تنمر الكبار على الأطفال الصغار… قلة تربية وقسوة بحق الطفولة – د. قبات شيخ نواف الجافي

 

يعتبر التنمّر مشكلة جدية، إذ يجعل الطفل (الضحية) يشعر بالأذى النفسي والخوف والمرض والوحدة والإحراج والحزن؛ فقد يقوم المتنمّر بضرب الطفل أو دفعه أو مناداته بالألقاب المحرجة، أو جرحه لفظيا، أو تخويفه والتنمر ظاهرة اجتماعية، إذ إن أغلب الأطفال يتعرضون للتنمر أو المضايقة؛ مما يجعلهم يشعرون بالتوتر النفسي لخوفهم من مواجهة المتنمّر، ويرفضون اللعب خارج المنزل أو حتى الذهاب إلى المدرسة. وتشكل هذه الظاهرة خطرا محدقا على الأطفال، لما لها من أثر سلبي بليغ في نفس الضحية، لا سيما الأطفال. ويظل الطفل يعاني منها فترة طويلة فالطفل بطبعه يحتاج إلى التمكين والاهتمام المتواصل، ومن الضروري إيجاد بيئة آمنة له، حتى يمكنه التحدث عن أي شيء بلا قلق من لومه أو السخرية منه أو الشعور بأنه لا أحد سيفهمه. وهكذا يكون موضوع حماية الطفل من المخاطر المتنوعة في غاية الأهمية.

 

في الدفاع عن الطفولة…الى ولدي نواف الغالي

يعتبر موضوع حماية الطفل من إحدى الركائز الأساسية للطفولة المبكرة. لطالما كان حماية الطفل من أي نوع من الإساءة أو الاعتداء وتقديم الرعاية الصحية السليمة له محور العملية التعليمية ليتطور وينمو في الجوانب المعرفية، الحركية، اللغوية والعاطفية-الاجتماعية بشكل تدريجي، وبالتوازي لتتكامل الشخصية الصحيحة للطفل وحتى لا يكون النمو في جانب معين على حساب جانب آخر. هنالك العديد من التعريفات عن حماية الطفل نذكر منها ما هو أكثر شمولية: “التحرر من جميع أشكال الإيذاء والاستغلال والإهمال والعنف، بما في ذلك التنمر؛ والاستغلال الجنسي؛ العنف من الأقران أو المعلمين وموظفو التعليم الآخرون؛ والأخطار الطبيعية. كذلك حماية الطفل تعتني بمصطلحه الواسع، وصف السياسات والمعايير والبروتوكولات والمبادئ التوجيهية والإجراءات القانونية لحماية الأطفال من الأذى المتعمد وغير المتعمد.

الإساءة للطفولة هي عمل متعمد من أعمال سوء المعاملة يمكن أن يضر أو من المحتمل أن يسبب ضررًا لسلامة الطفل ورفاهيته وكرامته ونمائه. وهي تشمل جميع أشكال المعاملة السيئة البدنية والجنسية والنفسية والعاطفية التي ذكرناها سابقا. غالبًا ما يتم تقسيم الإساءة إلى أنواع مختلفة نذكر منها:

  • الاعتداء الجسدي ينطوي على استخدام القوة البدنية العنيفة للتسبب في إصابة جسدية فعلية أو محتملة.
  • المعاناة (مثل الضرب، الضرر النفسي، والتعذيب).
  • الإساءة العاطفية أو النفسية تشمل المعاملة المهينة مثل الاسم السيئ أو ما شابه ذلك من أشكال السخرية.

وهكذا يتوجب على الكبار والبالغين الكف عن إساءة الطفولة والقيام بالتنمر الغير مقبول وعدم الخلط بينه وبين مبادئ التربية السليمة. فالأطفال عالمهم مليء بالبراءة والعفوية، وما يتعلموه سلبا أو ايجابا يكون من محيطهم الاجتماعي الذي يقع مسؤولية نضجه واستقامته على الكبار لا الصغار. أذا لماذا التنمر والتهكم على الأطفال الصغار لمجرد أنهم قاموا بشتم أو مسبة لا يعرفون معناه الحقيقي أصلا، أو فرط حركتهم التي تحتاج الى لعب وتفريغ، وفي نفس الوقت يتم تجاهل المحادثات البذيئة والألفاظ القذرة والأفاعيل النكراء السوداء أضف الى ذلك جميع أشكال النفاق والرياء والخداع من قبل الكبار، حيث لا أحد يتحدث عنهم بل ينافقون بعضهم البعض ويضحكون في وجوههم بالتراضي الملوث. أنظر الى مجالس الكبار في أغلبيتهم، ستجد عامل الأخلاق الذي لطالما تحدثت عنه في الكثير من كتاباتي المتنوعة لأنه الواجب الشرعي والفريضة الغائبة لدى الغالبية العظمى لدى الناس غائب تماما. الحلف الكاذب، تدليس الحقائق، اثارة الفتنة، زرع الأحقاد والبغضاء أضف الى ذلك مواضيع النصب والاحتيال بطرق خبيثة مختلفة كلها صفات ثابتة في مجالس الكبار الذين يعتدون على الطفولة البريئة من خلال تنمرهم الجبان.

خير الكلام، يجب تعزيز ثقافة محبة الطفولة البريئة والعمل على تنشئتهم تنشئة سليمة بعيدا عن التنمر العنيف وعدم الخلط بين الدلال الزائد وتعزيز النظام التربوي لديهم. حماية الطفل تحتاج إلى خلق انفتاح وتوعية مجتمعية بحيث تكون فيها المسائل المتعلقة بسلامة الطفل ورفاهه قد أثيرت وأديرت بطريقة منصفة وعادلة تحمي حقوق جميع الأطفال. وأختم القول بكلام جميل للشاعر حين قال: أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *