خبزنا فاهي ومايغزر- لؤي فرنسيس

 (خبزنا فاهي ومايغزر) مقولة وليست مثل، تقال عندما تُقدِم مايحتاجه الاخر من خدمة ونصيحة، ويبقى الاخر يكن لك الحقد ويتربص بك شرا، نعم هذا حالنا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الكثير من الذين يظهرون لنا التحالف والاخوة والصداقة ويطعنوننا في ظهرنا بجانب اخر ، فصفحات الغدر التي عاشها الديمقراطي الكوردستاني (والقادمة من القريب والغريب) باتت كثيرة وكان اخرها في موضوع الموازنة التي اقرت قبل ايام لتحدد مصير العراق المالي للسنوات الثلاثة القادمة .

لقد قدم الديمقراطي الكوردستاني للعراق ما لايستطيع ان يقدمه اي حزب او جهة اوكتلة فلو نظرنا الى التاريخ البعيد والقديم سوف نرى البارتي يتقدم الجميع في النضال  والاصلاح والمشورة وحل الخلافات الداخلية  ، فثورة ايلول الوطنية اندلعت شرارتها بهدف تحقيق العدالة للعراق والعراقيين اجمع وجوبهت باتفاقية الجزائر الخيانية كصفحة خيانية لضربه وعلى اثر تلك الصفحة الخيانية اندلعت  ثورة كولان المباركة والتي جوبهت بصفحة خيانية بالاسلحة الكيمياوية المحرمة وتهجير الاف القرى وقتل مئات الالاف من الكورد الامنين المدنيين  ومن بعدها اندلعت الانتفاضة الاذارية التي وحدت جميع الاطياف العراقية عربا وكوردا سنة وشيعة مسيحيين ومسلمين ضد الدكتاتورية ونجحت تلك الانتفاضة المباركة في جعل كوردستان ملاذ امن لجميع معارضي النظام حينها ،  وقدم الحزب الديمقراطي الكوردستاني  بهذه الثورات والانتفاضات الاالاف المؤلفة من الشهداء .

اما بعد 2003 ومساعدة القوات الدولية للعراق للتخلص من الدكتاتورية ( فحدث ولاحرج) لان دور الديمقراطي الكوردستاني كان الساند الاول لبقاء العملية الساسية وعدم فنائها كونها تعرضت لعشرات المرات للمحو والزوال ولو لا الحزب الديمقراطي وحكمة سيادة الرئيس مسعود بارزاني الذي اعتبر وبشهادات داخلية وخارجية صمام امان لبقاء العملية السياسية العراقية فكان الحال غير حال فاصدار عفو عام من سيادته عن جميع ازلام النظام ومؤيديه ورجال الامن والمخابرات بعد 2003 وجعل كوردستان الملاذ الامن لهم لحمايتهم من غضب سلطة بغداد التي اصدرت قوانين الاجتثاث والمحاكمات الصورية للتخلص منهم لاندلعت حرب اهلية داخلية اشعلت الاخضر واليابس.

    ومنذ 2004 الى يوم سقوط ثلث العراق بيد داعش الارهابي المجرم سنة 2014  كان للبارتي  الدور الاساس في حماية مناطق ومحافظات عراقية من ارهاب القاعدة وداعش الذين عملوا بالتحالف مع بعض ازلام النظام الذين يتصورون الى يومنا هذا بانهم سوف يعودون الى السلطة ، وذلك العقد الذي دام قرابة عشرة سنوات  كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني وسيادة الرئيس مسعود بارزاني هو الحل الاكثر تاثيرا لمشاكل العراق، خصوصا بعد كل انتخابات لتشكيل الحكومة فبعد كل دورة انتخابية كانت الامور تصل الى حرب اهلية داخلية طمعا بالمنصب وكان البارتي عصا القبان الذي يوازن الامور بين المتخاصمين،  وبعد احتلال داعش الارهابي لثلث العراق وسقوط محافظات بيده كان صدر قوات بيشمركة كوردستان الابطال مفتوحا امام رصاص داعش ومفخخاته لحماية الاف الكيلومترات من الحدود الداخلية وكان لهم الدور الاساسي بايقاف تمدد داعش الارهابي وكسر شوكته وتدميره وتحرير العراق وخصوصا الموصل وسهل نينوى وشنكال واطراف كركوك وديالى ومناطق صلاح الدين وهذا ما اعطى للقوات العراقية وفصائله المسلحة الدعم المعنوي والشجاعة لمحاربة داعش والانتصار عليه ، وبعد الانتهاء من داعش تكررت صفحات الغدر كوردستانيا من قبل بعض الاحزاب الكوردستانية قسم منها متحالف مع البارتي  واخرى عراقيا وخصوصا بعد الاستفتاء التاريخي المبارك في الخامس والعشرين من ايلول2017 واستقدام جيوش ثلاث دول مدججة بالسلاح لاحتلال كوردستان لكن هيهات فالبارتي وبيشمركته الابطال كانوا لهم بالمرصاد لحماية المكتسبات والمنجزات الكوردستانية ، وبعدها تكررت صفحة الخيانة مرة اخرى بعد فوز الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية المبكرة عام 2021 والتي جاءت بعد ّ التظاهــرات التــي عمــت العاصمــة بغــداد والمحافظــات الجنوبيــة  ضــد النخــب الحاكمــة وغيــاب الخدمــات فــي عامــي 2019 و 2020 لكن صفحة الغدر تكررت،  وبعدها حصلت اتفاقات مدونة وموقع عليها من قبل جميع الاطراف مع البارتي وعلى اثرها شارك الديمقراطي الكوردستاني في تحالف ادارة الدولة لكن تكررت صفحة الغدر مرة اخرى وعملت بعض الاطراف العراقية بالضد من الاتفاقات الموقعة والتي هضمت حقوق شعب كوردستان في اقرار الموازنة للاعوام 23و24و25 وموضوع تصدير نفط كوردستان واقرار القوانين الموجبة في مجلس النواب العراقي .

في الختام  المقال يطول والاحداث كثيرة لايسع مقالنا لذكراكثر مما ذكرناه، ونقول سيبقى الديمقراطي الكوردستاني يسير في نهجه المعتدل المستنبط من نهج البارزاني الخالد ومدرسته القويمة ويتجاوز الخلافات ويعمل على الاستقرار والامان خدمة لشعب كوردستان والعراق ونتمنى مِن مَن توسموا بحالات الغدر ان يضعوا مصلحة البلد في المقدمة ويحيدوا عن افعالهم الغادرة لان البارتي جبل لايستطيعون هزه ويبقى بلدنا العراق بجميع اطيافه واديانه وقومياته ومذاهبه يعيش بامان واستقرار .