صفعة اخرى لوجه اردوغان – بقلم: مصطفى باكو

 

اليوم كانت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البوسنة والهرسك الحديقة الخلفية لتركيا ولرئيسها اردوغان حيث كان يستقبل بحفاواة بالغة من قبل الشعب البوسني وكانه هو الرئيس الفعلي للبوسنة ولكن هذا اليوم هو يوم اسود في تاريخ اردوغان حيث قال الشعب البوسني كلمته الاخيرة لا لحليف اردوغان ولا للحزب الذي يستغل الدين من اجل ان يبقى جاثم على صدورهم.

لقد خسر الانتخابات السيد باكير عزت بيغوفيتش ابن الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش الاب الروحي للبوسنة والهرسك وحليف اردوغان المدلل لقد حضر اردوغان خصيصاً الى البوسنة والهرسك وعمل دعاية انتخابية له وحث المسلمين البوسنين على ان ينتخبوه وكما حث المشيخة الاسلامية البوسنية ان تقف خلف باكير لكي يفوز بالانتخابات ولكن الشعب البوسنية وجه صفعة لاردوغان وقالوا لا لتدخله في الشأن البوسني وخاصة الانتخابات ولقد انتخبوا السيد دينيس بشيروفيتيش المرشح المنافس لباكير، وكما هو معروف بالعرف السياسي لايتدخل رئيس دولة يحترم نفسه بالانتخابات لدولة ثانية بشكل مباشر وسافر ويقف مع طرف ضد طرف اخر وان ذلك يعتبرغباء سياسي وخاصة اذا انه كان غير متأكد من قدرته على التأثير بننائج الانتخابات لانه في تلك الحالة اذا خسر مرشحه الانتخابات سوف يفقد او يتأثر علاقاته الدبلوماسية مع تلك الدولة ولكن هذا ليس بجديد على اردوغان وكلنا نعرف كيف هواستغل السيد مسعود البرزاني للدعايا الانتخابيه له ضد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكرد في تركيا من اجل كسب اصوات الشعب الكردي.

هذه الليلة ستكون كابوس لاردوغان لانه كان واثق بان الشعب البوسني المسلم سوف يسمع كلامه والذي حدث هو العكس وهذا  اثبت له بانه فقد وزنه  ودوره في البوسنة والهرسك واصبح صفر على الشمال كما يقال.

وكذلك فقد شعبيته خارج تركيا وداخل تركيا وكل هذا مؤشرات له بان الزمن قد تجاوزه وعليه ان يغادر الحكم ويجلس في بيته كما طلب منه الرئيس الامريكي جو بايدن حيث قال له حفاظاً لماء وجهك لاترشح نفسك للانتخابات لانك لنوتفوز وقل للناس بان صحتك لاتسمح لك بذلك.

وبحسب مانرى ونسمع بانه لم يعد يستطيع ان يساير تطور الاحداث وان حلمه باعادة امجاد الامبراطورية العثمانية قد تبخر على صخرة صمود كرد روج افا الذين هم كانوا حجر العثرة وسبب فشل مشروعه الذي رضخ له العرب نتيجة تطبيل وتزمير جماعة الاخوان المسلمين له.

بعد هذه النكسة لسياسة اردوغان في البوسنة والهرسك بدأت الاحتفالات تعم شوارعها بخسارة حليفه وفوز الرئيس الجديد دينيس بشيروفيتش الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي البوسني وهو رئيس يساري علماني.

والجدير بالذكر انه يحكم البوسنة مجلس رئاسي مؤلف من ثلاثة اعضاء كل عضو يمثل قومية من القوميات الثلاثة وهم البوشناق والصرب والكروات وكل واحد منهم يصبح رئيس مجلس الرئاسة لمدة ثمانية اشهر بشكل دوري ولفترة اربعة سنوات حتى الانتخابات القادمة وان الاحزاب القومية والتى تلعب على الوتر الديني قد خسروا المعركة الانتخابية لمنصب الرئاسة وعلى رأس هؤلاء مرشح القوميين البوشناق المسلمين السيد باكير عزت بيغوفيتش أمام منافسه السيد دينيس بشيروفيتش اليساري والعلماني من حزب الاشتراكي الديمقراطي ويليه بالخسارة مرشحة القوميين الكروات الكاثوليكين السيدة بوريانة كريشتو أمام منافسها جيلكو كومشيتش اليساري العلماني من حزب الجبهة الديمقراطية وأما في الاقليم الصربي في البوسنة والهرسك لقد حافظ القوميين الصرب الارثودكس على مراكزهم وان دل هذا على شيء فهو يدل عنصرية صرب البوسنة وخاصة من اجل الحرب الاوكرانية حيث يكنون بالولاء لبوتين، ويعتبر هؤلاء الصرب هم رجال بوتين في البوسنة والهرسك وان ميلوراد دوديك رئيس اقليم صرب البوسنة عندما تم الاعلان عن فوزه وفوز حزبة بالانتخابات لقد لبس قميص النصر وعليه صورة بوتين.

والاهم من كل شيء ان الشعب البوسني قال كلمته الاخيرة لا للاحزاب القومية دو الطابع الديني ولا للتدخل الخارجي وخاصة التركي.