ألقى اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بظلاله على الجهود الجارية لتحقيق السلام الداخلي في تركيا، خاصة في ظل التطورات المرتبطة بدعوة زعيم “حزب العمال الكردستاني” السجين عبد الله أوجلان إلى حل الحزب وإلقاء السلاح. هذه المبادرة، التي حظيت بدعم الرئيس رجب طيب إردوغان، جاءت في وقت تشهد فيه البلاد انقسامات عميقة بسبب الاحتجاجات الشعبية ضد اعتقال إمام أوغلو، الذي يُعتبر أبرز منافسي إردوغان.
في خطوة غير مسبوقة، قام وفد من “حزب الحركة القومية”، الشريك الأكبر لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، بزيارة إلى “حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب”، المؤيد للأكراد، لتهنئتهم بعيد الفطر. هذه الزيارة جاءت في سياق دعوة دولت بهشلي، رئيس “الحركة القومية”، إلى تعزيز عملية السلام وحل النزاع الكردي عبر نزع السلاح وحل “حزب العمال الكردستاني”.
وفي كلمته خلال اللقاء، أكد نائب رئيس “الديمقراطية والمساواة للشعوب”، أوزتورك تورك دوغان، أن اعتقال إمام أوغلو وقمع الاحتجاجات الشعبية يعيق تحقيق السلام الحقيقي، مشدداً على ضرورة بناء تركيا جديدة تقوم على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وفي المقابل، أعرب رئيس وفد “الحركة القومية”، عصمت بويوكاتامان، عن أهمية التعبير الديمقراطي ضمن إطار القانون، مطالباً بعدم تصعيد التوترات.
في غضون ذلك، شدد دولت بهشلي على ضرورة وضع دستور جديد لتركيا خلال الدورة الحالية للبرلمان، مؤكداً أن هذا الدستور يجب أن يعزز الديمقراطية ويحقق الاستقرار السياسي. وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تفتح المجال أمام إردوغان للترشح لرئاسة البلاد مرة أخرى في انتخابات 2028، وهو ما يثير جدلاً واسعاً حول نوايا الحكومة.
بينما تحاول الحكومة التركية استغلال مبادرة السلام مع الأكراد لتعزيز وحدة البلاد، تبقى التحديات كبيرة، خاصة في ظل القمع المستمر للحريات السياسية والاحتجاجات الواسعة ضد سياسات النظام. ومع استمرار الانقسامات، يبقى السؤال عما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تقدم حقيقي نحو السلام أم أنها مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع مؤقتاً.
لا ولا قيد أنملة, أردوكان لا يعتبربيان أجلان أكثر من قصاصة ورق لا تستحق حتى القراءة , ربما يستفيد منها خصوم أردوكان وهؤلاء لا يستطيعون تحريك أردوكان