صوت كوردستان: سيطرة تركيا على غربي كوردستان تعني أحتلال تركيا لنصف الاراضي السورية و تقسيم سوريا الى الابد

خارطة السلطة في سوريا اليوم تقول أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطرة على 30% من اراضي دولة سوريا، كما أن القوات الموالية لتركيا مع الجيش التركي يسيطران على حوالي 15% من الاراضي السورية. بمجرد قبول سوريا و روسيا بزحف القوات التركية و القواة الموالية لها على مناطق الادارة الذاتية في الشمال السوري فأن هذا يعني أن تركيا سوف تتحكم بحوالي نصف الاراضي السورية و هذا حلم من أحلام اردوغان منذ وصولة الى السلطة تجعله يقترب بواسطتها من قلب الدول العربية و منابع المياة و النفط فيها.

الضمانة الوحيدة لاردوغان و تركيا على منع الكورد من الحصول على حقوقهم في سوريا هي أستمرار أحتلالة لتلك الاراضي و بناء سلطة عميلة له كما في مناطق جرابلس و أدلب.

السؤال المركزي هنا: هل ستقبل سوريا و ايران و روسيا بهذا الامتداد التركي الدائم في سوريا؟

الجواب المنطقي على هذا السؤال هو كلا. فحتى لو كان الكورد أنفصاليين كما يدعي اردوغان و ليسوا أصحاب حق فأن بقاء المنطقة تحت سيطرة قواة سوريا الدميقراطية هي أفضل لسوريا من سيطرة تركيا عليها. حيث أن الدولة السورية و بعد أنتهاء أزمتها سوف تستطيع ايجاد حل للمنطقة ولو كان عسكريا. أما أذا سيطرت الدولة التركية على تلك الاراضي فأنه من المستحيل أن تخرج القوات التركية من سوريا. تركيا ترفض الخروج من منطقة جرابلس و أدلب الى الان فكيف ستخرج تركيا و هي تسيطر على نصف الاراضي السورية؟

و لكن الحقيقة هي أن قادة الكورد في سوريا لا يريدون تقسيم سوريا و مستعدون دوما للتفاوض مع الحكومة السورية و تعاونوا مع سوريا و هي في أضعف مراحلها و يقومون بتقسيم الموارد مع الحكومة السورية. و هذا يعني أن الدولة السورية تستطيع الوصول الى تفاهمات كبيرة مع قواة سوريا الديمقراطية ضمن وحدة الاراضي السورية.

و هنا يبين لنا أن  سماح سوريا و روسيا بأحتلال تركيا لشرق الفرات و منطقة منبج تعني حتمية تقسيم سوريا الى قبرص ثانية. جزء منها تركي الولاء و الاخر أيراني عربي الولاء.

من ناحية أخرى فأن أحتلال تركيا لشرقي الفرات و منبج يعني ايضا على الاقل استمرار الحرب في سوريا لعشرات السنين حيث أن ما تمسمى بالمعارضة السورية سوف تعمل على الاطاحة بنظام الاسد و ليس الاكتفاء بخمسين بالمئة من سوريا، لأن هذا هو مشروعهم و مشورع أردوغان لسوريا.

الكورد و الثورة الكوردية كانا دوما حجة لأردوغان في محاولة الامتداد في المنطقة. تماما كما أستغل أردوغان داعش من أجل التوغل في سوريا و العراق.

أتفاق الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية يعني أيضا أنتهاء أو لنقل أضعاف الورقة الامريكية في سوريا، بينما تشدد الحكومة السورية يعني استمرار الوجود الامريكي القوى أو السيطرة التركية على حوالي 50% من الاراضي السورية و تشكيل سوريا التركية و سوريا العربية على غرار قبرص التركية و قبرص اليونانية و الى وقت يدوم دوام الدولة التركية القومية.

ملاحظة: صوت كوردستان تقوم بتحليل الوضع في كوردستان و لا تدعم أبدا دمج كوردستان بأية دولة محتلة لكوردستان و تؤمن بتحرير كوردستان و الكوردستانيين بشكل كامل و هذا التحليل لا يعني أبدا أننا ندعم فكرة سوريا الواحدة الموحدة.