الذكرى الثالثة للتوقيت الاستفتاء الفاشل في كردستان وابطاله مازالوا يحكمون الإقليم- احمد موكرياني

يمر يوم 25 أيلول / سبتمبر 2017 الذكرى الثالثة للاستفتاء الفاشل بتوقيته الذي كان ابعد ما يكون عن الفهم والأدراك للوضع السياسي للعراق وللجغرافية السياسية للمنطقة والعالم، وبمعنى آخر كان التوقيت غباء بكل معنى الكلمة، حيث كانوا الجميع ضد التوقيت الاستفتاء ومنهم الأصوات الكردية الحرة، وقد نشرت مقالة في يوم 22 أيلول / سبتمبر 2017 كآخر نداء قبل الاستفتاء لتحذير القيادة الكردية من مخاطر توقيت الاستفتاء, ان هذه النكسة لم تكن الخطيئة الأولى للقيادة العشائرية لثورة الكرد في العراق، وانما تذكرني بنكسة ثورة الشعب الكردي في عام 1975 بعد اتفاقية الجزائر بين صدام حسين وشاه إيران، حيث أعلنت القيادة الثورة انتهاء الثورة “اّش بَتال°” دون اخذ رأي الشعب الكردي والبيشمركة.

وفي الحالتين كان القرار عشائريا ولم يستشر الشعب الكردي عند إقراره، حالنا حال أخذ القرارات ألاستراتيجية من قبل العائلات الحاكمة التي يتوارثون الحكم في الدول العربية، آخرها إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل من قبل العائلتين الحاكمتين في الأمارات والبحرين وهي قرارات فوقية لا صوت للشعب في إقرارها، أن سقوط الحزب البعث الذي حكم العراق لفترة 35 سنة كان بسبب احتكار القرارات الاستراتيجية بعائلة صدام حسين وخاصة سقوط بغداد في عام 2003 بتلك السهولة، لأن قيادة الدفاع عن العراق في عام 2003 كانت منوطة بأبناء واقرباء صدام حسين، فالوزير الدفاع سلطان هاشم كان يتلقى أوامره من قصي صدام حسين، وان الوضع الحالي المأساوي في سوريا هو نتيجة تفرد عائلة الأسد في الحكم، وان سقوط حسني مبارك كان بسبب محاولة إعداد ابنه جمال لتولي الحكم من بعده، فجمع جمال مبارك مجموعة من الرجال الأعمال الفاسدين حوله لدعمه في تولي الرئاسة بعد والده، والاسباب نفسها تسببت في سقوط معمر القذافي في ليبيا وعبد العزيز بوتفليقة في الجزائر، وان قرار الملك حسن الثاني في ضم الصحراء الى المغرب وصراعه المسلح مع الصحراوين مدعومين من الجزائر أدى الى عدم الاستقرار وهدر الأرواح والموارد المغربية والجزائرية منذ عام 1975، تعتبر العائلة الملكية المغربية من اغنى عشر العائلات الملكية الحاكمة في العالم وهي اغنى من العائلة المالكة في بريطانيا، والشعب المغربي يعاني الأمرين من البطالة والمستوى المعاشي المتدني، فبلغ عدد المهاجرين المغاربة 4.5 مليون نسمة يمثلون نسبة 13 بالمئة من السكان.

أن النتائج الإيجابية للاستفتاء كانت متوقعة، لأن الشعب الكردي مُستعمَرا من قبل اربعة دول عنصرية قومية مذهبية دكتاتورية، وحرية الشعب لا يمكن المزايدة بها من قبل السياسيين من اجل تسجيل حضور سياسي بين الشعب الكردي وهم غائبون عنه جريا وراء كسب الغنائم والمغانم والتسلط على المقدرات الشعب الكردي.

  • كتب جواهر لال نهرو في الصفحة 708 من كتابه لمحات من التاريخ العالم في عام 1934 – 1935 “Glimpses of World History”، “ ثار الكرد في عام 1929 مرة أخرى، ومرة أخرى تم سحقهم، في الوقت الحاضر على الأقل، ولكن كيف يمكن للمرء [كمال اتاتورك] أن يسحق الشعب الذي يصر على الحرية وعلى استعداد لدفع ثمنها؟”.
  • رفض نيلسن منديلا المناضل ضد العنصرية والرئيس السابق لجنوب افريقيا بعد تحريرها من النظام العنصري الأحادي “جائزة أتاتورك” في عام 1992 وقال: “لا يمكنني ان أقبل بهذه الجائزة، إني أفكر بالناس في تركيا وخاصة بالكرد”.
  • من الغرابة ان تندد تركيا المغولية بقرار الأمارات والبحرين بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وهي مغتصبة لأرض كردستان لأكثر من قرن من الزمان، ومنعت الكرد من التحدث باللغة الكردية لعقود طويلة، فكان الكردي الذي يتحدث باللغة الكرديةيعتبرا مجرما بجريمة جنائية حتى عام 1991، لقد قتلَ مصطفى اتاتورك والحكومات التركية المغولية المتعاقبة اكثر من مليون كردي وأحرقوا المئات القرى الكردية، فهذه الجرائم موثقة في الارشيف المنظمات الحقوق الأنسان العالمية.
  • لا يمكن لأحد ان ينكر على الشعب الكردي حقه ورغبته في الاستقلال، فهذا حق طبيعي للشعب الكردي بعدد سكانه يتجاوز 40 مليون نسمة ولا وجود له على الخارطة السياسية وليس له مقعد ولو كمراقب في الأمم المتحدة، بينما شعب توفالو اقل من 12 الف نسمة ومساحتها الجغرافية 26 كيلو متر مربع فقط، وهي تمثل نقطة على الخارطة السياسية في المحيط الهادي واصغر من مساحة وعدد سكان حلبجة، قضاء تابع لمحافظة السليمانية في كردستان العراق، معترف بهم كدولة مستقلة ولهم مقعد في الأمم المتحدة، وفلسطين المحتلة من قبل إسرائيل لها مقعد مراقب في الأمم المتحدة.
  • ان الشعب الكردي هم مُستعمَرون من قبل اربعة دول قومية عنصرية مذهبية دكتاتورية منذ قرن من الزمان نتيجة للانهيار الخلافة العثمانية المغولية وسيطرة الاستعمار البريطاني والفرنسي على المنطقة اللذان منحا ارض الأناضول “كردستان” الى الدولة التركية التي اُصطنعت من بقايا الترك المغول، فليس للترك المغول تأريخ على الأرض الأناضول كوطن تاريخي لهم، ان الترك المغول جاؤوا كغزاة من على بعد اكثر من 6000 كيلومتر من شمال غرب منغوليا واتخذوا من الدين الإسلامي شعار لغزواتهم من اجل الغنائم والسبايا، ومنحا أجزاء أخرى من كردستان الى العراق وسوريا، وهاتان الدولتان اصطنعتا باتفاقية سايكس بيكو لم تكونا موجودتين من قبل وسمحا لإيران باستعمار كردستان الشرقية انتقاما من الكردي صلاح الدين الأيوبي الذي هزم الصليبين (الأوربيين) وحرر القدس.
  • عند تَبني وأخذ قرارات مصيرية تتعلق بمصير الشعب لابد من اخذ رأي الشعب ولن يحصر القرار بتفويض عشائري او عائلي، فعندما أعلنت قيادة الثورة الكردية في 1975 انتهاء الثورة “اّش بَتال°” كانت القوة العسكرية لنظام البعث لا تملك ذخيرة عسكرية لمواصلة القتال، وقد اعترف صدام حسين بذلك، لذلك تنازل صدام حسين عن نصف الشط العرب لشاه إيران في الجزائر من اجل غلق الحدود الإيرانية مع كردستان، فلو كانت القيادة بارزاني تعي معنى الثورة والحقوق الشعب الكردي المغتصب وكانوا ثوار بالمعنى الصحيح للثورة وأمرهم كان شورى بينهم لاستمروا في الثورة ونالوا حقوق الكرد دون الاعتماد على القوى الخارجية او على مكرمة من حكومة بغداد.
  • أخطاء القيادة العشائرية والعائلية الكردية:
    1. ان حكومة البعث كانت ضعيفة في عام 1975 وغير مقبولة شعبيا ولا دوليا رغم تشكيلها للجبهة الوطنية التقدمية مع الحزب الشيوعي العراقي لكسب دعم الاتحاد السوفيتي وتزويدها بالسلاح، وقد انسحب الحزب الشيوعي من الجبهة في عام 1980 نتيجة القمع والاعتقالات التي تعرض لها قياداته بعد استنفاذ الغاية من وجودهم في الجبهة لمحاربة الكرد، فبدل الاستمرار بالثورة اعلنوا انتهاء الثورة دون تحقيق أي هدف، فلم تسبقهم ثورة شعبية اليها، تخلوا عن الشعب الكردي وعن الثوار البيشمركة ولجئت القيادة العشائرية الى إيران، الدولة التي طعنتهم في ظهرهم.
    2. الخطيئة الأخرى، القرار الخاطئ والذي يدل على الغباء السياسي لمنظري الحزبين العشائري والعائلي هو قبول الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد الكردستاني بعد 2003 للمصطلح “الأراضي المتنازع عليها” بدل التسمية الصحيحة “الأراضي المستقطعة من كردستان” والاستفتاء عليها وفقا للمادة 140 من الدستور العراقي، وقد تفاخر محمود المشهداني رئيس المجلس النواب المخلوع بتعطيل تنفيذ المادة 140.
    3. والخطيئة الثالثة وهي القبول بمنصبي رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية بعد 2005 بدل الحصول على رئاسة البرلمان والوزارات التي ممكن ان تساهم في تطوير كردستان، وقد انتَقدتُ في وقتها غلطة وغفلة جلال طالباني لقبوله منصب رئاسة الجمهورية وتفضيله الوجاهة الشخصية للمنصب الرئاسة على المصالح القومية الكردية، لقد كتبت في 2 كانون الثاني/ يناير 2010 “الأخطاء الاستراتيجية للقيادات الكردية” ومن خلال المقالة دعوت لإنشاء معهد للدراسات الاستراتيجية مستقل في كردستان ليضم علماء في القانون والاقتصاد والسياسة والاجتماع وأدباء ورجال الصحافة المستقلة ورجال الأعمال من جميع المكونات الشعوب الكردستانية لتقييم المنجزات والانتكاسات لوضع رؤيا كاملة لمستقبل كوردستان ووضع حلول لكل طارئ، لم يؤخذ بنصيحتي لأنهم لم ولن يتنازلوا عن الهيمنة العشائرية والعائلية وعن عروشهم وامتيازاتهم لأهل العلم والكفاءة والخبرة المهنية، ولكنهم سيجبرون على ذلك عاجلا او آجلا اما بثورة شعبية كردستانية او بتدخل خارجي اما من قبل قوات حكومة بغداد كما فعلوا عند الاستيلاء على كركوك او من قبل المغول الترك او من الفرس ولن يجدوا من يدافع عنهم من الشعب الكردستاني كما تخلى الشعب العراقي عن الدفاع عن صدام حسين في عام 2003.
    4. ان القرار والتوقيت الاستفتاء كان قرارا عاطفيا وخاطئا وغبيا كرد فعل على إقالة هوشيار زيباري من وزارة المالية وهو خال مسعود بارزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان، وكان لهوشيار زيباري الدور الكبير في تفعيل القرار الاستفتاء رغم انكاره لدوره في تبني هذا القرار، فكان القرار عائلي عاطفي متهور وخاطئ.
    5. لم تستطع حكومة الإقليم والحزبين المتسلطين على الحكم خلال 26 سنة الى يوم الاستفتاء من حكمهما لكردستان من تطوير كردستان للاعتماد على مواردها الذاتية لتوفير الحد الأدنى من احتياجات الشعب الكردستاني وتوفير الرواتب للموظفين في إدارة الإقليم، والى يومنا هذا تعتمد حكومة الإقليم على منح حكومة بغداد لتوفير الرواتب لموظفيها والمتطلبات الضرورية المعاشية والصحية وغيرها.
    6. حاربا الحزبان بعضهما البعض في 1994 مضحين بأكثر من الف شهيد من القوات البيشمركة لتقاسم النفوذ والموارد الى ان طلب مسعود بارزاني في 31 آب / أغسطس 1996  تدخل قوات صدام حسين، صدام حسين الذي نفذ عمليات الأنفال في إبادة الكرد وتدمير 4500 قرية كردية وتهجير اكثر من مليون كردي الى جنوب العراق، لمواجهة قوات جلال طالباني التي كانت مدعومة من إيران، وهذه الحرب لم تكن الأولى بين الحزبين بل سبق ان تحاربا في عام 1966 حيث انضم جلال طالباني الى حكومة بغداد لمحاربة قوات ملا مصطفى بارزاني واطلق الشعب الكردي على جلال طالباني وقواته “جحوش66”.
    7. وبعد 2003 فأن القيادات الأحزاب وأفراد عائلتي بارزاني وطالباني والأعضاء في المكتب السياسي للحزبين تنافسوا على كسب الغنائم والمغانم وتحولوا الى مالكين للشركات التجارية والشركات الاتصالات والفنادق والمستشفيات الخاصة والعقارات وتقدر ثرواتهم الآن بالمليارات الدولارات، فلم يكتفوا بسرقة أموال الشعب الكردستاني برواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم الفلكية وانما نافسوا وينافسون القطاع الخاص في الأعمال التجارية، وتفرض حكومة الإقليم في الوقت الحاضر الادخار الإجباري على الموظفين الحكوميين، أي يخصمون جزأ كبير من الرواتب الموظفين اجباريا، ويفتقد الشعب الكردستاني مع جائحة كورونا لأبسط المتطلبات المعاشية الضرورية والصحية، فأوضاعهم اسوء من السنوات الحصار من الفترة من1991 الى 2003 حيث كانوا يعانون من حصارين الداخلي والخارجي.
    8. خسروا الأراضي المستقطعة من كردستان التي استردوها بعد تحريرها من داعش نتيجة لخيانة عائلة جلال طالباني وتعاونهم مع هادي العامري وقاسم سليماني وانسحابهم المخزي من محافظة كركوك “قدس كردستان” دون مقاومة، فانسحبت القوات البيشمركة التابعة لعائلة طالباني تحت استنكار الشعب الكردي في محافظة كركوك وشتائمهم ورميهم الحجارة وبكل ما طالت اياديهم اليها على القوات البيشمركة المنسحبة.
    9. ان زيارة الرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى كردستان في العاشر من هذا الشهر وتجمع أهالي المحافظات الكردستانية حول الرئيس الوزراء وتقديم شكاويهم ومطاليبهم اليه تمثل الدلالة التي لا تقبل الشك على فشل الحكومة ورئاسة الإقليم والأحزاب المتسلطة على السلطة في كردستان، أنها فضيحة كبيرة للقيادات العشائرية التي تطالب باستقلال كردستان وهم يعيشون في أبراج عالية لا رابط لهم مع الواقع والمعاناة الشعب الكردستاني ولم يوفروا احتياجات الشعب الكردستاني الأساسية الضرورية دون اعتمادهم على صدقات ومكارم من حكومة بغداد.
    10. فهل يمكن ان يحصل الشعب الكردي على حريته وحقوقه وعلى مقعد في الأمم المتحدة وهم مُستعمَرون داخليا من قبل العشائر والعائلات الحاكمة ومن قبل حكومات قومية عنصرية مذهبية.
  • لا أظن يحدث ذلك طالما بقت الأوضاع في كردستان على ما هي عليها الآن فلا أمل في الحرية والاستقلال، ولكن أملي في الشباب الكردستاني ان يحملوا راية التغيير كما يفعلون الشباب العراقي في بغداد والمحافظات الجنوبية، فبدون تخلي عائلتي بارزاني وطالباني عن زعاماتهما العشائرية والعائلية لتمثيل الشعب الكردي والاكتفاء بما كسبوا من الغنائم والمغانم وترك السياسة وإدارة الاقتصاد لأصحاب الكفاءة والخبرة فسنعيش حملات انفال أخرى وعمليات التعريب والتتريك والتفريس في كل أراضي كردستان في الدول الأربعة المستعمرة للشعب الكردي.

8 Comments on “الذكرى الثالثة للتوقيت الاستفتاء الفاشل في كردستان وابطاله مازالوا يحكمون الإقليم- احمد موكرياني”

  1. مقدمة
    كريستين مكافراي فان دين تورن
    التصويت بـ”نعم” في الاستفتاء على الاستقلال في إقليم كردستان لا يُترجَم دعماً غير مشروط للاستقلال في المدى القصير.
    ………………………… …. الثاني …………………
    العدد 103 – كانون الثاني 2018 مستقبل كردستان وسقوط “الحلم الكردي”
    إعداد: العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر
    ضابط متقاعد في الجيش اللبناني
    ……لاحقآ ………………
    سادة الزوار الاعزاء رجاءً قارنوا بين ما يكتبه الاجانب عن الاستفتاء الكوردي وبين ما يكتبه الكتاب الكورد ثم أحكم بينما … أيهما يعبر عن الموضوعية والمصداقية والحرفية والحيادية وأيهما يغلب عليه روح التعالي و التعصب والتجريح والاستعلاء الغلو والتكبر… والاستهزاء والشماتة……… فقدان الحيادية لاي كاتب يفقد مصداقيته من لدن كل قارئ شريف وولي للذاكرة (ورادار اواكس) وينبئ بالمعاقبة قبل حدوث الحادثة … التواضع هل ينقص المرء من هيبته لدى القارئ الكريم …؟ بأنه ولي المعروف والناهي عن المنكر يحسبون انفسهم اشخاص غير اعتياديين … . يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: “قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعزّة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما عذبته”؛ رواه ابن حبان وأبو داود. …؟ …… .
    . .
    ……………
    لاحظوا رجاء الى الوثيقة الامركية تؤيد استقلال كوردستان …… يعتقد كثيرون من الكرد أنّ إصرار بارزاني على
    ……………… ……………………………………………هذا ما يؤكد عليه الكاتب …… العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر …ضابط متقاعد في الجيش اللبناني ……ادناه عنوان تفضلوا مراجعتها بالتفصيل……رجاء
    ……………………
    إجراء الاستفتاء قد جاء على خلفية اعتقاده بأنّ واشنطن ستقف في نهاية المطاف إلى جانبه. ويبدو بوضوح أنّه كان مدفوعًا( إلى إصدار أول وثيقة تاريخية تتحدّث عن استقلال الإقليم)، هذا بالإضافة إلى رغبته في قطع الطريق على إيران التي تحاول فرض نفوذها على العراق.
    وزيارة مسعود البارزاني الى واشنطن مع وفد كوردي ضمت ممثلين الاحزاب واجتمعوا رئيس اميركي السابق وعرضوا عليه ملف استقلال كوردستان اذن كان المشروع استقلال كوردستان لم يكن متسرعآ لو نجح لكان كل يتباهى أنه هو الذي تبناها … مع الاسف ولادت يتيمآ …………………………………………

    .
    علي بارزان

    1. الأخ العزيز كاك علي برزان, لا يوجد كردي على الكرة الأرضية لا يتمنى ان ير ى كردستان حرة مستقلة وراية كوردستان مرفوعة مع رايات الدول المستقلة امام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك, ولكن هناك فرق بين من يتاجرون بالسياسة, فأصبحت السياسة مهنة لهم كما يتاجر المتدينون السياسيون بالدين الإسلامي ويبيحون قتل المسلمين والناس واخذ السبايا وسرقة موارد الدولة على انها اموال بدون مالك.
      ان اليهود عملوا لعقود طويلة من خلال مؤتمراتهم قبل تأسيس دولة اسرائيل وانتزعوا وعد بلفور من حكومة بريطانيا عندما كانت القوة العظمى في حينها في عام 1917 ” تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي و ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية” فهل حصلت القيادات الأحزاب والعشائر والعائلات الكردية على وعد مماثل من الولايات المتحدة الأمريكية قبل الاستفتاء؟
      لا يمكن للذين استثمروا دماء الشهداء البيشمركة وضحايا الأنفال وحلبجة في إثراء غير مشروع لعائلاتهم والتعالي على الناس بإدعائهم انه ورثة الثورة الكردستانية, ان ورثة الثورة الكردستانية هم ابناء واحفاد الشهداء البيشمركة والأنفال والكيمياوي واللذين هٌجروا الى جنوب العراق واللذين يقتلون من جراء الغارات الجوية والمدفعية التركية المغولية والمدفعية الفرس الصفوي.
      يجب التركيز على أن الشعب الكردي 40 مليون نسمة وليس له مقعد ولو كمراقب في الأمم المتحدة, فلابد العمل من اجل الحصول على مقعد في الأمم المتحدة , فهذا اقل ما يمكنهم السياسيون من عمله قبل استفتاء دعائي الذي سبب في خسارة اراضي كردستان مرة أخرى بعد استعادتها من داعش.

  2. السياسة الدولية هي السبب الرئيسي في منع اقامة دولة كوردية ودور الدول التي وزعت عليهم ارض كوردستان دور ثانوي بعد دور بعض الاحزاب الكوردية ،ولقد حذرت في مقالة قبل شهور عديدة من الإستفتاء بالخطوات التي يجب القيام به قبل اي إستفتاء وإلا فالنتيجة ستكون الفشل حتما .

  3. لم يكن الاستفتاء هو السبب المباشر للفشل الذريع والهزيمة النكراء وانما عدم الاستعداد لمواجهة العدو والدفاع عن الارض والشرف والعرض! لو انهم دافعوا عن كردستان ولم يهربوا من المعركة لانتصر الكرد ولو بعد حين. لان الاصرار على الاستقلال والاستماتة في سبيله هما العاملان اللذان يكفلانه. فلو كانت هناك مقاومة لانهزم العراقيون شر هزيمة كما ان امريكا كانت تتدخل لوقف القتال وحينئذِ كان بمقدور الكرد التفاوض مع بغداد بشروط جديدة خارج اطار الدستور السخيف الي شارك في كتابته بعض الكرد الخونة. هل رأيتم كيف ان احد افراد الحشد احرق العلم الكردستاني وركله برجله القذرة، فهل تحركت كرامة الذين يدّعون بانهم قادة؟! إنهم بلا شرف ولا كرامة ولا غيرة ولا شعور ولا احساس! المسألة ببساطة ان الامر كان اشبه بمسرحية حقيرة كان الهدف منها العودة الى حدود 2003 والحيلولة دون عودة هذه المناطق الى كردستان كامر واقع!

  4. الاستفتاء ونتائجه هي ميزان الفصل في نجاح من عدمه.اما نظرة الاخ الكاتب الى عملية الاستفتاء لا يقبل به نابع من قناعاته العقائدية .

  5. انها مصيبة ان تجعل من نفسك كاتب و سياسي و …و… وقلبك مليء بالحقد ضد بعض ممن يريدون خلاص الكورد من العدو و لا ترى او لاتريد ان تترجم الاعمال او لا تريد ان تفهم معنى تلك الاعمال و اقصد به الاستفتاء!!!؟متى كان الاستفتاء نقمة على على الشعوب يا حضرة الكاتب على يكون نقمة على علينا؟؟؟ومتى كان الوقت مناسبا في رايك؟؟92بالمائة من الشعب الكوردي يستفتي بنعم و يرى الوقت متأخرا و ليس (غير مناسب كمايزعم بعض السفلة)…في الحقيقة الاستفتاء هو الشيئ الوحيد الجيد لمستقبل الكورد الذي فعله عبر التاريخ و هذا بنظر السياسيين الاجانب و الكورد المخلصين و الغيروين و المدافعين عن شرف الكورد و كوردستان….اتمنى ان نرى استفتائا مماثلا عن قريب في غربي كوردستان و لينبح ليل نهار هؤلاء السفلة و القذرة عن ان الوقت غير منايب او استفتاء فاشل …هؤلاء يذكروني بقصة ذاك الحقير في القرية الذي لم يتكلم عنه احد ففعل وساخته في نبع القرية الذي يشرب منه اهالي القرية كي يتكلم اهل القرية عنه..لايهم مايفعله و لكن المهم هو ان يرى بان الكثير يتكلمون عنه …

  6. الاستفتاء رمز و دليل على حب الشعب وصفاء العقل و الوجدان و الاحساس بما يريد ويختار ان يعيش ” اما في الظلام الدائم او في النور المشرق ” الكورد شعب عشق الحرية والسلام منذ اقدم العصور التاريخية ولم يقبلوا الظلم مطلقا .. فالكورد خرجوا الى الاستفتاء ليقولوا كلمتهم الاخيرة ” نعم مع الاستقلال ” اما اسباب الفشل الحقيقي فهو بسبب دول الاستعمار ونقصد هنا ” الدول العظمى ” وفي المقدمة امريكا وبريطانيا وعدم تاييدهم لحقوق الشعب الكوردي .. اما بالنسبة لاحتلال كركوك و المدن الكوردستانية الاخرى ايضا بسبب الدعم الامريكي و الايراني لحكومة عبادي فضلا عن خيانة عائلة طلباني ” والتاريخ لا يرحم ابدا ” في سحب البيشمركة من كركوك و المدن الكوردستانية الاخرى .. المهم اليوم 1- وحدة الصف الكوردي في السلطة و التخطيط و التنفيذ 2 – بسط نفوذ السلطة على جميع انحاء الاقليم وبمعنى اخر رفض حكومة في اربيل واخرى في السليمانية 3 – ابعاد سيطرة الاحزاب على الادارات الحكومية والاسايش والبيشمركة ويجب اخضاع تلك المؤسسات و القوى الامنية والدفاعي لسلطة الاقليم فقط .. 4 – اجراء المفاوضات مع حكومة بغداد من قبل وفد اقليم كوردستان الحكومي فقط ” وليس من قبل احزاب كوردية بشكل منفرد ” 5 – الاعتماد على الكفاءات العلمية الكوردية في وضع السياسة الاقتصادية و التجارية والزراعية و الصحية و التعليمية وغيرها والابتعاد عن الحالة العشوائية والامبالاة في مسيرة الاقليم 6 – الاعتماد على ذوي الكفاءة والخبرة لتمثيل الاقليم في مقراتها في الدول الاجنبية وليس على اشخاص حتى انهم لايجيدون لغة تلك الدولة المبعوثون اليها .. واخير عاشت كوردستان حرة ومستقلة …. الموت والخزي و العار لاعداء الشعب الكوردي في الداخل و الخارج .

  7. العدد 103 – كانون الثاني 2018 مستقبل كردستان وسقوط “الحلم الكردي”
    إعداد: العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر
    ضابط متقاعد في الجيش اللبناني

    https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/مستقبل-كردستان-وسقوط-الحلم-الكردي
    كريستين مكافراي فان دين تورن

    https://carnegieendowment.org/sada/73364

    جزء من تقرير الكاتب…… العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر
    ضابط متقاعد في الجيش اللبناني
    نقد بعد الهزيمة أم بكاء على الأطلال
    الحديث عن قدرة الأكراد على إجراء نقد للأخطاء المرتكبة في إجراء الاستفتاء والنتائج الدراماتيكية التي ترتّبت عليه، يدفعنا إلى التساؤل عن مدى قدرة الأكراد ونضوجهم فكريًا وسياسيًا ومجتمعيًا على إجراء نقد ذاتي للهزيمة التي يواجهونها بعد الاستفتاء. هل بلغت طبقة الساسة والنخب الفكرية مستوى النضوج اللازم للانخراط في هذه العملية؟ أم هم مثل باقي شعوب المنطقة المحيطة بهم، إذا اعترفوا بالهزيمة، فإنّهم يجدون دائمًا الأعذار لها من خلال توصيفها بعبارات درامية، والعمل على إيجاد الأعذار لتحويلها إلى انتصارات وهمية؟
    هناك أمثلة عديدة في التاريخ الحديث، حوّلت فيها قيادات عربية هزائمها إلى انتصارات، وجرت التغطية عليها بعبارات درامية مثل “النكبة في فلسطين”، و”نكسة حزيران” بعد هزيمة العرب في حرب 1967. وهناك بعض القادة العرب الذين تحدّثوا عن انتصارات في الوقت الذي يمكن اعتبارها من خلال نتائجها بأنّها هزائم كبرى. هذا وقد أطلق صدام حسين ثلاثين صاروخًا على اسرائيل، ولكن حرب العام 1991 تدمر العراق وجيشه. ونذهب بعد ذلك إلى التغنّي بالانتصارات التي حققناها ضد الأعداء. مع العلم بأن الخسائر في الجانب العربي هي أضعاف ما أصاب هؤلاء الأعداء.
    خيين الكرد للشروع في القيام بعملية نقد ذاتي في العمق لكل ما فعلوه خلال هذه العقود. ويجب أن لا يقتصر النقد الذاتي على نتائج الاستفتاء بل أن يشمل كل النواحي السياسية والاقتصادية، بما فيها قضايا الفساد، والمنطلقة من الاقتصاد الريعي القائم على عائدات النفط وإهمال قطاعات الإنتاج التقليدية بما فيها الزراعة، والتي كانت مزدهرة جدًا في زمن سيطرة نظام بغداد على الإقليم.
    في ظلّ الاقتصاد الريعي القائم على عائدات النفط، سيشعر الكرد تدريجيًا بفداحة خسارتهم لكركوك وثرواتها النفطية، والتي كانت تغطي ما تحتاجه من أموال وبديل لعدم صرف حصتها من الموازنة العامة، والتي كانت بغداد تتلكأ في صرفها. لقد خسر الكرد في هذه المعركة النفط وعائداته، كما خسروا إمكانية تحويل المدينة إلى مدينة كردية، تكون لهم بمثابة ما هي عليه مرتبة القدس بالنسبة للفلسطينيين والعرب[29].
    حصلت هذه الهزيمة في إقليم كردستان، وهي تمثّل صورة مصغرة عن بقية الهزائم التي تشهدها دول ومجتمعات عربية عديدة تمتد من ليبيا إلى اليمن وسوريا. في المقابل اجتمعت القوى الإقليمية والدولية للتعبير عن إدانتها ورفضها للاستفتاء الكردي في شمالي العراق. والمشهد نفسه تكرّر وفي التوقيت نفسه في إقليم كاتالونيا في إسبانيا، وذلك على الرغم من البعد في المسافة والزمن والتاريخ بين المنطقتين. ويؤشر كل ذلك إلى عدم اهتمام القوى الكبرى والمؤسسات الدولية بمصائر الشعوب الصغيرة والمغلوبة على أمرها. إنّه زمن القوة و”البلطجة” الدولية، زمن تتستّر فيه الدول القوية بأولوية الحفاظ على الستاتيكو السياسي، وقوّة الدولة من أجل مواجهة مخاطر الإرهاب، والفوضى.
    وقد اعتقد مسعود بارزاني وحكومته بأنّ أمامهم فرصة تاريخية لتحقيق الحلم الكردي بالاستقلال، وذلك انطلاقًا من اعتقادهم بقبول أميركا وأوروبا لهم وحاجتها لقوتهم من أجل محاربة الجماعات الإرهابية كالدولة الإسلامية، والقاعدة وغيرها. واعتقد الكرد بأنّ الغرب ينظر إليهم بأنّهم أقوياء وأكثر تطورًا من كل الشعوب التي تحيط بهم، ولكنّهم تناسوا أنّ إثنيتهم الواحدة غير كافية لتأهيلهم كي يصبحوا شعبًا موحدًا بالمنطق السياسي. فهناك كيانات عديدة لا بدّ من تفكيكها سياسيًا، وتغيير حدودها، وتغيير الموازين الجيوستراتيجية في المنطقة كلها في حال السير قدماً للاعتراف للأكراد بقيام دولتهم المستقلّة.
    اعتقد الكرد بأنّهم أفضل من العرب، وقدّموا أنفسهم للغرب بهذه الصورة، متجاهلين إدراك هذا الغرب مدى الانقسام الحاصل بين مختلف القوى السياسية في إقليم كردستان نفسه، وأنّه لا يمكن وقف عملية الحشد الشعبي لدعم الزعامات المحلية القائمة والتي تستغل بؤس شعبها، على غرار ما يجري في المجتمعات العربية، والإيرانية والتركية.
    في عملية النقد الذاتي التي يفترض أن تجريها النخب الكردية، من الضروري أن تدرك أنّها أخطأت في عدم دعمها لثورات الشعوب العربية ضد أنظمتها “القاتلة” وذلك لأنّه من الطبيعي أن يتعاطف الشعب الكردي الذي يطالب بالحرية والاستقلال مع مطالب الشعوب المجاورة وآلامها، والتي عاش معها منذ قرون عديدة. هذا الأمر لا ينطبق فقط على أكراد العراق بل وأيضًا على أكراد سوريا، حيث اتّهم هؤلاء (الحزب الديمقراطي الكردستاني) بالوقوف إلى جانب النظام السوري، بينما كان من المفترض أن يكون موقفهم داعمًا للثورة.
    في المحصّلة، يتساوى الفشل الكردي في مقاربة موضوع الاستقلال مع الفشل العربي في تحقيق دولة المواطنة المستقلة والديمقراطية، وأنّ محاولات الكرد لإقناع الغرب بأنّهم متميّزون عن جيرانهم، قد باءت بالفشل. وهذا يعني أنّ مصيرهم سيبقى معلّقًا لعقود مقبلة، ومتشابكًا مع مصائر شعوب المنطقة الراضخة لعبودية يفرضها عليها زعماء وقادة مستبدّون، يحكمونها بالحديد والنار. أمّا لجهة تحقيق المصير، والذي يمثل حقًا مبدئيًا معترفًا به دوليًا، فإنّ حظهم للفوز بهذا الحق لا يختلف عن حظ الشعب الفلسطيني، والذي يستمر في النضال للاستقلال وإنشاء دولته منذ عقود طويلة، ولكن من دون جدوى[30].
    لم تنفع النسبة العالية التي حصل عليها الاستفتاء (أكثر من 92 في المئة)، ومظاهرات التأييد التي عمّت الإقليم بارزاني لاحتواء ردود الفعل والنتائج السلبية التي أثارها الاستفتاء للحفاظ على موقعه كرئيس للإقليم. لقد أدرك بسرعة أن عليه أن يدفع ثمن فشله في تقدير ردود فعل بغداد وإيران وتركيا، بالإضافة إلى المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الرافضة لمشروعه الانفصالي.
    علي بارزان

Comments are closed.