رسالة مَفتوحة من عائلة المرحوم محمد علي عوني الى القيادات الكُردية فى كُردستان:- د.ب. إبراهيم شتلو

رأيتُ من واجبي وأنا أراجع الوثائق التي تسكن رفوف مكتبتي المتواضعة كتبا ومراسلات ونداءات ومقالات أعتبرها تاريخية إذ تعبر عن مراحل تطور الحركة التحررية لشعبنا في كافة أشلاء جسد وطنه الجريح الممزق.

وقد اخترت – بداية – هذه الأمانة وهي رسالة من السيد عصام الدين عوني الإبن الأصغر للعلامة والمؤرخ الشخصية الوطنية محمد علي عوني التي خطها ووجهها إلى قادة الأحزاب والمنظمات ومراكز القوى في كردستان قبل سنوات ولكن ولسبب ما لم ترسل إليهم، ولذا رأيت من واجبي على إيصال تلك الأمانة إلى من تعنيهم راجيا أن تجدي نفعا ، وتُحقق الأمل الذي لطالما سَعى أحد رُوّاد الحركة الوطنية محمد علي عوني لتحقيقه.

د.ب. إبراهيم شتلو

 

رسالة مَفتوحة من عائلة المرحوم محمد علي عوني

الى القيادات الكُردية فى كُردستان:

إحساسا منّا بالمَسؤولية القَومية التى تَقع عَلى عاتقي و على عاتقكُم فى هذه الظّروف الحَرجة التى تَمّرُ بها منطقَتُنا بشكل عام و كُردستان بشكل خاص. و ما تَتَمَخَّض عَمّا سَوف يَحصل مُستقبلا فى الشّرق الاوسَط بَعدَ الكَوارث و الحُروب و الّدمار و تفتيت الحدود المرسومة سابقا.

و بعد ثورات الرّبيع العَربى و ظُهور التّطرف الاسلامى و ثم زوالها . كُلّنا أمَل أن تَكون هذه الاحداث و بُطولات كافَة القوى المُسلّحة الكُردية سَواء فى تركيا او سوريا او العراق و المَعارك التى خاضوها ضد الدّولة الاسلامية و المُتَطَرفين . تشخص مُستقبلا مُشرقا للشّعب الكُردي.

لكن و بكُلّ اسَف شَديد خلافات القادة و تَعميق التّباين فى وُجهات النّظَر عندَكم الى دَرَجة عَدَم قَبول الآخر لا رأيا وَلا وُجودا . نَخشى ان تَؤدى الى خَيبة أمل آخر لآمال الشّعب الكُردى و نَخشى أن تتحول آماله الى آلام  لمُدّة قرن آخر بعد ان اكتوى بنار التفرقة و مؤامرات الدول الكبرى فى القرن الماضى.

لذا أرجوا و أتَمنّى ان تسمعوا رجائى . وَان تَكونوا على قَدَر المسؤولية المُلقاه على عاتقكُم فى هذا الظّرف الحَسّاس . وان تُلقوا خلافاتكم الحزبية و المَناطقية جانبا و أن تَتوحدوا لكي تكونوا على قَدر المَسؤولية التّاريخية فى هذا الوقت الذى تَمر به الامّة الكُردية.

انتم تَعرفون أحسَن منا أيها القادَة الكرام . أنّ الفُرَص تاتى بَطيئا و تغيب بسرعة لاتضيعوا الفُرصة التّاريخية التى انتظرها شَعبُكُم عَشَرات السّنين وَنَحنُ لانُريد ان ندخل فى تفاصيل وَما نَشعُر به و نَراه يَوميا من مُنازعات و مُشاجرات و اختلافات لا حَصر لَها فيما بين كافة الاحزاب المَوجودة على السّاحة الكردستانية باجزائها الاربعة. وحتى أنّ هَذه الخلافات انعكَسَت على الأكراد المَوجودين فى الدّول المنافى و الشّتات.

                                                                   مَع تَحياتى           

                                                            د. عصام عونى / القاهرة

أبريل 2017