للإجرام والنفاق إسمٌ واحد هو “اردوغان” – بيار روباري

 

نعم، إذا كان  للإجرام  والنفاق إسمٌ واحد فهو بالتأكيد “اردوغان”. هذا القاتل والفاجر تبجح قبل يومين وقال: “ما تقوم به إسرائيل في غزة مجزرة وليست حربآ، وأضاف في حديثه: يتعين على إسرائيل أن تدرك أنها إذا تصرفت كمنظمة وليست كدولة، سوف يتم التعامل معها بنفس الطريقة. وتابع كلامه قائلآ: أي حرب تعتمد على قطع الماء والكهرباء والطرق وتدمير البنية التحتية ودور العبادة والمدارس تسمى مجازر”.

أنا موافق على هذا الكلام والوصف مئة بالمئة، ولكن السؤال ألا يجب تطبيق هذا المقياس والمعيار على جميع الدول والأنظمة؟؟ أما أنا الأمر يطبق فقط على إسرائيل كدولة؟؟ وماذا عن إجرام اردوغان نفسه وقصف طيرانه على غرب كوردستان وجنوبها وشمالها؟؟

تعالوا معي لنطبق ما قاله هذا القاتل على أفعال طيرانه ودباباته ومدفعيته في غرب كوردستان ونقارنها مع ما قامت به إسرائيل من قتل ودمار في غزة، مع الفرق إن الكورد في غرب كوردستان، لم يطلقوا طلقة واحدة ضد تركيا، وتفاضوا معهم للوصول إلى تفاهم مشترك في بداية الأحداث في سوريا، لكن الجانب التركي طلب إستسلام من الجانب الكوردي، بمعنى طلبوا منه التخلي عن حقوقهم القومية ومطلب الفيدرالية، وهذا ما رفضه الجانب الكوردي أثناء المباحثات مع وزارة الخارجية التركية بأنقرة. ومثل الجانب الكوردي في تلك المباحثات “صالح مسلم” رئيس حزب (ب ي د) وإخوة أخرين. ومنذ تلك اللحظة، تركيا أعلنت الحرب على الشعب الكوردي في غرب كوردستان تحت كذبة “وجود حزب العمال ومحاربة الإرهاب”.

ما هو الإرهاب الذي إرتكبته القوات الكوردية أو قسد؟ وهل قام الكورد في غرب كوردستان بعملية

عسكرية واحدة ضد تركيا؟ الجواب لا، وكل من يدعي غير ذلك فهو كذاب إبن كذاب، وبدليل عدم تقديم الطرف التركي ممتسك واحد. ثانيآ، هل تصدقون أن التحالف الدولي وروسيا لا يعلمون بتحركات قوات قسد؟؟

بينما في المقابل، نفذت حركة حماس الفلسطينية الإخوانية، ألاف العمليات العسكرية بما فيها الإنتحارية ضد الدولة الإسرائيلية والمواطنين المدنيين وخطفت الجنود، وفي العملية الأخيرة لحماس يوم السبت الماضي المصادف لي (7-10-2023)، حدث ولا حرج. الأفلام والصور التي صورها مقاتلي حركة حماس ومن ثم نشروها على صفحات الإنترنيت تتحدث عن نفسها بنفسها، وليست بحاجة لشرحي أنا.

ومع ذلك لم يعتبرها  الإخواني اردوغان ذلك إرهابآ، ويدعم حماس بالمال والسلاح والمعلومات.

ثم هل تظنون الكورد في غرب كوردستان ينقصهم بشر وبحاجة إلى مئات الأشخاص من حزب العمال؟ الكورد في غرب كوردستان تعددهم يفوق (8) ملايين، ولديهم خبرة عسكرية وسياسية وتنظيمية، وهم الذي علموا كوادر حزب العمال الكوردستاني وليس العكس. ولهذا كل هذا الكلام مجرد أكاذيب وحجج يسوقها النظام التركي القذر، ليبرر إجرامه وإحتلاله لأجزاء كبيرة من أراضي غرب كوردستان (أفرين، أزاز، الباب، منغ، گرگاميش، دارزه، سريه كانية، گريه سپي)، بهدف فصل غرب الفرات عن شرقه لمنع قيام كيان كوردي فيدرالي، يمتد حدوده على كامل الحدودة المشتركة (السورية – التركية)، وذلك لأربعة أسباب رئيسية هي:

1- نشوء كيان كوردي في غرب كوردستان، يخرج القضية الكوردية من شرنق المحلية إلى المحافل الدولية.

2- يفصل تركيا عن الدول العربية المشرقية.

3- يشكل عمقآ إسترايجيآ لإقليم جنوب كوردستان، ويحرره من قبضة تركيا سياسيآ وإقتصاديآ وأمنيآ، بمعنى أخر لن يعود بحاجة للتصدير والإستيراد عبر تركيا بما فيه النفط والغاز.

4- سيكون له تأثير كبير للغاية على القضية الكوردية في شمال كوردستان، بسبب الحدود المشتركة

الطويلة، والروابط العائلية بين الكورد على طرفي الحدود، والتجانس بين الكورد في غرب كوردستان وشمالها.

5- الخوف من وصول الشعب الكوردي في غرب كوردستان لشواطئ البحر المتوسط القريبة جدآ، وهذا يشكل رعب حقيقي ليس فقط للأتراك، وإنما للفرس والعربان في سوريا والعراق معآ، ويعلمون حق العلم، إن صول الشعب الكوردي لشواطئ المتوسط، يعني تحرره الكامل من الخناق الذي تفرضه عليه الدول المحتلة لكوردستان.

ولذلك أول ما إحتلته تركيا كان مدينتي گرگاميش (جرابلس) والباب الكورديتين تحديدآ، لفصل منطقة غرب الفرات عن منطقة شرق الفرات لإضعاف الكورد، ومن ثم إحتلت كما هو معلوم منطقة “أفرين” لمنع الشعب الكوردي من الوصول للبحر المتوسط.

هل ستنجح تركيا في منع قيام كياني كوردي فيدرالي في غرب كوردستان؟؟ الجواب قطعآ لا. يمكن لها أن تأخره، من خلال وضع العراقيل أمام الكورد لا أكثر. وفي النهاية سترضخ للواقع، وتنشغل بالقضية الكوردية في داخلها أي في شمال كوردستان.

 

عودة لكلام  اردوغان: “أي حرب تعتمد على قطع الماء والكهرباء والطرق وتدمير البنية التحتية ودور العبادة والمدارس تسمى مجازر”. وسوف أطرح نفس هذه الأسئلة على هذا الوغد وأنطبق عليه ذات المعايير أي على القصف الجوي التركي على غرب كوردستان ونبين مدى كذب هذا الفاجر ونفاقه الذي ليس لا حدود له.

 

  • هل قصف الطيران التركي البنية التحية في غرب كوردستان؟؟

الجواب نعم. ولم تترك تركيا شيئآ من البنية التحية في شرق الفرات إلا وقصفته ودمرته، وهناك ألالف الصور والفيديوهات التي تشهد بذلك، وسأضع رابط فيديو واحدآ منهم وهو يعود لصحفية غربية كانت موجودة في غرب كوردستان، وصورت بنفسها أشياء كثيرة وتتحدث في الفيديو عن مدى الإجرام الذي إرتكبه الطيران التركي. وهذا القصف شمل كامل منطقة شرق الفرات أي بعمق (70) كيلومتر وليس عشرة كيلومتر.

أضف إلى ذلك ما أقر به المسؤولين الأتراك أنفسهم بدءً من العاهرة اردوغان وإنتهاء بوزير الخارجية فيدان حقان هذا الكلب الكوردي، والحجة تجفيف منابع دعم حزب العمال!!!

 

  • هل قصفت تركيا محطات الكهرباء، محطات الماء، الطرقات والمشافي في غرب كوردستان؟؟

الجواب نعم. القصف التركي الأخير بعد عملية أنقرة، إستهدف بشكل أساسي البنية التحتية النفطية، بما في ذلك حقول النفط ومصافي التكرير، هذا الإضافة إلى محطات الطاقة، مستودعات الغذاء، ومحطات الماء، لا بل قطعت المياه عن كامل مدينة “الهسكه” لأشهر عديدة وفي ذروة فصل الصيف، ودمرت المقرات الإدارية والمالية والشرطية للإدارة الذاتية.

 

  • هل القصف التركي إستهدف المدنيين الكورد في غرب كوردستان؟؟

الجواب نعم. لقد إستهدف الطيران التركي المدنيين بشكل متعمد إلى جانب إستهداف مقرات الشرطة وسيارات الإسعاف، وفي مقر واحد للشرطة الأسايش بالكوردي، (29) عنصرآ من عناصرها الذين لا ذنب لهم سوى أنهم من الكورد وعاملين في الإدارة من القوميات الأخرى. وصور هؤلاء الشهداء إضافة لإسمائهم مرفقة مع هذا المقال لكي تتطلعوا عليها، ومع ذلك لم نسمع صوتآ واحدآ يدين هذا الإجرام التركي لا من الأمريكان الموجودين في شرق الفرات، ولا الغربيين كمجموعة أوروبية ولا بريطانيا ولا روسيا ولا الدول العربية ولا الإسلامية!!!

قيادة الجيش التركي نفسه أعلنت عن تدمير (194) هدفاً تابعاً لمن يوصفونهم بالإرهابيين. وصرح وزير الدفاع التركي الحقير “يشار غولر”، أنهم قتلوا أكثر من (150) مواطن كوردي وبحسب تسميتهم إرهابي في عمليات جوية ضد أهداف في شرق الفرات وجنوب كوردستان.

  • هل قصفت تركيا المدارس ودور العبادة والمشافي في غرب كوردستان؟؟

الجواب نعم. بحجة وجود أسلحة فيها وإختباء كوادر قوات قسد داخلها وإستخدامها كمقرات عسكرية وأمنية!!وهذا كذب ومجرد تغطية لإجرامهم، ولم يقدموا دليلآ واحدآ على ذلك. المهم لديهم هو تحويل حياة الشعب الكوردي في غرب كوردستان، إلى جحيم حقيقي ودفعه للهجرة، من خلال القتل، التخويف، التجويع، التعطيش، التجهيل، الحرمان من الدواء والراحة نهائيآ. كم عنصرآ قتلوا هؤلاء المجرمين من الكوادر الطبية وأطفال المدارس والمسعفيين؟ بالمئات.

 

  • هل قصفت تركيا الطرق وهجرت الكورد من ديارهم في غرب كوردستان؟؟

الجواب نعم. لقد قصف الطيران التركي الطرق والجسور والمناطق السكنية في المدن الكوردية المختلفة إضافة في غرب كوردستان والقرى والبلدات الكوردية، وهجرت ملايين الكورد من ديارهم وبيوتهم بدءً بأفرين وإنتهاء بالهسكه.

 

وأتوجه بنفس المعيار والمقيار إلى زعيم الإرهابيين اردوغان وكل من يدور في فلك الدولة الإرهابية، بالسؤال التالي:

بماذا يمكن تسمية أعمالكم الإجرامية والبربرية القذرة بحق الشعب الكوردي في غرب كوردستان بغير المجزرة والإبادة؟؟

 

عليك أيها المجرم أن تخجل من وجهك ومن أعمالك الإرهابية، عندما تتحدث عن دولة إسرائيل التي تعرضت إلى هجوم مسلح راح ضحيته ألاف البشر من المدنيين والعسكريين، هذا عدا عن ألاف الجرى والمفقودين.

كم تركي قتلنا نحن كورد روزأفا؟ وكم هجوم قمنا به ضد تركيا؟ كم صاروخ أطلقنا على تركيا؟ كم مواطنآ تركيآ أو جنودآ خطفنا؟ الجواب صفر.

 

وختامآ، مَن منا هو الإرهابي، ويمارس القتل والذبح والتهجير والغزو والإحتلال والكذب والتدليس والإحتيال؟؟ هل نحن الشعب الكوردي، الذي يناضل من أجل وحريته وإستقلاله، أم الدولة التركية المحتلة لكوردستان منذ مئات السنين وتفتفك بالشعب الكوردي وتنكر وجوده؟؟ أعتقد لا بل

أجزم أنك تعرف الحقيقة وتتنكر لها.

 

14 – 10 – 2023

++++++++++++++++++

رابط الفيديو على شبكة تيك توك:

@kurdem60

#دويتو مع @ابن عفرين اخبار عفرين58 #🇱🇹

♬ الصوت الأصلي – ابن عفرين اخبار عفرين58

 

 

الرحمة والسكينة على أرواح جميع كوردستان

 

 

 

 

****************

One Comment on “للإجرام والنفاق إسمٌ واحد هو “اردوغان” – بيار روباري”

Comments are closed.