هل ستوحد كورونا البشرية وتنهي الحروب العبثية ؟ – شيرزاد زين العابدين

 

ما بعد كورونا لن يكون كما قبلها، لا بد من إلقاء نظرة إلى النظام العالمي  قبل كورونا

وصراع النفوذ والهيمنة على مقدرات العالم وخلق الحروب العبثية وإيجاد بؤر التوتر وتسعير

النعرات الطائفية والمذهبية والدينية والإتنية والصيد في المياه العكِرة وصرف الأموال الطائلة

في النزاعات العقيمة والتسابق في تصنيع الأسلحة الفتاكة وحتى المحرمة دولياً كان الأجدر

أن تستغل تلك الأموال والجهود والطاقات في خدمة البشرية وفي البحث العلمي في المجالات

المختلفة كالزراعة لإطعام الملايين الذين يتضورون من الجوع  وإنقاذ حياتهم وفي الطب حيث

توجد أمراض كثيرة لا علاج لها لحد الآن كالسرطانات ونقص جهاز المناعة وغيرها ، أو في

الإعمار أو التعليم وتأهيل وتدريب الناس في دول العالم الثالث والفقيرة أو النامية وغيرها بدلاً

من صرفها في الحروب والقتل وتشريد الملايين بدون وجه حق ٠

وعلى الرغم من قساوة مرض كورونا وخطورته فإنه نذير ومنبه للبشرية لمراجعة الذات والشعور

بالمواطنة وأن البشرية كلها مستهدفة فلا فرق بين غني وفقير أو اللون أو القوميات أو الأديان

أو بين الطبقات الإجتماعية أو مسالمٍ أو مجرم ٠

فلقد أحدث مرض كورونا جملة من التغيرات الكبيرة منها التأثير الإيجابي على البيئة وتقليل تلوث

الهواء والمياه بشكل ملحوظ ، وكذلك علاقة الحكام بالمحكومين وتوحيد الصفوف بين الكثير من

الأطراف المخالفة والمتصارعة وبدلا من سباق التسلح أصبح العالم في سباق حميم لإيجاد علاج

أو لُقاح لهذا المرض الفتاك والتعاون بين الدول والمؤسسات العلمية المختلفة تبشر بنتائج واعدة

قد تؤدي إلى قفزة نوعية بالتقدم في المجال الطبي لا مثيل له في السابق وبوادر إنسانية أُخرى

كإطلاق سراح الكثير من السجناء وإنكماش بؤر التوتر والحروب في مناطق عديدة من العالم

عسى ولعل يستيقظ الضمير الإنساني وإيجاد نظام عالمي جديد يكون فيه الإنسان مركز الإهتمام

وليس المصالح المادية والصراعات العبثية والتي إن بقت ستؤدي بالبشرية إلى الهلاك ٠