سلسلة تأريخ بادينان العمادية – للـدكتور مسـعود مصطفى الكتانــــي- (الجزء الأول) – خديجة مسعود كتاني

 

الإدارة الاقتصاد

التجارة والضرائب

الحرف والعادات الشعبية في إمارة بادينان العمادية

للـدكتور مسـعود مصطفى الكتانــــي

(الجزء الأول)

يقول الكتاني في كتابه المذكورأعلاه، المجلد الثالث من (سلسلة تأريخ بادينان العمادية) النص:

ونحن بصدد جني ثمار جهودنا المضنية خلال أكثر من نصف قرن، وسهر مئات الليالي، من أجل ظهور كتابنا ضمن (سلسلة تأريخ إمارة بادينان العمادية)، الجزء الأول ( مدرسة قوبا – قوبهان)، الجزء الثاني (المساجد والمدارس العلماء والخطوطات)، الجزء الثالث (الإدارة والاقتصاد، التجارة والضرائب، الحرف والعادات الشعبية في إمارة بادينان العمادية) الجزء الرابع (حەمکێ توڤی = حمك في بادينان) لفتح ستار الظلام عن أرشيفنا المخطوط ويرى النور٠ مبينا حقبة من عهود إمارة بادينان كهوية شاخصة للأجيال المتتابعة من القراء٠ وليبقى صامدا ناصعا أمام رزايا الدهر، مليئا بالمفاجآت كجانب من ثروة وطنية للكورد وكوردستان أمام الشعوب٠ شعبنا الذي لايقل كفاءة، عمقا وأصالة في الإدارة ، الحكم والإنتاج الفكري وهو الذي بنى إمارات متعددة وشكل مملكة (الاورارتو) المستقلة وشبه المستقلة ومنه انبثقت شخصيات خالدة ممن برزوا كالطود في أجهزة دول مختلفة وعهود مختلفة على مستوى شرق الأوسط، أثبتت كفاءة وجدارة وتلألأ نجمهم في عمق سماء التأريخ السابق، الحاضر والمستقبل٠رغم بعض الجوانب السلبية التي رافقت حكم الكثير من الامراء، لكن لايخفى علينا كفاءة الكثيرين في المجال السياسي وحل المشاكل القائمة بصبر وحكمة تلافيا لردود الفعل لدى الشعب الذي كان الممول الوحيد لخزينة الاماراة عن طريق الضرائب المفروضة، التي أرهقت كاهله عبر تلك العصور٠

تطرقنا سابقا الى بعض الجوانب المهمة كالنقود والتجارة والشخصية الغنائية الفولكلورية (حمك في بادينان) و(مدرسة قوبهان) مسبقا٠ نود التطرق الى جوانب أخرى بشيء من التفصيل عن الحياة في منطقة بهدينان سابقا :

بعض الألعاب الشعبية الفولكلورية

هذه الألعاب الشعبية كانت تمارس من قبل الأطفال والكبار نساءا ورجال٠

العاب خاصة بالشباب بشکل عام

( بڕانێ، سویرکانێ،  چوینگانێ،  مەڵا هاتمە کەرێ تە،  تەپکانا شاری،  تەپکانا فەقا  مریشکا ترش،  دارک و پلیتکانێ،   دارک و بایکانێ،  مالک و میرانێ،  گوندانێ،  دامانێ

تویسانێ،  تویسانا سویارا،  عنزەلانێ،  کەرقەبێ،  عنزەلا کولافکی،  کێلە بەرانێ پارسەنگانێ،  تللە پیروزانێ،  بێلبێلاپێ،  شەپشەپکێت عاشویرا،  کلە کارێ وغارێ،  تەپکانا داری،  زێدەگاڤانێ،  خوهاڤێتن پێنگاڤەک،  وەریس کێشانێ،  بەردەفکانێ، پوخ لێ باپیرکانێ ما تکانێ ( تەبەلانێ)، ڕەزکێ ڕەمەزانێ، کەفیکانا پشتێ، قونقلوسکانێ، صابینا ڕەققێ گلیزانکانێ، قوچانێ، ئاڤ ڕەشینکانێ، چاڤ زڵکانێ، بنکەفشکانێ، ئیک لنگانێ(إشقلکێ)، خلیسکانێ(خشیلوکانێ)

کێلە بەرانا جلک ئێخستنێ،  سەری شال،  چەرمی فروشن،  مەتەلوکانێ،  گوستیرانێ  شەباشێت داوەتا،  حیل حیل دئاڤێدا،  سگیڤو کانا بگەڤرێ،  گوڵمچکانا بەفرێ،  پەزکا بنف بنف،  گایی ڤەد کوژن،  هەچێ لسیتافکا من ئامەحێ،  کابانێ،  فلاموشانێ، بازەبەرانێ

مەتەلوکانێ، فلاموش كێتکێ خوش من ژتە بر٠

 

للأطفال الصغار

(لێ لێ  لێ لێ شەمبی،  ئەلەڤەن دولەڤەن،  ئەلحایێ ئەلحایێ،  ئککێ وککێ دوننازا، الله حەیی، ني ني، کەوێ لال، لێ لێ دولابێ)

 

للبنات

ئاخەپولکانێ،  خانیکانێ،  قودکانێ،  بویکا بارانێ،  موریکانێ،  دارک و پلیتکانێ

مال مالانێ،  تیسانێ، کەتیکانێ، میری گوتی جوهنی بقوتن، سویرکانێ، مالک و میرانێ گوستیرانێ، پێنجوکانێ، شەبەطيط، یاریا طاىى، دەولەتانێ، خیسکانێ، کەنجانێ، چینگانێ

لبلنداهيێ قورتالبە، شلیتکانێ (حەبلانێ)،  مەتەلوکانێ، فلاموش کێتکێ خوش من ژتەبر

العادات الفولكلورية التراثية  (النزهات الربيعية)

كان أهل عمادية ومدن بادینان الأخرى، نساءا ورجالا يتجهون الى جبل متين عن طريق(بەرێ سویلێ) سفح جبلی منحدر، یؤدي الى قمة جبل ضمن سلسلة جبال متين، مشيا على الاقدام، ذلك يوم الجمعة منذ الصباح الباكر قبل شروق الشمس مع إصطحاب كافة اللوازم، لزيارة منطقة طبيعية خضراء غناءة ثرية بعيون المياه الجوفية الصافية الباردة، تصطحب هذه السفرات الدبكات الفولكلورية والاغاني الشجية والاحاديث المختلفة وأهم المهارات، قطف وجمع المخضر الطبيعي الصحي كون الاهالي على خبرة ودراية طويلة الامد مع هذه النباتات الخاصة بالمناطق الجبلية مثل (الكراث، لسان الثور، ريڤاس، الشيركيتك) والفطرالأبيض الكبير الحجم الذي يعيش على السيقان الميتة لبعض النباتات والشجيرات طعمه طعم الكمأ، مع تزيين كفافي رؤوسهم وأحزمتهم بالازهار البرية الطبيعية، كالزنابق البرية، والتولب

(ڕەبەنوک) Tulipa وعنب الثعلب (تریێ رویڤی) Fritillaria  sp.  واكليل الملك = گول شلێر Fritillaria imperialisونباتات عطرية مشهورة مثل ( بێویژان، گولی مشک ) وغيرها

ويتم الرجوع عادة مساءا عن طريق (گەليێ پڕسیدا) و( گەلیێ کانی سنجێ) أي (مضيق عين سنجي وبرسيدا ) بعد تجوال طويل في تلك المنطقة الخضراء الغنية بالغطاء النباتي والطقس الجميل٠ منطقة (بەرێ سویلێ) منطقة منحدرة تنعطف لتشكل مضيق يؤدي الى سلسلة جبل متين والى (جبل بشێش الاشم) المنتصب فوق (مضيق سولاڤ) الشهيرة وعيون المياه المعروفة مثل (خلافا) و(كانيا کێری) والبعض يتجهون الى الديار القديمة الصيفية لاجدادهم في (مەگلانا و چواربیا) تحت صخور (چارچەل) فی منطقة (ناڤ دەشتێ) ويرجعون مساءا من (گەلیێ مزویرکا) مضيق سولاف٠ليصلوا قلعة عمادية بداية المساء٠ ومن السفرات الخاصة بالرجال لتلك المنطقة، سفرات مع المبيت لممارسة صيد الماعز الجبلي ولاتخلو المناطق الأخرى لمنطقة بهدينان مثل دهوك، عقرة، زاخو، الشيخان والزيبار من نفس السفرات مثل التوجه الى زاخو لابراهيم الخليل والجسر الحجري …وغيرها

 

إنتقال أهل عمادية صيفا الى ( چیایێ سەرێ ئامێدیێ) وهي منطقة مسطحة خلف سلسلة جبال متين

حيث الهواء العليل والطقس المعتدل بعكس طقس قلعة عمادية الحار صيفا وكثرة (البق) والحشرات الأخرى التي تعكر صفوة سكنة أهلها٠ لكن لكل عائلة في العمادية بستانها الخاص في وادي سولاف ووادي (الروبار) وبساتين (حسن مزوركا) و(خالد مزوركا) وورثتهم (حجي أحمد عبزيد گولی وحجي عبد الله زيد گلی) وبیت (ملا قسري مزوركي) في (روبار ژێر) أي الجزء الجنوبي من وادي الروبار الى حقول (محمد أمين) و (حسن حليمة نبي الى جسر (عيسى دلا) الى (إبراهيم زلا) وهڤندکا، بعض أهالي سكنة عمادية يصنعون العرائش في (چواربیا ومەگلانا) في المنطقة المسطحة خلف سلسلة متين المذكورة آنفا ومنحدراتها الى منطقة ( ناڤ دەشت) هذه البساتين ورثة أبا عن جد أو البعض إشتراه لاحقا٠ تختلف بساتين (وادي الروبار) من حيث المساحة وفي هذه البساتين وبساتين مضيق سولاف (مزویرکا) واديان يجري ماؤهما ويتصلان ببعض في وادی (شەقلفات) المذكورة سابقا في موضوع مدرسة (قوبهان) والتي تبتعد حوالي ٧٥م شرقا عن مدرسة (قوبهان) حيث طاحونة مزدوجة (ئاشێ بجوتک) التي تم ذكرها سابقا إضافة الى عين خاتون ( كانيا خاتوینێ) و عين سولاف الرئيسي وتسمى (سەروکانی) والكثير من العيون الأخرى أثرت الوادي بمياه وفيرة ونظيفة في نفس الوقت٠(والجسور الحجرية مثل جسر ( عيسى دلا) ، (عيسێ دەلا) الحجري وهذه الاماكن والأراضي والمراعي جميعها تعود لاهل عمادية لذا يمكثون هناك شهرين أو أكثر ومعضم العيون تنبع من منحدر قلعة عمادية، (المسمى طبا ، طەپا) الا عين خاتون الرئيسية (كانيا خاتوینێ) تنبع من جبل تحت (تەحتێ) السلسلة الصغرى الجنوبية لجبل متين٠ وكانت هذه

عادة تتبع صيفا إستقرار سكنة عمادية في البساتين والمناطق المذكور مصطحبين الامتعة الضرورية للمكوث فترة شهرين أو أكثر٠ أما بيوت الامراء كانت عادة تنتقل الى منطقة (چاربیا ومەگلانا) فی جبل (سەرێ ئامێدیێ) منطقة (راس جبل عمادية) مقابل منطقة برواري و(جبال كوردستان آسيا الصغرى الثلجية) وبيوت الامراء في تلك المنطقة العالية الرائعة المناخ عادة مبنية من من الحجر والنورة فضلا عن العرائش (الكبرات) من أغصان البلوط (چولي) وكانت إحدى العيون الطبيعية تسمى (كانيكا محمد طياري = عين محمد طيار إبن إسماعيل باشا الأول ) وكانت للعوائل المعروفة في العمادية قطعة أرض تسمى (وار = مكان أو بيئة) تبنى عليها عرائش او كپڕات كبيرة الحجم يحيطها سياج عالي من أغصان البلوط محكم ومنتظم بشكل فني دقيق سميت (كپر و طان) ولقد تغنى بها (حمك = حەمک) فی أغنيته (مەگلانا خوش مەگلانا) ومن هذه البيوت المعروفة (بيت ملا يحي المزوري وأحفاده مصطفى أفندي ومحمد صالح) وبيت (الحاج شعبان) و ( والحاج محمود الكتاني وعبد العزيز الكتاني) و(بيت المفتي) وغيرهم ٠هذه المنطقة كانت محدودة ضيقة لاتسع للكل لذا انتشرت البيوت الأخرى على المنحدر من منطقة (مەگلانا وچاربیا) الی منطقة (ناڤ دەشت سەرێ ئامێدیێ) أي من (مكلانا وجاربيا) الى المنطقة السهلية الاوسع مساحة (ناف دشت = ناڤ دەشت) ويجري عادة التزاور في الليل وتبادل أطراف الحديث ومناقشة الامور المختلفة ٠ أو زيارة ديوان الامير أو بيوت الشخصيات المعروفة في العمادية ٠

في الصباح يجتمع الرجال ويتقدم أحد المسنين للتوجه الى العمادية وذلك عن طريق رأس جبل عمادية صعودا في بداية الطريق ومن ثم نزولا الى سولاڤ عن طريق (مضيق سولاف =  گەلیێ مزویرکا ) ویستمر النزول حيث الانحدارعبر الجسر الحجري ذو الطاق الواحد الجميل في وادي (طمباف = تەمباڤ) محل سقوط شلال سولاف وتسمى (بالقنطرة الحجرية الجميلة) في سولاف أما الجهة الشرقية على حافة الساقية الكبيرة المسمى (جووا جونەیری = ساقية جونير) مقابل الشلال الطويل الأبيض في الجانب الغربي من سولاف طوله يبلغ ٤٠-٥٠م لقاع الوادي٠ الطريق يستمر لينعطف نحو الشرق الى منطقة بساتين بيت (العنايتي من قدماء بيوت عمادية = مالا عنیەتا) بعض الرجال يبقون في بساتينهم سواء كانت في سولاف او الروبار للعمل فيها أو يصعدون الى قلعة العمادية حيث الاعمال والمصالح عن طريق منحدر بساتين الروبار بهذا الاتجاه يمكنهم الصعود للقلعة بطرق مختلفة من منحدر (الطبا) ويستمر مسار الرجال بإتجاه شمال البساتين المسمى (بن تحتێ) و ( پشتا رەزا = خلف الحقول) ثم الى منحدر صغير أزرق اللون يسمى (کەندال شینک = المنحدر الأزرق) التسمية جاءت من المنحدر الذي إكتسب اللون المائل للازرق نتيجة التعرية وتعرضه للغسل وفقدانه للمعادن ومركبات الحديد من التربة ٠ ثم يصادف الطريق زقاق طويل مرصوف بالحجارة يسمى (كولانا قوچا) بإنتهاءه يبدأ الانحدار والصعود الى قلعة عمادية بعد الاستراحة وشرب الماء من (عين تحت الطبا = كانيكا بن طەپایێ ) العذبة ومنها الى (باب زيبار – باب الباشا) ٠ أما الذين ينزلون من رأس الجبل الى مضيق سولاف يأخذون استراحة قصيرة على (رأس العين = سەروکانیێ ) وقد يبقى البعض في بساتينهم ممن يتلك بساتين في (مزوركا = سولاف) ، يتجمع الرجال عصرا في العمادية ويرجعون من حيث جاءوا ويلتحق بهم أصحاب البساتين من وادي الروبار وسولاف  بعد استراحة قصيرة وتبادل الحديث على الساقية الكبيرة لمضيق سولاف التي تسقي الجهة الغربية من بساتين وادي الروبار تحت شجرة الجوز العملاقة المسماة (گویزا دیوانێ = شجرة جوزالمجلس) التي تقع في بستان (حسن أفندي شيركەرا) ثم يبدأ الصعود الى (سر عمادية = سەرێ ئامێدیێ) والى مەگلانا و چاربیێ و ناڤ دەشتێ) ویحين المغيب بوصولهم للمكان المذكور٠ تبلغ المسافة المقطوعة يوميا سبعة كيلومترات ذهابا وسبعة كيلومترات إيابا أي صعودا ونزولا٠ وذلك لمدة شهرين أو أكثر٠ في شهر آب بداية البرد تنتقل أهالي البيوت الى عمادية ثانية والبعض يمكثون لمدة شهر تقريبا في العرائش المسيجة بأغصان البلوط بشكل مؤقت في بساتينهم لحين الانتهاء من جني الفواكه كالجوز والرمان العنب والخضراوات ٠سواء في الروبار أو سولاف أو الناطق المذكورة من تواجد البساتين٠ ثم يرجعون الى القلعة تحسبا لقدوم الشتاء والاستعداد لذلك وتبدأ المناسبات كمراسيم الزواج قبل حلول الشتاء٠

أما الأمير فكان يذهب الى السراي (القصر) في العمادية على فرسه مع الخدم والحراس يوميا

ولكن لم يكن مقررا أن أن يصاحب الأهالي موكب الأمير يوميا الى القلعة والرجوع الى رأس جبل عمادية٠ كان جدي (الحاج مصطفى سعيد الحاج محمود الكتاني) يتذكر أيام الصبا في تلك العهود بين الأعوام ١٩٠٧-١٩٠٨ كانت البيوت تنقل مرتين الى (رأس جبل عمادية ) ثم عدل عن تلك العادة وأقتصرعلى إنتقال الناس الى بساتينهم الشخصية سواء في الروبار أو سولاف أما بيت الامير فكان جزء في (كاني سنجئێ = عين سنجي) والجزءالاخر في (مەگلانا) صيفا٠ وكانت تتخللها فترات سكون وعدم التنقل حتى في الصيف بسبب القلاقل المعارك والحصار ولقد حسب المؤلف فترة إنتهاء هذا التقليد بالسنين :

كان عمر جدي أي أبو والدي (مصطفى سعيد الحاج محمود الكتاني) ٤-٥ سنوات حيث كان يحمله أحد اليهود من الحمالين لقاء أجرة كالعوائل الأخرى الكثيرة فمهنة نقل الامتعة أو الأولاد الصغار كان يمارسها اليهود٠ ولقد توفي أبو الوالد بعمر (٨٦) في ١٩٨٩ فيكون العدول عن هذا التقليد في ١٩٠٨ أي قبل حوالي  (١٠٤- ١٠٥) سنة ٠

 

وفي نهاية (مضيق سولاف المنحدر = گەلیێ مزویرکا ) يتخذ الطريق طابع الارتفاع أي الصعود لمسافة قصيرة حيث الصخرة العالية المنفردة التي تشبه المئذنة لذا سميت …

(صخرة بلال الدين – بەرێ بیلالدین) موضع استراحة الركب (الرجال) صباحا وعصرا

ويثبت ذلك أن طلاب العلم، العلماء والفقهاء من مدارس عمادية السبعة كانوا يذهبون الى رأس جبل عمادية (سەرێ ئامێدیێ، وناڤ دەشت، مەگلانا وچواربیا = ناف دشت، مكلانا، جاربيا) كما هو مذكور في الكتاب (قبهان) ما عدا اليهود والنصارى فبعضهم كانوا يبقون في عمادية وبعض من اليهود كانوا ينزلون الى وادي الروبار في بساتينهم غرب القلعة المسماة

(تەپکا جوهیا = کرة اليهود) ٠

حديث الرجال

كان الرجال يجتمعون في بيت أحد أهالي عمادية وخاصة ليلا، يدورالحديث حول حوادث النهار، الأحوال المعيشية، السوق التجارة، الزراعة، الحيوانات، الصيد، المهن، الممارسات المألوفة، كالالعاب الشعبية، الأعياد استعداداتها لوازمها، الحاصلات، الاستبداد، حوادث الخطف القتل، أخبار الزواج، جوانب الحكم، تأمين الرزق، الوقود (الحطب للشتاء)، علف الحيوانات المدجنة في البيت كالابقار الخيول، الطقس من سواقط، الاعمال العامة مثل السواقي الجوانب الدينية، مساعدة الناس لبعضهم في الاعمال الصعبة٠ الامراض والأمور الصحية، الأسلحة، البناء… وغيرها

حدیث النساء

اللاتي يحبون التزاور فيما بينهم، تدور أحاديثهم حول الاقمشة، أنواع الملابس وموديلاتها والعباءات التي كانت من الملابس الملزمة لذلك العصر٠ (والهزار) هو عبارة عن قطعة قماش متميزة رقيقة أو أكثر ثخنا لفترة البرد توضع على الرأس ٠ وتدور الاحاديث حول الحلي وأنواع المخشلات الذهبية، الفضية، الزواج الولادات، الصحة وتبادل الألعاب الشعبية من نكات والحزورات، وأمور خاصة، الحوادث اليومية وأخبار المنطقة، تتخللها فترات الاكل من كرزات

التهيؤ لرمضان إن كان قريبا، والاعياد، الصلاة والأمور الدينية، القصص، الوقائع والحوادث

الملاحم الشعبية التي تصطحبها الأغاني التراثية … وغيرها٠

الموروث الثقافي نفحات الماضي … تنعش ذاكرة الحاضر

لا يشمل الموروث الثقافي الغيرالمادي ماينقل شفاهيا فقط، وإنما يعبر عنه حركيا أيضا وهو متعدد الجوانب كاللغات، العادات، التقاليد، الطقوس، المعتقدات، الممارسات والأنشطة الشعبية كالسفرات، الاعمال والمناسبات الجماعيه، الأعياد، الشعبية، والدينية، المهن، الحرف، الألعاب

الاحاجي، الالغاز، الامثال، الحكايات الشعبية، الاشعار المنقولة شفاهيا، الغناء والموسيقى،فنون الاستعراض الرقصات والدبكات٠هذه النشاطات تختلف من حيث البيئة، منها البيئة الريفية البدوية، الجبلية، المدينة٠

وللالعاب حيز كبير في ذاكرة الشعوب التي إختزنتها على مدى الأجيال خصوصا ألعاب الأطفال والشباب بصورة عامة، نظرا لكثرتها وتنوعها، مع أن الكثير منها إختفت بفعل تقدم الزمن والثورة المعلوماتية (الانترنيت، والأجهزة اللوحية) الا أن روح تلك الألعاب مازالت تحوم بين ثنايا الأطفال والتي تفوح منها عطر البيئة البسيطة وروح العفوية التي تركن في الازقة القديمة من بيئة الماضي، والتي تسودها روح المنافسة فنراهم منهمكين بالالعاب بكل طاقة وحيوية٠ تتنوع هذه الألعاب التقليدية بتنوع البلدان والجغرافيا وطبيعة البيئة، مهن سكانها

مواعيد طبيعة الاعمال ونشاطاتهم، القيم والعادات الاجتماعية السائدة٠ رغم الخصوصية التي تتميز بها هذه الألعاب في البيئة التي نشأت فيها الا إنها تشترك في سلاستها قدرتها على تقوية أواصر الصداقة، والروابط الاجتماعية وبث أجواء الفرح المنافسة والحماس في بيئة جميلة تكمن فيها البساطة والقناعة٠

لذا يحتفي العالم أجمع في (الثامن عشر من … أبريل) بالموروث الحضاري والتراث الإنساني

الذي يرسخ مشهد الماضي بتجاربه ونشاطه الانساني في نفوس الجيل الجديد باستحضار صور المواقف القديمة، منذ أن أصدرت الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة اليونسكو في باريس عام ١٩٧٢(تحتفل دول العالم قاطبة بعودتها الى الأصول المتجذرة بعمق تأريخها لتثبت الحياة من جديد في موروثها الثقافي محملا ما خلفه الأجداد لالتقاء الماضي بالحاضر ٠

 

 

2 Comments on “سلسلة تأريخ بادينان العمادية – للـدكتور مسـعود مصطفى الكتانــــي- (الجزء الأول) – خديجة مسعود كتاني”

  1. الفاضلة خديجة مسعود كتاني المحترمة
    تحية
    للاطلاع:
    “سلسلة تأريخ باديان العمادية “.
    سلسلة تأريخ بادينان، العمادية

    محمد توفيق علي

  2. تحياتي وتقديري الاخ القدير والملاحظ القوي … كل الشكر على الملاحظة القيمة هذه الاخطاء مؤسفة حقيقة
    ولكن سبحان من لايسهو ماذا نفعل ، اتمنى أن اسيطر أكثر على أخطائي ، لكم الصحة والموفقية ودمتم بخير

Comments are closed.