توما توماس في أوراقه … مآثر رجل وتاريخ بطولة.. 2 – صباح كنجي

يكتسب تحليل توما توماس لطبيعة السلطة بعد ثورة تموز 1958 اهمية كبيرة يمنح القارئ لبقية الصفحات التالية من مذكراته الفرصة لاستيعاب اهم الأحداث والتطورات التي هيأت الارض لانقلاب شباط الدموي عام 1963 ..

مع الفترة الانتقالية العصيبة التي شهدت تحولات خطيرة وملابسات معقدة نتوقف عند الاوراق التي خصصت للموصل وما جرى فيها.. ومن ثم نتوقف عند الحدث الكبير اللاحق للانقلاب فيما عرف بانتفاضة معسكر فايدة وتشكيل نواة حركة الانصار .. دون ان نغفل ان كاتبها توما توماس كان عضواً في لجنة محلية الموصل للحزب الشيوعي العراقي.. التي كان يقودها المناضل البصراوي طالب عبد الجبار.. وعضوية ستار خضير وجميل الرحبي ويوسف حنا القس.. بالإضافة الى عدد من ابناء الموصل الذين شهدوا وعايشوا احداث مؤامرة الشواف وما تلاها من تراجع قاسم .. (امام القوى الرجعية في الموصل  بتشجيع الأمن وتحريكهم ضد الشيوعيين، اتبعت سياسة افراغ مدينة الموصل من العوائل المسيحية التي كانت تؤيد الحزب، ومن الديمقراطيين، وتم تعيين المجرمين بمواقع ادارية في الموصل كتعيين المجرم اسماعيل عباوي (1) مديراً لشرطة اللواء ) ص 26 .. 

هذه السياسة التخاذلية التي مهدت الطريق للثامن من شباط إذ يقول:

( لم يكن 8 شباط حدثاً طارئاً، وانما نتيجة سلسلة من المؤامرات حاكتها القوى السوداء ضد ثورة 14 تموز من اليوم الاول لقيامها. إن تراجع قاسم امام القوى المعادية للديمقراطية من القوميين والرجعيين وتخوفه من الحزب الشيوعي وكذلك موقفه الخاطئ من حل المسألة الكردية وتسليم المواقع الحساسة في الجيش ومرافق الدولة المهمة الى الرجعيين، كان قد مهد السبيل امام قوى الشر للإطاحة بحكمه ) ص 26 ..

هذه الاطاحة التي ترافقت مع اجتماع للجنة المحلية ادركت للتو في الساعة التاسعة صباحاً من خلال جهاز الراديو الناقل للخبر.. ان انقلاباً قد حدث ليقرر في الحال طالب عبد الجبار الغاء جدول العمل المعد وتغيره وفقاً لمتطلبات الوضع الناشئ وتكريسه للحدث الجديد وتحديد الموقف من الانقلاب.. حيث تباينت الآراء وظهر هبوط في معنويات مرشح للمحلية .. وطرح جميل الرحبي رأيه بتأييد الانقلاب باعتباره خطوة وطنية ضد الحكم الفردي ولم يحصل على متضامن معه أو مؤيد له من بين المجتمعين الذين أكدوا على الحذر وانتظار موقف وتوجيهات الحزب ..

علماً ان الحزب الديمقراطي الكردستاني كان قد اعلن موقفه الصريح بتأييد الانقلاب ومباركته عبر برقية الى الانقلابيين احتوت على عبارة تلاحم الثورتين أي الثورة الكردية و”ثورة” شباط .. وما اعقبها من اعلان اتفاق وقف اطلاق النار والقتال في كردستان.. التي شهدت توجه الشيوعيين بمن فيهم كوادر التنظيم الملاحقين من الموصل وتوابعها الى المناطق الخاضعة لنفوذ الثورة الكردية التي كان يشرف عليها مساعد البارزاني حسو ميرخان آمر هيز عقرة والشيخان حينها.. الذي تقدم الى دير مار متي في جبل مقلوب ليجعله مقراً له حيث توجه اليه عدد من كوادر الحزب الشيوعي يذكر منهم مصلح الجلالي وعادل الصبحة وامين زنكنة وحسن عقراوي.. وفقاً لما ورد في الاوراق..

وفي خضم هذه الاحداث المتسارعة حدثت ما يمكن تسميته بحركة فايدة.. او انتفاضة فايدة.. بعد أقل من عشرين يوم على وجود الانقلابيين في السلطة.. انتفاضة عسكرية خطط لها الشيوعيون في الموصل لتعلن من معسكر اللواء بتاريخ 27 شباط 1963.. صفحاتها تعتمد بعد السيطرة على معسكر فايدة التحرك على معسكر الغزلاني في الموصل ومن ثم التوجه عبر كركوك والموصل الى بغداد لاستعادة السلطة المغتصبة من الانقلابيين ..وانيطت المهمة الاولى للواء 14 المتواجد في دهوك للانطلاق والتحرك الى فايدة.. التي يعسكر فيها اللواء الخامس بقيادة سعيد حمو.. حيث تم التخطيط لاعتقاله وعزله مع مجموعة الضباط البعثيين..

وفي الصفحة الثانية يستقبل الضباط الشيوعيون في معسكر الغزلاني القوة المشتركة من التشكيلين القادمة من فايدة .. واشرف على الخطة المناضل طالب عبدالجبار سكرتير المحلية بالتنسيق مع مسؤول الخط العسكري.. وجهزت منظمات بحزاني وبعشيقة والشيخان 300 شيوعي مسلح للتحرك لدعم الجيش في الموصل عبر محورين:

ـ القوش ـ تلكيف الموصل

ـ الشيخان ـ بعشيقة ـ الموصل

وتم وضع منظمات سنجار وتلعفر في حالة تأهب للسيطرة على مراكز الشرطة.. وكان الاتفاق على ساعة الصفر ليلة 26\27 شباط .. الا ان حادثاً بسيطاً بسبب عدم الحذر.. ادى لكشف المخطط .. بعد ان بدأ احد ضباط الصف بتنظيف سلاحه وتهيئته في الساعة الحادية عشر ليلا.. مما اثار شكوك ضابط الخفر الذي امر بالتحقيق معه ليعترف على ما كان مخططاً له.. اعقبها حملة اعتقالات فورية شملت معسكر فايدة واللواء المتواجد في دهوك.. و من ثم تتالت الانتكاسات ليجري اعتقال طالب عبد الجبار نفسه في الموصل قبل قرار التحاقه بساعات.. وكذلك بنيامين يوسف من كاني ماسي الذي كان مسؤولا عن الخط العسكري واسماعيل ميكائيل محمد حيث تم  تعذيبهم واعدامهم ..

بهذا الحدث الكبير.. و اعتقال سكرتير المحلية.. انقطعت الصلة بالمركز القيادي للحزب.. وتعقدت الاوضاع اكثر.. عندما فشلت انتفاضة حسن سريع في الثالث من تموز 1963 .. بعد اربعة اشهر من حركة فايدة التي ترافقت مع اعتقالات لعدد من العاملين في قيادة الحزب بعد الانقلاب.. في المقدمة منهم جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي وحسن عوينة في بغداد ..

هنا تبدأ صفحة جديدة من حياة الشيوعيين الملاحقين الذين توجهوا الى مناطق مختلفة من كردستان الذين واجهوا موقفاً عدائياً تطلب خوضهم صراعاً مع المجموعات المنضوية لجناح ابراهيم احمد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وعدد من الآغوات الكرد ممن وقفوا ضد الشيوعيين وارتكبوا جرائم بحق العديد من الملتحقين منهم في مناطق خانقين و دربندخان بالرغم من تدخل البارزاني وميله للتنسيق والتعاون وتوجيهه لكوادر حزبه لمساعدتهم والتعاون معهم..

في هذا المجال لا بد من التوقف عند ما ورد في المذكرات بخصوص تعاون حسو ميرخان ولجوء عدد من الشيوعيين الى مقره من جهة كما ورد في الصفحة 27 من الاوراق ارتباطاً بما مرّ عن انتهاء اجتماع المحلية بقرار انتظار توجيهات قيادة الحزب دون ان يتخذ قراراً محدداً يخص الانقلاب ما عداً الحذر والتوجه للريف.. 

ولتوضيح المزيد من ردود الفعل و القرارات المصيرية حول الموقف من الانقلاب وتحديد المجموعة الرئيسية التي شكلت نواة حركة الكفاح المسلح قبل من وصل الى مقر حسو ميرخان في الدير نعود لما ذكره ابو عمشة في مذكراته المعدة للنشر حيث يؤكد وفقاً لما ورد في.. (ابو عمشة يتذكر) التي تطرقت الى تفاصيل الساعات الاولى للانقلاب و ردود الفعل السريعة على الحدث  في بحزاني وبعشيقة التي كانت معقلا للشيوعيين إذ يقول..

(عدت من المدرسة وذهبت فوراً إلى مزار الشيخ بكر.. وجدت أبو باسل ودرويش خدر حجو وشقيقه غانم وداود علي بلوكا وعبو ماما وعبو علي بين أشجار الزيتون في مدخل الجبل كانوا متهيئين ويقضين ومستعدين لمواجهة الشرطة في حالة ملاحقتهم، وبعد ساعة وصل أبو فارس- الياس خضر التركماني وعلمت انه ينسق بين الشيوعيين في معسكر فائدة وآخرين للتهيئة لحدث كبير وردٍ تشترك فيه المنظمات الحزبية والعسكريين على الانقلابيين، ومن جهة ثانية حاول عدد من الضباط التوجه إلى كردستان واحد الضباط الشيوعيين من الشبك حاول الالتحاق والوصول لكن الزيباريين غدروا به وقتلوه).. ويواصل ابو عمشة سرد المزيد من التفاصيل الدقيقة حول البدايات ويؤكد ..

(أما المجموعة التي توجهت لتختار طريق الكفاح المسلح التي غادرت بيوتها لتجتمع في مزار الشيخ بكر أولاً في الثامن من شباط وقررت عدم الاستسلام ومواجهة سلطة الانقلابيين وعنفهم بالكفاح المسلح ومن ثم انتقلت بعد أيام إلى مهت والقيصرية لتؤسس أولى المقرات الأنصارية فاذكر منهم..

1ـ جمعة كنجي ـ ابو باسل

2ـ حسين بتي

3ـ غانم خدر حجو

4ـ درويش خدر حجو

5ـ عبو علي

6ـ عبو ماما

7ـ خرو خليلا

8ـ داود علي

9ـ عبدال محمود

10ـ خليل سمو

11ـ جمعة آدو

12ـ خليل خدير

13ـ سليمان عبوش

14ـ حجي بتي

15ـ حسين كنجي

16ـ سليمان سفو

17ـ خيرو سفو

ويواصل..

(بعد عشرة أيام توجهنا إلى قرية مام رشان ومعنا مجموعة أبو فارس كنا مسلحين ببنادق بدائية من بنادق الصيد- الكسريات، بقينا فترة في مام رشان ومنها كنا نعود إلى بحزاني ونتابع عن قرب الأوضاع المستجدة في الموصل وأطرافها، لكن لم نستطيع البقاء في المنطقة بسبب كثافة مداهمات الشرطة والحرس القومي المستمرة فعدنا إلى مام رشان، قدم كريت دومان مساعدات كبيرة لنا وأشرف على توزيعنا في عدد من البيوت وتابعنا من حيث لا ندري، كنت خجلا بحكم صغر سني فسألني:

ـ هل تريد أن تصبح بيشمركة؟..

قلت..

ـ نعم قال كل إذن كل بلا خجل.. و إلاّ ستموت من الجوع..

بعدها بعشرة أيام غادرنا مام رشان وبقي عبو علي وعبو ماما وداود بلوكا وجاءنا عبدال الياس – أبو عماد وكان عسكرياً ليلتحق هو الآخر، مشينا أنا وابن كريت دومان عبر طريق باصفني التي كانت خالية بسبب حرقها نحو كلي خديدا لنتوجه إلى لالش التي يتواجد فيها المناضل ويسي باني مع مجموعته المسلحة، سمعت لأول مرة نداء يكرره شخص يشرف على توزيع الطعام سي.. سي أي ثلاثة .. ثلاثة.. بعدها تعودنا على النداء الذي كان فحواه بأن يجتمع كل ثلاثة أشخاص على ماعون الطعام المقدم.. أي أن الصحن الواحد لثلاثة أشخاص في كل وجبة.. لم نكن نشبع وعانينا من الجوع المستمر لأيام قبل أن نتوجه إلى  قرية ملاجبرا حيث نزلنا في بيت خلات الحكيم- أبو فائز ومن هناك بعد يومين انطلقنا نحو بوزان، كنا غير مسلحين، في بوزان التحق بنا عدد آخر من الشيوعيين الذين غادروا بعدنا بحزاني، اذكر منهم حجي بتي وجمعة آدو، ومن القوش تحركنا نحو بسقين بعد أن مررنا بمجموعة من الشيوعيين في الدير الفوقاني ومن هناك صعدنا للنزل على بسقين، وجدت بين الشيوعيين امرأة اعتقدتُ أنها أوربية قبل أن اعرف أنها أم جوزيف- المناضلة الماس زوجة توما توماس)..

هذا التواجد الذي يؤرخ له توما توماس في الصفحة 35 من اوراقه ( كنا في قرية بندوة يوم 8\3\1963 عندما اذيع نبأ استلام حزب البعث للسلطة في سوريا، مما يعني ترسخ سلطة البعث في العراق ، وتحسباً لأي هجوم مسلح والذي اصبح متوقعاً اكثر من ذي قبل، قررنا  ارسال مجموعة من الرفاق لاستطلاع قرية بندوة، الا انهم فوجئوا بمسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني، بقيادة علي دشتاني، يمنعوهم من التواجد في تلك المنطقة. ولم تثنينا تلك التهديدات حيث قررنا في 13\3\1963 الانتقال الى كلي زويكا ـ بسقين خلف جبل القوش، لنؤسس اول قاعدة لنا ولتصبح بعد ذلك مقرا للأنصار الشيوعيين واصدقائهم، ولعدد من المحسوبين على ملاك الحزب الديمقراطي الكردستاني  المتواجدين  في دير الرهبان هرمز بحماية عبد الواحد حجي ملو )

 

وفي هذا السياق فيما يتعلق بانتفاضة معسكر فايدة والرعيل الأول عن تلك البدايات يقول ابو عمشة:

( كانت المهمة تجميع القوى والزحف على الموصل بعد السيطرة على معسكر فائدة.. وأصبحت بحزاني نقطة تجمع متقدمة للشيوعيين الملاحقين ووصلها مع أبو فارس مجموعة من رفاق كدبة وشليخان وضعناهم في بيت جمعة القوال قبل أن يتوجهوا إلى كردستان)..

ويبدو لي من خلال هذا التحديد الدقيق للزمن وفقاً لما ذكره ابو عمشة من تفاصيل ..ان التخطيط الاولي للرد على الانقلابيين كان يتعلق بما يخطط له من تحرك للجيش من فايدة وما كان سيعقبها في صفحات تالية تجمع بين الموصل وكركوك وخطة التنسيق للتوجه الى بغداد .. وهي الايام الممتدة بين الثامن من شباط وانتفاضة فايدة التي لم تكلل بالنجاح لهذا حسم قرار المجموعة المتواجدة في مزار الشيخ بكر \ بحزاني التي كانت متهيأة للدخول الى الموصل لكن تغيير مسار الاحداث جعلها تتوجه  بعد عشرة ايام الى مهت ومن هناك بعد عشرة ايام ثانية الى القيصرية لجعله مقراً لها…

نتواصل مع.. ( ابو عمشة يتذكر )  عن هذه الايام وبدايات التأسيس لحركة الانصار الشوعية..

 ( أما مداهمات وهجمات الحرس القومي.. فقد دفعت الناس إلى مغادرة القوش والتوجه نحو الدير       و بسقين .. هكذا كان يكبر العدد في كل يوم مع تزايد حملات المداهمة والتفتيش.. ووصل إلى ذات الموقع أيضاً محمد جميل الرحبي من مناطق ديالى وسأل:

ـ ماذا ستفعلون؟!..

لم يكن هناك أفرشة، عدا بعض البنادق البسيطة لا تتعدى الكسريات وقطع الانكليزية، بعده جاء أبو باسل إلى بسقين وعدت أنا إلى بوزان عبر طريق الدير الفوقاني وهناك شاركنا المجموعة المتواجدة بوجبة برغل مع لحم خروف.

من بوزان آخذنا نتابع الصلة بالتنظيمات في منطقة سهل الموصل التي كانت مقفلة للحزب الشيوعي رغم حدوث الانقلاب، كان بين الشيوعيين المناضل الصلب إسماعيل كجل والتحق بنا العشرات من الناس من الموصل وكدبة وشليخان اذكر منهم حسن حمادي والعم بيرم ومصطفى حبش وأنور عابدين و انور علي وشقيقه فخري ومعهم نائب ضابط من باطنايا يدعى يوسف شقيق مصطفى حبش.. ومن تلعفر التحق علي اكبر وأبو كريم – علي التلعفري وغيرهم أما من قره قوش فقد جاءنا موسى ومن عقره حسن عقراوي ولحق بهم أمين ذيبان- أبو وفاء الذي كان نائب ضابط في الجيش ومن المشرفين على التخطيط لانتفاضة معسكر فائدة .. ومن العمادية غازي وخالد وشقيقان فقدا والدهم كانت والدتهم تنقل البريد الحزبي، ومن دهوك محمد سواري – أبو فلمير وسليم بندي الذي كان يعمل في سلك الشرطة والمعلم نبي من آغوات المزورية والعقيد جلال بالطة وشقيقه ناجي وحافظ القاضي ومن زاخو أبو اسمر وعبد القادر بامرني وأبو احمد وعبد عينكاوه وأبو جورج وأبو باز وعلي خليل وخدر حسين من شيخكة وحسين كوجي الذي ارتد وأصبح بعثياً ..

أما ابو بازـ دنخا شمعون البازي.. فقد ذكر في مذكراته المعدة للنشر عن هذه الايام.. (حاولتُ يوم الانقلاب الاتصال بالشهيد طالب عبدالجبار دون جدوى.. في اليوم الثاني مساء تم اعتقالي في الشيخان بالرغم من قدرتي على المغادرة والتوجه للقرى القريبة.. لكني كنت انتظر التوجيهات بخصوص الموقف من الانقلاب اعتقلت واعتقل الشهيد طالب.. سمعت فيما بعد كان باستطاعته الخروج والالتحاق بالمناطق الآمنة في كردستان أسوة بمصلح الجلالي والسبب في عدم خروجه على ما اعتقد.. بسب تنسيقه مع وحدة عسكرية في معسكر فائدة بالقرب من دهوك.. للزحف على معسكر الفرقة الرابعة في الموصل.

لكن قبل ساعة الصفر انهار احد المسؤولين العسكريين.. اعترف بساعة الصفر والتخطيط للهجوم على الفرقة الرابعة في الموصل بالتنسيق مع الشيوعيين في المنظمات التي توجه أعضاؤها ورفاقها لحمل السلاح ومقاومة السلطة في بحزاني والقوش وقرى الشيخان وبقية المناطق.. عند فشل الحركة اعتقل المعلم بنيامين الآشوري الذي كان منسق الخط العسكري واعدم لاحقاً ).

علماً ان فخري بطرس الذي كان عضوا في لجنة محلية نينوى قد نشر خمس حلقات مهمة للغاية فيها تفاصيل مذهلة ومهمة عن اوضاع الموصل وما حصل فيها وتوقف عند مؤامرة الشواف بصورة مدهشة وذكر تفاصيلها الدقيقة بالأسماء والساعات ..

كذلك جرى طبع مذكرات حسين هبالة في موسكو تحت عنوان منعطفات خطيرة في تاريخ  الشعب العراقي ـ إطلالة تاريخية ـ باسمه الحركي رشيد رشدي.. وايضا للمؤرخ حامد الحمداني كتابات مهمة عن هذه المرحلة وما رافقها من أكاذيب وملابسات يمكن العودة اليها لمن يرغب في البحث عن الحقائق السياسية في العراق وما يخص احداث الموصل ما قبل انقلاب شباط المقيت و ما بعده ..

ـــــــــــــ

صباح كنجي

20\12\2017

 

1ــ اسماعيل عباوي من الشخصيات التي مارست الاجرام في الموصل في عدة مراحل ابتداء من الاغتيالات ومن ثم المساهمة في مؤامرة الشواف والانقلاب البعثي وما تلاه.. وهو من عائلة حملت توجهات قومية\ بعثية وساهم في سفك دماء الابرياء في الموصل والاستحواذ على ممتلكاتهم في عدة مدن  في سهل نينوى

2ـ المقتطفات التي استقناها من احاديث ابو عمشة ـ حسين كنجي بعنوان (ابو عمشة يتذكر) ستعد ملفاتها الاولية للطبع لاحقاً

3ـ ابو باز ـ دنخا شمعون البازي تم اعداد وتثبيت مذكراته للنشر