أعني بعنوان المقال أولئك القلة القليلة من الأجانب.. الذين قدموا من بلدان الشرق المتخلفة إلى دولة السويد وينعمون بخيراتها وبأمنها وأمانها، لكنهم ينكرون جميلها ويجحدون معروفها. إن حديثنا لهذا اليوم عن تلك المرأة المصرية التي ظهرت على منصة الـ”يوتيوب” وفي يدها اليمنى؟ ساعة يدوية تحمل الطغراء العثماني؟ وتضحك ضحكة مصطنعة وتقول: هه هه هه خرجت من السويد باركوا لي خرجت من السويد إلخ. كأن السويد جاءت بها عنوة إليها!!. أليست هي التي جاءت دخيلة إليها وتطلب اللجوء؟. للعلم، كما قالت هي إنها جاءت إلى السويد قادمة من الكيان التركي، يظهر أن ذلك الكيان.. الذي يحكمه الإخواني رجب طيب أردوغان سيء جداً ولا يطاق العيش فيه فلذا تركته وجاءت إلى السويد بلد الرفاه الاجتماعي وحقوق الإنسان والديمقراطية وعاشت فيها حسب ما هي قالت لعدة سنوات ومن ثم لغاية في نفسها تركت السويد وذهبت إلى بلد ما من بلدان الشرق أو شمال إفريقيا وبدأت من هناك تزعم على منصة الـ”يوتيوب” أموراً كيدية غير صحيحة بالمرة عن دولة السويد وبعيدة كل البعد عنها وعن شعبها ونظامها السياسي العلماني السليم. يا هذه، لا أقول لكِ قيل لي أو سمعت، بل أنا من الذين نجلي يعيش مع امرأة سويدية وله منها بنت وولد إنها في غاية الأخلاق والقيم النبيلة، رغم إنها مهندسة معمارية ألا أنها تدير شؤون بيتها على أتم وجه، بل هي التي وضعت ابني على السكة الصحيحة وجعلت منه إنساناً وأباً صالحاً يشعر بالمسئولية تجاه البلد وبيته وولديه. بالمقابل أعرف فتاة كوردية تزوجت من شاب مسلم إيراني لم تسعد هذه الفتاة المغلوبة على أمرها يوماً واحداً معه وتلعن اليوم الإسود التي تزوجت فيه هذا المخلوق.. . حقيقة لا أدري لماذا يحملون هذا الحقد عن الدولة التي آوتهم وقدمت لهم يد المساعدة في أحلك الظروف التي مروا بها، لكن حين يحين الحين بدل أن يعيدوا الدَين الذي في أعناهكم تجاه هذا البلد المضياف نجدهم يزعمون أموراً عنه بعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة. لذا نقول لكل من يمس هذا البلد وشعبه بسوء، كفاكم كذباً ودجلاً وتلفيقاً عن هذا البلد الذي مد لكم يد المساعدة ومنحتكم ونحن إياكم الأمن والأمان والعيش الرغيد.
أنتِ يا سيدة مصرية بل وغير المصرية التي على شاكلتها، كل مَن يتنكر لهذا البلد المعطاء وشعبه الأصيل هذا هو السويد له نظام علماني عظيم وجيد جداً مَن لا يرغب العيش فيه كما يقول المثل: الباب يوسع جمل. لتعلموا إن عجلة التاريخ لا ولم ولن تعود إلى الوراء؟ أكرر، لا تعود إلى الوراء إلى القرن السابع الميلادي؟.
عزيزي القارئ، زعمت المصرية ما معناه: في المدرسة يعلمون الأطفال أموراً غير أخلاقية. نقول لها ولمن يقبل بكلامها هذا غير صحيح، بناتنا وأولادنا ذهبوا إلى المدارس في السويد ولم يعلموهم أموراً غير صحيحة البتة، بل علموهم أشياءً علمية تفيدهم في صغرهم وفي كبرهم حتى لا يكونوا لقمة سائغة للأمراض التناسلية وغيرها. أليس الجنس جزء مهم من حياة الإنسان، أليس هو كما الأجزاء الأخرى في حياتنا فيها جوانب إيجابية وجوانب سلبية فهؤلاء منذ الصغر يعلمون الأطفال بطريقة علمية صحيحة و سليمة حيثياته حتى يبتعدوا عن جانبه السلبي ويكونوا سعداء في حياتهم.
هنا نتساءل، هل أن الحياة عندهم جيدة في مصر وغيرها في بلدان الشرق.. حين يختنون الفتاة الصغيرة التي ماتت الكثير منهن نتيجة بتر جزء من أعضائهن التناسلية!!. ثم، ألم يقل الدين الإسلامي: لا حياء في الدين. هكذا هو العلم ايضاً لا حياء فيه، لأنه لو كان حياءٌ في العلم لا يستطيع أن يستمر ويتطور و يعالج الأمراض والأوبئة التي تفتك بالإنسان.
وعلى مستوى الحريات العقائدية، أليست دولة السويد العلمانية تسمح لهم ببناء المساجد والحسينيات وتساعدهم مادياً ومعنوياً؟. عزيزي المتابع، على مستوى الشخصي عندما وظفت لأول مرة في السويد عام 1990 سألني مدير الشركة وهو شخص سويدي: هل تريد أن تؤدي طقوسك الدينية حتى أخصص لك مكاناً خاصاً. قلت له: لا أنا إنسان علماني أأمن بالخالق لكن ليس لي في هذه الأمور. يا ترى هل يسأل الإنسان المسيحي أو الإيزيدي أو الكاكائي – اليارساني أو اليهودي أو أو إلخ في العمل كيف يريد أن يؤدي طقوسه العقدية، أم يتهكمون بهم وبعقائدهم ويكفرونهم بمكبرات الصوت الموضوعة في أعلى المساجد والحسينيات؟.
الذي أقوله في نهاية هذا التوضيح، كفاكم تأليف الأكاذيب والتلفيقات الرخيصة عن دولة وأمة السويد التي أخذت الجميع بالأحضان ووفرت لهم الأمن والأمان والعيش الرغيد دون أن تمييز بين واحد وآخر.
29 11 2022