لماذا حرق العلم السويدي!! – محمد مندلاوي

 

“خاص لصوت كوردستان”

على أثر حرق القرآن مجدداً من قبل المحامي “راسموس بالودان” الذي يعتقد أن الإسلام يحمل فكراً ماضوياً. قامت عدة مجاميع بشرية في ثلاثة أو أربعة بلدان بالتظاهر ضد دولة السويد. لقد قامت هذه الأنفار.. بحرق العلم السويدي!! وبعنف لفظي تجاه دولة السويد المسالمة. لا ننسى أن دولة السويد هي تلك الدولة التي تحتضن مئات الآلاف من الهاربين من جحيم أنظمة بلدان الشرق الدموية. حقيقة لا أدري لماذا حرق علم دولة السويد!! أن ما قام به المحامي راسموس عمل فردي، وتعتبر في السويد وفق قانونها إنه حرية تعبير، بينما حرق العلم السويدي عمل جماعي قام به مجاميع بشرية من الطبقة الدنيا اجتماعياً، يظهر إنهم لا يعرفون شيئاً عن أدوات حضارية يعبرون بها عن ما يجيش في دواخلهم، ولا يعرفون حقيقة النظام الديمقراطي السليم حيث أن الفرد يستطيع أن يعبر عن ما يريد بطريقة سلمية. إن السويد دولة ديمقراطية بحق وحقيقة، لا تعرف الانتقائية مثل بلدان الشرق.. حيث أن الدستور والقانون لديها مقدس لا يجوز المساس به. ألم يسمعوا إلى رئيس الوزراء السويدي (أولف كريسترسون) الذي قال: إن ما قام به “راسموس” قانوني، لكن عمل غير محترم. وهذا يعني، أن رئيس الوزراء السويدي الذي هو أعلى سلطة تنفيذية في دولة السويد لم يقبل بهذا الفعل، لكنه لا يستطيع أن يجزئ القانون ويكون انتقائياً حسب رغباته كما الحاكم الديكتاتور في بلدان الشرق. وهكذا قال وزير خارجيته (توبياس بيلستروم): إن السويد تتمتع بحرية التعبير، لكن هذا لا يعني أن الحكومة السويدية أو أنا نفسي نؤيد الآراء المعبر عنها. لا يوجد كلام أوضح من هذا حيث أن الحكومة السويدية التي تمثل الدولة لا تؤيد مثل هذا العمل، لكنها لا تستطيع أن تمس النظام الديمقراطي الذي يرتقي إلى مستوى التقديس في الدولة الأولى التي يتمتع شعبها بالعدالة الاجتماعية. لقد سبق لنا وقلنا لماذا لا تكون تظاهرات المسلمين حضارية يوزعوا فيها بيانات استنكار، أو حمل يافطات يدونوا عليها نصوص تدين تلك الفعل الذي تظاهروا من أجله، أو تظاهرة صمت كدليل على رفض تلك العملية التي يعتقدون إنها أساءت لهم أو إلى معتقدهم.

لقد شاهدت في وسائل الإعلام المرئية أولئك الذين قاموا بحرق العلم السويدي الذي هو علمي أنا أيضاً، علم الدولة التي أحمل جنسيتها وجواز سفرها، وهذا يحتم علي أدبياً وأخلاقياً ووطنياً أن أقول رأيي بمداد القلم عن هذه الحالة التي أسيء بها إلى علم الدولة التي أنتمي لها وأعيش فيها كما بينت رأي عن حرق القرآن وذلك من خلال نقلي لكلام رئيس وزرائنا ووزير خارجيتنا اللذان لم يقبلا بما قام به راسموس. على أية حال، إن من تلك الكيانات التي قامت ثلة فيها بحرق العلم السويدي الكيان العراقي، نتساءل، هل يقبل الذي أحرق العلم السويدي أن يقوم مواطن سويدي بحرق علمه الذي فيه اسم الله؟ رغم أن المواطن السويدي مواطن متحضر لا يقوم بمثل هذه الأعمال الصبيانية، لكن مجرد سؤال، هل يقبله، ثم لو هذا المواطن العراقي أو شخصاً من الكيان التركي أو أو الخ يحترم علم كيانه السياسي لا يقوم بحرق علم الغير ويدوس عليه بقدميه. لأن العلم ليس قطعة قماش فقط بل إنه يمثل إرادة تلك الدولة وأمتها التي تعيش تحت ظله. أنا على يقين تام أن بعضاً من الذين أحرقوا علم دولة السويد لديهم ابن أو بنت أو قريب لهم في دولة السويد ويساعدهم مادياً بأموال دولة السويد، أموال دافعي الضرائب السويديون.

الذي أقوله في نهاية هذه الوريقة،أنا كشخص متمدن غير قبلي لا أقبل بأي فعل يؤذي الغير نفسياً أو جسدياً، أن كان هذا الفعل حرق كتاب ما أو سلوك عنفي، لكني مع النقد البناء والتصرف الحضاري السليم دون المساس بممتلكات الآخرين والاعتداء على ما يمثلهم أن كان عقائدياً أو وطنياً؟؟.

” كلما ترتقي الحضارة تتراجع العنف بقدر ارتقاء الحضارة”

27 01 2023      

3 Comments on “لماذا حرق العلم السويدي!! – محمد مندلاوي”

  1. كلام لطيف وذي معنى وحكمه العقلاء في اخر السطر من الرساله الموجهه إلى العموم من الخلق، ويا ليتهم يعقلون بمفهوم الرساله..دمتم استاذ محمد….

  2. الاخ استاذ محمد مندلاوي المحترم .. نعم العلم السويدي مقدس كجميع اعلام الدول الاخرى ، لانها تمثل رمزا للحرية و الاستقلال لا يجوز المساس به ، ولكن القران الكريم هو كتاب المسلمين المقدس لايجوز المساس به مطلقا .. و لا يجوز ايضا المساس بالانجيل و التوراة وغيره من كتب الله المقدسة مطلقا .. ان ماقام به هذا السويدي عمل اجرامي و مخرب كان يقصد من ورائه تشجيع و تعميق العنصرية و الفاشية ليس فقط في السويد فحسب بل في اوربا .. كان على الحكومة السويدية رفض رسمي واعتقال هذا الشخص المسيء للمجتمع وسمعة دولة السويد ، وان عمله الاجرامي لايدخل في باب الحرية مطلقا .. لان ” الحرية بلا نظام هي الفوضى بعينها – كما اكد عليها فلاسفة الاغريق ” مع احترمنا وتقديرنا لجنابكم .

Comments are closed.