سلسلة التوعية يهدف إلى غسل دماغ الجماهير الكوردستانية من شوائب الأفكار الدخيلة التي أدخلها الأعداء في عقول أجيال وأجيال – إبراهيم شتلو

تقديم الكتاب

أهداني الكاتب الكبيرالأستاذ إبراهيم شتلو مشكورا الجزء الأول من كتابه:

سلسلة التوعية والحقيقة أنها كانت وليمة دسمة بالنسبة لي.

فهذه السلسة التي يعتزم نشرها وماقرأته في الطبعة الأولى من الجزء الأول منها ومادرسته فيها إنما يعكس واقع تطورالأحداث في كوردستان والمنطقة المحيطة بها وتأثيرها على نضال الشعب الكوردي من أجل حقه في تقريرمصيره في حياة حرة كريمة.

وأعتقد أن هذه السلسلة تستحق القراءة وبعمق إذ يجمع فيها المؤلف عبَرالتاريخ ومجريات الأحداث وتجاربه الشخصية أي أنها جزء مما نسميه جَمع بين عبَرالتاريخ وبين الأوتوبيوغرافي.

يسعى الكاتب وقبل كل شئ إلى توعية الشعب الكوردي ومخاطبة مراكز القوى الكوردستانية ودعوتها إلى نبذ الخلافات الحزبية، والتخلي عن

الأستاذ عصام الدين محمد علي عوني مع إبنه

المصالح الذاتية، ويدعوهم إلى توحيد الصف الكوردي وترجيح المصلحة القومية العليا على كل ماعداها.

 كانت سلسلة التوعية في الحقيقة بالنسبة لي وجبة غنية من الثقافة وأرجو بل وأريد أن يقرأها الجميع ومنهم الجيل الناشئ وأيضا الأجيال القادمة، فهي تسجيل لتاريخ الشعب الكوردي وعلاقاته مع الشعوب المجاورة التي يتعايش معها كالشعوب العربية والتركية والفارسية ، كما تعكس الأضواء على ما ترسمه سياسات الدول الكبرى والإقليمية الفاعلة في منطقتنا وتأثيرها على مسار حركة التحررالكوردستانية.

وإنني أدعو الجميع وبشكل خاص الأجيال الكوردية الشابة والناشئة القادمة أن تقرأ هذه السلسلة بتمعن والتدقيق في مضمونها ومعانيها ولا مانع من النقد والنقد الإيجابي الذي هو وسيلة للإرتقاء نحو الأفضل.

المهم أن نقرأ مَجهود كاتب مُتمكّن من اللغة العربية، ومُطلع على تاريخ شعبه ووطنه، قضى شبابه وشيبوبته وَ لايزال عصاميا يُناضل لتوعية أبناء شعبه وداعيا مُخلصا يناصر حقوقه ويُدافع عن عدالة قضيته مُسَخرا قَلمه وطاقاته خدمة للأمة الكوردية.

وَليَسمح لي الأستاذ إبراهيم شتلو أن أقولها وَنظرا لصداقتنا العريقة، ومعرفتنا الأخوية الحميمة الطويلة التي تعود إلى عشرات السنين وَبكل صدق أن أطلق عليه إسم:

الجُندي المَجهول أو البيشمه ركه المُثقّف.

إنّه من الواجب أيضا أن أشير إلى صفة يَتّسم بها هذا الكتاب إذ تجعله ذو طابع أصيل، فاستخراج خطوطه الأساسية وأفكاره المُوجّهة أمر ملئ

بالحيوية والإخلاص لما يرسمه للقارئ من لوحات تعكس صورة الواقع وتطورات أحداثه بهزائمه وانتصاراته وبكافة ألوانه وأطيافه وتعقيداته الأمر الذي يضع القارئ أمام مسؤوليته الوطنية:

 إمّا الوَعي وإمّا البقاء في دَوامة الذّوَبان وَالضّياع

إنّ كتاب: سلسلة التوعية غني بالأفكار، دسم في المعاني، ينقل لنا الكاتب فيها صورا صادقة وحية عن واقع تفاعل الحركات الكردستانية مع الأحداث الوطنية والإقليمية والعالمية ويحاول جاهدا أن ينير لمراكزالقوى الكوردستانية طريق الأمن الوطني ويشير إلى بوصلة مقتضيات المصلحة القومية العليا التي أساسها الوعي القومي ووحدة الصف الوطني وتكاتف جميع القوى الفاعلة في كوردستان.

وإنني إذ أرجو للكاتب الكبير دوام الصحة آملا أن ينشرهذا الكتاب باللغة الكوردية أيضا وبكافة اللهجات وذلك ليكون في متناول أكبر شريحة من المجتمع الكوردي وتعميما للفائدة وإسهاما في توعية شعبنا.

كما أرجو أن تعمل الجهات المسؤولة في جنوب كوردستان والمنظمات الكوردستانية بمساعدة الأخ الأستاذ إبراهيم شتلو ودعمه على ترجمته إلى

مختلف اللغات الأجنبية نظرا لإنتشار الكورد في شتات بلدان العالم وحاجة هؤلاء والأجيال التي نشأت في المهجرإلى التعرف على تاريخ وطنهم والإطلاع على الظروف الذاتية التي يعيشونها بفهم صحيح وعقلية مستنيرة ولفهم العوامل الخارجية التي تتفاعل وتحيط بنضال شعبهم.

وَلابد من تَوعية شَعبنا.

عصام الدّين محمّد عَلي عَوني

أوكسفورد – 26 أغسطس2020