قتل الكوردي تقرباً الى الله :- كامل سلمان

من خلال مراجعاتي لتأريخ الصراع الكوردي مع الحكومات الدموية العنصرية المتسلطة على دول الجوار المحتلة لكوردستان ، الصراع من أجل الحرية والتحرر وخاصة في المائة سنة الأخيرة ، لاحظت ان الحكومات الشوفينية للدول المحيطة بكوردستان في صراعها مع الكورد كل على إنفراد تستخدم اسلوب التحشيد القومي ضد الكورد تارة و التحشيد الديني تارة أخرى حسب التنسيق بين حكومات دول الجوار وحسب الظرف الدولي ، وأعتبار الكورد مجاميع من العصاة المتمردين الساكنين في الكهوف والبعيدين عن الحضارة الإنسانية ، القضاء عليهم فيه خدمة كبيرة للإنسانية ، لذلك تكون المعركة مع الكورد مصيرية وواجب وطني مقدس بالنسبة لحكومات هذه الدول في حالة التحشيد القومي . من ناحية ثانية تستخدم هذه الحكومات التحشيد الديني على أعتبار الكورد مجاميع ضالة مرتبطة بعالم الجن وأن دخولهم للإسلام خدعة يجب عدم قبولها لذلك تصبح المعركة مع الكورد معركة جهادية في سبيل إعلاء كلمة لا اله الا الله ، إذاً المعارك مع الكورد ذات بعدين ، بعد قومي وطني من أجل الأرض والشرف والكرامة وبعد ديني جهادي من اجل اعلاء كلمة لا اله الا الله ، وهذان البعدان يعطيان الحق لتلك الحكومات بالإبادة الجماعيه للكورد وسبي نساؤهم وجعلهن جواري لهم والعبث بممتلكاتهم واعتبارها غنائم حرب وذبح الرجال تقرباً الى الله وتحويل اولادهم الى غلمان لهم ، كل ذلك من أجل تطهير الارض من الكورد العصاة ، فهؤلاء الغاضبون على الكورد كثيرون عدة وعددا واموالهم كثيرة وقدراتهم كبيرة ، وقد فعلوا هذه الافعال الشنيعة عدة مرات وفي عدة مناسبات في التأريخ وقادرون على تكرارها متى شاءوا ، وعندما تدنس الارض أرض الكورد ويهُلك الحرث والنسل وكل شيء يصبح تحت قبضة تلك الحكومات بعدها مباشرة تتغير لهجتهم بأن الكورد أخواننا في الدين والوطن ولا فرق بيننا ويصبح شعارهم ( الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلقة )، أما من مات وهلك فكان بسبب ساعة الغضب او ساعة شيطانية كما يسمونها . فعلوا ذلك مع جميع اصناف الكورد ، مع كورد المشرق والمغرب مع الكورد الفيلية ، مع الكورد الايزيدية ، مع كورد المدن ، مع كورد القرى ، مع الصغار والكبار ، وإذا استعصى عليهم سفك دماء الكورد سيحاصرونهم ويقطعون عنهم كل سبل العيش كما تفعل حكومة بغداد ذلك الآن مع سكان الاقليم ، رغم كل ذلك لقد فاتهم أن يلاحظوا بأن الكورد ما ضعفوا وما أستكانوا ولا إنقرضوا ولا رضخوا ، بل العكس إزدادوا عددا ، وأصبحوا أكثر عنادا ، وأكثر صلابة وأكثر قوة وتوسعاً ، ومثقفي الكورد وعلماءهم ورياضيهم وفنانيهم وأدباءهم وتجارهم ملئوا الارض ، فماذا سيفعل اعداء الكورد أكثر مما فعلوا ؟ وفاتهم أيضاً بأن الكورد سوف لن يسامحو من امتدت يداه بالسوء الى الكورد وكوردستان ، هذه الجبال الشامخات ستبقى بأبناءها شامخات ، لم ولن يشم عبير نسماتها غير عشاقها ، لم ولن يسكنها غير ابناءها ، ولم تدنسها شراذم المجتمعات البشرية التي ابتلانا الله بها عندما تجمعت على شكل حلقة محيطة بكوردستان . . كل اساليبهم فشلت الا اسلوب واحد مازال فيه الامل عندهم لإذلال الكورد ، وحذاري من هذا الاسلوب القاتل الصامت ، وهو اسلوب زرع افكارهم وايدلوجياتهم المذهبية المتطرفة في عقول الشباب الكوردي ، أي الغزو الايدلوجي أو الفكري وهذا الاسلوب يراهنون عليه بقوة فإذا نجح فأنهم يكونون قادرين على كسر ظهر الكورد وإخضاعهم وتحطيم تطلعات الكورد الإنسانية الحقة . اعلموا أيها الشعب الكوردي العظيم أن ضرب العقول أشد وطئاً من ضرب الرقاب . هم يشعرون بأنهم فشلوا ، هم الآن يخافون أشد الخوف بسبب ما أقترفت اياديهم بحق الكورد من جرائم مروعة ، يخافون من عواقب الامور ، يخافون من الحساب العسير الذي ينتظرهم ، ويعلمون علم اليقين عندما تدور دائرة الأيام فأن عقاب الكورد لهم سيكون شديدا ، يرون بأم أعينهم كيف أن الدول العظمى تمد يدها اليوم الى الكورد مصافحة ، يرون بأعينهم كيف أن امريكا والدول الغربية تتودد الى الكورد وتدافع عن القضية الكوردية في المحافل الدولية ، هذا نذير شؤم لهذه الحكومات المارقة ، يشعرون بأن العالم بدأ يكتشف حقيقة الإرهاب ومصدره من هاتين الدولتين ايران وتركيا . الارهاب الذي يتعرض له الشعب الكوردي من قبل الفرس والترك هو أسوأ أنواع الإرهاب في تأريخ البشرية ، الامور أصبحت مكشوفة والحقائق بانت للجميع فأين المفر ؟ . هؤلاء الذين آذوا الشعب الكوردي لم يتركوا لأنفسهم خط رجعة ، تمادوا كثيراً وظلموا كثيراً ، واستعلوا على الله وعلى كل القيم الإنسانية فلابد ان ينالوا جزاءهم العادل وهم اذلاء خاسئين ، فلا يصح أن ينالوا فرصتهم للنجاة من كل سيئة اقترفوها بحق ابناء كوردستان ، فلن يكون الدين أو المذهب طوق نجاة ينجيهم من الحساب ، بزرع تلك الافكار المريضة في عقول الناس سيجدون الابواب مغلقة امامهم ولا سبيل لمزيد من الخدع ، ولم يعد ينطلي على أحد بأن قتل الكوردي تقرب الى الله ، فهذا الرب الذي يبارك قتل الإنسان الكوردي بدأ ينقرض من عقول الناس ولم يبقى له مكاناً في عالم البشر ، رغم أن العقول النتنة فيها بقايا من هذا الرب ، الا إنه زائل لا محالة ، ومتى ما أنقرض هذا الرب تماماً سيعرف الناس عظمة هذا الشعب الذي تحمل على مضض كل هذه الترهات والمعتقدات لمئات السنين ودفع ثمنها باهضاً ولم ينثني .

4 Comments on “قتل الكوردي تقرباً الى الله :- كامل سلمان”

  1. ** من ألأخر {متى تحرر الكورد من دين السلب والنهب والفسق والغزو والارهاب بإسم الله أوتوماتيكيا ستزول عنهم كل الويلات واللعنات لابل وستمطر السماء عليهم كل النعم والخيرات ، فليس من المنطق والمعقول أن يدافع عاقل عن دين غزاته وقتله وجلاديه وفي نفس الوقت يرتجي من الله نعمه وخيراته ، والطامة الاكبر أنهم سبب توسع هذا الدين وانتشاره لابل وبقائه إذ بقو لقرون عديدة مطايا لقادته وسلاطينه ، ومن يعمل بيدة ألله يزيدة وتكفينا مرارة الواقع دليلا ، سلام ؟

    1. السيد س . السندي
      الذين يستخدمون الدين في العمل السياسي ، فاشلون وعدوانيون ، فاشلون لأنهم يعانون من فراغ فكري ، وعدوانيون لأنهم استخدموا الدين ، بل كل من يستخدم الدين في السياسة هو عدواني بلا استثناء .

  2. يا استاذ الكريم لا تلوم الدين و الدين هي مجرد عقيدة ولا اكثر و لكن يجب الكورد يلومو أنفسهم و لن يغير الله بي قومت حتى يغيروا ما بأنفسهم و هذا هم الكورد و لماذا الكورد لا يستخدمون الدين لمصالحهم و لي كوردستان و لماذا الكورد لا يتوحدو و لماذا الكورد لا يحاربو المحتلين في عمق ديارهم و الوقت وقت القوة و الشعوب يتحرر بالقوة

    1. السيد Marvin
      نعم صديقي ، اتفق معك ، ليس العيب بذات الدين ، وهذا ما أكدناه مراراً ، ولكن العيب بأستخدام الدين ، تحياتي

Comments are closed.