الفَوضى العارمة في السّياسة العالمية، – إبراهيم شتلو

توقيف السيد صالح مسلم في مطار العاصمة التشيكية براغ بناء على طَلب من الحُكومة التركية بعد إتهامه بعلاقته بحزب العمال الكردستاني وهو سوري الجنسية أمر بشير إلى مدى إنهيار الأخلاق في ممارسات الساسة والحكومات وإنعدام المعايير القانونية التي بني عليها القانون الدولي العام والخاص اللذين وضعت أسسهما كضمان لتطبيق مبادئ حقوق الإنسان ولإلزام حكومات الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة ولائحة جنيف لحقوق الإنسان.
السياسي الكوردي السيد صالح مسلم سوري الجنسية إتهمته الحكومة التركية أثناء تحضيرها للحملة العسكرية على منطقة جبل الكورد – عفرين – كجزء تمهيدي لخنق الحملة الدبلوماسية التي كان السياسي صالح مسلم واحد من القائمين عليها نصرة لحقوق الشعب الكوردي في سوريا.
التهم الكبيرة والمثيرة للجدل التي وجهها أردوغان لمعلمه ومربيه فتح الله غولن عن مسؤوليته عن ألإنقلاب الفاشل المزعوم لم تكن مدعاة لتوقيف غولن من قبل الحكومة الأمريكية رُغم التواصل الشخصي العنيد لأردوغان وشتى محاولات الحكومة التركية وعلى كافة المستويات لم تثني واشنطن عن موقفها برفض توقيف وتسليم السيد غولن إلى أنقرة وهو تركي الجنسية.
السيد صالح مسلم سوري الجنسية ولمجرد أن تتهمه الحكومة التركية بصلاته بحزب العمال الكردستاني وتضع إسمه تحت قائمة الإرهابيين يتم توقيفه بناء على رغبة الحكومة التركية في دولة أوربية عضوة في الإتحاد الأوربي ، تلك الدولة التي كانت معقلا لجمعية الطلبة الأكراد وموطنا واسعا للمناضل الدكتور عبد الرحمن قاسملو وحكومتها من أكثر الحكومات تعاطفا مع قضية الشعب الكوردي في طول كوردستان وعرضها.
أما اليوم ، فإن إستجابة حكومة براغ لطلب حكومة أنقرة الفاشية الديكتاتورية المجحف بإعتقال السياسي والمناضل الكوردي السيد صالح مسلم لهو وصمة عار في تاريخ الدولة التشيكية الحديثة وخرق فاضح لللائحة حقوق الإنسان ، ولايستند إلى أساس قانوني على الإطلاق. وما على حكومة براغ إلا أن تطلق سراح السيد صالح مسلم وترفض النزول عند رغبة أنقرة الجائرة.

أنه من المضحك المبكي أن تصل الفوضى في مقاييس التعامل في السياسة الخارجية للدول إلى هذه الدرجة من الإنهيار الأخلاقي. إذ أصبح يكفي لأية حكومة وفي أية دولة في العالم أن تلصق تهمة الإرهاب بأحد رجال السياسة المعارضين أو الإعلاميين لمجرد أنه يعارض سياساتها الجائرة علنا

أو لكونه ينتفد ممارساتها القمعية لكي يتم إعتقاله.

إن توقيف السياسي الكوردي السوري صالح مسلم من قبل السطات التشيكية نزولا عند رغبة أنقرة  في الوقت الذي تشن تركيا حرب إبادة جماعية ضد المواطنين في منطقة جبل الكورد – عفرين – يعتبر تسترا على جرائم الحكومة التركية علاوة على كونه تصرف مخالف لكافة القوانين الدولية وينافي لجميع مبادئ حقوق الإنسان.

إبراهيم شتلو

علوم سياسية – دراسات  كردية وإسلامية

ألمانيا 25 شباط / فبراير 2018