ما هذه الفضيحة :- كامل سلمان

صدام حسين يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي في مطار الحبانية ويستمر اللقاء معه عدة ساعات في منتصف تسعينيات القرن الماضي ، ، كتاب صدر مطلع العام الجاري باللغة الإنكليزية بعنوان طيار الطاغية أو(Flying the Tyrant) كما جاء في عنوان الكتاب والذي تم اصداره من أحدى دور النشر الامريكية بقلم الطيار الخاص لصدام حسين ( محمد عادل سليمان ) وبمشاركة الكاتبة الامريكية ( لورين انجلدي ) ، الكتاب عبارة عن قصص وذكريات وحكايات عاش احداثها الطيار محمد عادل سليمان …
طياروا القوة الجوية العراقية والدفاع الجوي يكاد جميعهم يعرفون هذا الاسم ( محمد عادل سليمان ) فهو الابن الثاني للطيار العراقي المعروف والاشهر في تأريخ القوة الجوية وهو عادل سليمان ، وقد استشهد أخيه الطيار الأكبر منه سناً ( فريد )في أحدى العمليات التخريبية لحزب الدعوة ، ، الطيار محمد عادل سليمان هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية في بدايات العام ٢٠٠٦ م واستقر هناك مع عائلته ، قام بكتابة فصول هذا الكتاب في السنوات الثلاثة الاخيرة ، رغبة منه في كشف خفايا لم يطلع عليها الشعب العراقي ، فقد ذكر قصص واخبار جديرة بالاهتمام ، ولكن أكثرها غرابة هو ما ذكره هذا الطيار حول لقاء صدام حسين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أنذاك ( اسحاق رابين ) في مطار الحبانية الذي يبعد عن بغداد ثمانين كيلو متر فقط . اليكم القصة كما رواها الطيار محمد عادل سليمان في الكتاب : في منتصف تسعينيات القرن الماضي يقول وفي احدى الليالي بعد منتصف الليل دخل علينا أحد مرافقي الرئيس صدام حسين وطلب مني شخصياً والطيار الثاني الذي معي الجهوزية بسرعة لنقل الرئيس صدام الى احد الاماكن ، يقول وفعلاً بعد دقائق كنا على أتم الجاهزية ، وفعلاً وصل صدام حسين وصعد الطائرة الخاصة وطلب مني الذهاب الى قاعدة تموز في الحبانية التي تبعد عن بغداد حوالي ثمانين كيلو متر ، يقول الطيار محمد استجبنا لطلب الرئيس بسرعة وقمنا بنقله الى القاعدة المذكورة ، ومما لاحظناه ونحن في الجو هناك سكون مطلق وحتى اجهزة الاتصالات جميعها قد قطعت ، وعند هبوطنا في مطار الحبانية شاهدنا طائرة مدنية تركن في أحدى زوايا المطار ، فأشار صدام حسين الى الاقتراب من تلك الطائرة المدنية والوقوف قربها ، يقول نزل صدام حسين من الطائرة وشاهدت شخصين نزلا من تلك الطائرة المدنية وعرفتهما بوضوح ( الملك حسين ، ملك المملكة الأردنية ، واسحاق رابين رئيس وزراء الإسرائيلي أنذاك ، التقى الثلاثة بجانب طائرة الضيوف وكان بينهم عناق حار وابتسامات ، ثم صعدوا الى طائرة الضيوف وأستمر اللقاء ثلاثة ساعات تقريباً ، ثم خرج صدام حسين من طائرة الضيوف وأقبل الى طائرتنا وسلم علينا وقال ضاحكاً هل رأيتم شيء ؟ فقلنا لا سيدي ، ثم أكرمنا بمبلغ من المال كعادته وعدنا الى بغداد .
أحتج عدد من الطيارين على كشف هذه الاسرار ، وأعتبروه كلام غير صحيح ربما جاء تحت ضغط الأجهزة الامنية الامريكية ، وحاولوا إبراز متناقضات في هذا الكتاب ، واعتبروا ان كل المعلومات المطروحة في هذا الكتاب ملفقة وغير صحيحة وهي جزء من الحملة الاعلامية الأمريكية لتشويه صورة صدام حسين تأريخياً …
الحقيقة المرة التي يحاول فيها بعض الاعلاميين والطيارين القدامى تكذيب الكتاب حتى أن بعض منهم أعتبر الكتاب تم تأليفه بدون علم الطيار محمد عادل سليمان ، فقد تم إستخدام اسمه وعنوانه الوظيفي كطيار سابق لصدام حسين ، سأجيب أنا عن كل هذه التهجمات والتبريرات ، فقد تعرفت شخصياً أنا كاتب هذا المقال على الطيار محمد عادل سليمان قبل نشره للكتاب بعدة سنوات ، وخلال لقاءاتنا و استناداً الى الثقة الكبيرة بيني وبين الطيار محمد عادل سليمان فقد روى لي شخصياً معظم قصص واحداث الكتاب بشكل مفصل قبل نشر الكتاب بأكثر من خمسة سنين ، فهو رجل صادق ونزيه ولم يزد في كتابه عما كان يتحدث به لأصدقاءه وأنا أحدهم ، فأرجو من جميع منتقديه أن لا يسارعوا بالتهجم على هذا الإنسان الطيب فقط لأجل الدفاع عن صدام حسين ، فقد كان كل همه إيصال الحقائق الى الناس وأعتبرها أمانة في عنقه ، وبعد نشر الكتاب إتصلت به وعرضت عليه أن أقوم بترجمة الكتاب الى اللغة العربية ، فأبدى تقديره لهذا الموقف وقال لك كامل التخويل . لكن من خلال بعض المواقع يبدو أن منتقدي محمد عادل سليمان قد قاموا فعلاً بترجمة نصوص من الكتاب ونشرها كقصص وهمية خيالية وأسموه جيمس بوند العراقي .