شارع الرشيد ماض مشرق وحاضر معتم وخراب  ااا   القسم الاخير – عبد الرسول علي المندلاوي 

في هذا القسم نلقي الضوء على ما حدث لشارع الرشيد التاريخي و الاثري بعد التغيير عام 2003  من تخريب وهدم وتشويه و تهميش وحالة ماساوية بسبب حكام الشيعة ، وبفضلهم تحول المسارح و دور السينما و المقاهي التراثية و المحلات الفارهة الى  مخازن للمولدات الكهربائية و خراطيم المياه و براميل التيزاب والدهون التي تبعث منها الروائح الكريهة التي تزكم الانوف وتضيق منها الصدور ناهيك عن اكوام من النفايات والمواد العفنة والاوساخ القذرة مرمية على طول وعرض الشارع .. والاشد الما و حزنا هو ان فروع الشارع الجانبية اصبحت خالية من العوائل التي كانت من شتى المشارب و الالوان  الامر الذي جعل المواطن يشعر بالقلق و الخوف و الرهبة عند دخوله تلك الفروع ، وحتى ان الشارع نفسه ليس اقل رهبة لانه يصبح مقفرا بعد انتهاء الدوام في الدوائر الموجودة على جنبات الشارع وهي حالة تبعث على الاسى والحزن الشديد في هذا الشارع الذي كان لا ينام …فهل يعقل يا ترى ان يصل الحال الى هذه الدرجة من الاهمال و التهميش و التخريب في هذا الجزء المهم من تاريخنا الذي كان وسيبقى راسخا في حكاياتنا و ضمائرنا  لاننا واكبناه بالحب ؟؟ واليوم نتآسى عليه بالدموع بعد ان راينا موته واندثاره امام اعيننا في وقت كان مزدهرا لا ينام ولا يعرف الظلام و السكون ومضيئا في كل اوقاته يرفل بالحركة و الحيوية و الحياة حتى اننا كنا نتباهى عندما نشتري قميصا او ساعة او عطرا .. ونقول هذا اشتريناه من شارع الرشيد  وكذلك عند تناول وجبة طعام اجل انه كان محمية طبيعية للفرح والاماني و البشارات ، وكانت مقاهيه ومحلاته موسمة باسماء الكبار من ادبائنا و علمائنا  … وكانت لوحاته المعروضة تمنح  اعيننا سحرا وضمائرنا توقدا لتمتلا الثقافة الجمعية بصورة وحكاياته ولونه الابيض لانه شارع ابيض كلون قلوب اهلنا البيضاء … اما اليوم فان الحسرة تملا قلوبنا ان نشاهد هذا الشارع الحي بكل تفاصيله ان يحتضر بين اعيننا ولا نستطيع ان نفعل شيئا نعيد فيه بريقه التاريخي و التراثي الجميل اااا .