مما كان يتعذر عليهم جدا  القيام من هناك وعبر الصحراء لمسافات طويلة جدا بالاغارة على كلتا المملكتين القويتين وقتها وفي غياب وسائل المواصلات والامداد المناسبة. فهم على الاقل لم يكونو  يتحملو معاناة الجوع والعطش خلال المسير الطويل عبر الصحارى، هكذا عدا عن افتقارهم للمعدات العسكرية اللازمة آنذاك.
وبهذا الصدد، علينا أن نعلم بمدى شدة الصراع الطويل حينذاك بين المملكتين حول توسيع النفوذ في المنطقة، وقد نجح الساسانيون الزرادشتيون أخيرا خلال عهد الشاه خسرو برويز الثاني في نهايات القرن السادس وبدايات القرن السابع بالتوغل كثيرا لمناطق نفوذ البيزنطيين المسيحيين وحتى الى أجزاء واسعة من بلاد الشام، لكن ما لبث أن أعد الأخيرون في عهد هرقل الحملة العسكرية المضادة وباستمالة عرب جنوب وشرق بلاد الشام المسيحيين أمثال الغساسنة او بنو اسماعيل وغيرهم إلى جانبهم في الخطوط الامامية وتمكنو معا من التوغل حتى داخل مناطق الساسانيين بل وحتى عاصمتهم المدائن سنة ٦٢٢ ومن ثم تدريجيا إلى باقي مناطقهم، هكذا ولتقرر الإدارة البيزنطية للعرب المسيحيين المهاجرين الى هناك كيانا فدراليا معها ولاحقا مستقلا بل ولينقلب أولائك العرب أو أبنائهم ومعهم الساسانيين هذه المرة بعد عقود/اواسط القرن الثامن/ على البزنطيين والعرب في بلاد الشام والذين كانو يؤلهون المسيح ويقدسون الثالوث، بينما كان العرب والساسانيون تحت إدارة ابو مسلم الخوراساني ينبذون ذلك وأعتبرواحالهم مسلمين وليغيروا عليهم وضمهم إلى دولتهم وطرد بيزنطا من هناك، ومن ثم تمر المنطقة لاحقا عبر مراحل متنوعة عديدة وطويلة.
هنا وبالايجاز الشديد، يمكن القول بأنه لا بد من دراسة التاريخ بدقة وبعقلية علمية موضوعية ممكنة، وليس بطريقة عشوائية تحزبية محضة. فإن بيزنطا هي التي خططت وأدارت حملة فتح بلاد الساسانين، بينما العرب المسيحيين كانو مساعدين لها وتحت أمرتها، هكذا ولتزيل العداوة التاريخية المزعومة بين شعوب منطقتنا ايرانيين وعربا.

3 Comments on “بيزنطة قادت الحملة على المملكة الساسانية وليس العرب المسيحيين!- جان آريان-ألمانيا ”

  1. نعم بيزنطة تنازلت عن بلاد الشام ومصر للعرب مقابل مهاجمة الدولة الساسانيةوكانوا هم مجهزو أسلحة العرب مقابل السبايا والغنائم , معركة اليرموك الشهيرة هي وهم لم تحدث تنازل البيزنطيون لهم بدون قتال بل بإتفاق العهدة العمرية والتحالف بين المسيحيين والمسلمين , لم يكن هناك مسيحيون عرب على الإطلاق ومانسمعه من كلام عن مسيحيي الجزيرة محض هراء, هناك الكثير الكثير من الأكاذيب تنتظر النور, منها وبكل بساطة أن إبن ئيزدين (الإسم المنتحل) رئيس الأساقفة المسيحيين في العراق , إبنه قُرطا وبالتعاون مع إبن خسرو برويز طورانشاه و زوجته مريم هم الذين قتلوا الملك في سجنه, وإندلعت الحرب الداخلية في العائلة المالكة وإنتحرت شرين المشهورة بعد قتل زوجها وأبنائها الأربعة على يد أولاد ضرتها ….. هذا غيض من فيض وشكراً

  2. وشكرا لتعقيبك المهم،

    انا قصدت بالعرب المسيحين في بلاد الشام وليس من شبه الجزيرة العربية، ولم يكن وقتها حتى المسلمين فيها.
    انتشر الإسلام في العهد العباسي، وذلك بعد أن قام الساسانيين والعرب المسيحيين النسطوريين بالاغارة على بيزنطا في بلاد الشام وقد سمو أنفسهم بالمسلمين. الإسلام لم ينطلق من الجزيرة العربية، بل انطلق من ايران بتحالف الإيرانيين والعرب النسطوريين ضد بيزنطة التي كانت تقدس الثالوث وتؤله عيسى وبالتالي وذلك منذ العهد العباسي، أي لم تكن هناك فتوحات إسلامية مدعومة للمملكة الساسانية في القرن السابع الميلادي.

  3. نعم هناك الكثير من الغموض والأكاذيب في التاريخ العربي الإسلامي بل أن الغزوات الأولى كانت للغنائم والسبايا فقط وبالنسبة اليزنطينيين كان العداء للساسانيين , لكن شكراً لله فالذين تعاونوا معهم أبيدوا ولم يبق لهم أثر: المسيحيون العراقيون إنقرضوا من موطنهم الاصلي جنوب ووسط العراق ولم ينج منهم إلاّ من هرب إلى الشمال حيث هم الآن , المصريون أبيدوا تماماً كمصريين ففقدوا لغتهم وخصائصهم القومية 100% ودينهم 95% وهم الآ، مركز الإسلام والبيزنطينيون كلهم أسلموا وإستتركوا ولم يبق أثر لهويتهم بينما الساسان أعادوا كيانهم المستقل ودولتهم بلغتهم الفارسية ـ الكوردية في إيران ودينهم ولغتهم وكل الخصائص القومية في العراق (الئيزديون) وشكراً

Comments are closed.