ماذا قدمت الأحزاب الكردستانية للشعب الكردي- احمد موكرياني

 

 

ان الأحزاب الكردستانية حالها حال كل الأحزاب السياسية والقومية والدينية بعد توليها السلطة كليا او جزئيا تتخلى عن مبادئها ودماء ضحاياها جريا وراء المكتسبات الشخصية والعائلية ولا يستثنى منها الأحزاب في الدول المنطقة وحتى الأحزاب الفلسطينية التي تتلقى دعما من الدول العربية والإسلامية، فأن رئيس السلطة الفلسطينية متمسكا بالسلطة منذ 18 سنة وكأن الشعب الفلسطيني لم ينتج قائدا غيره وهو لم يحقق للشعب الفلسطيني سوى التصريحات الاستنكارية لتجاوزات وجرائم الحكومات الإسرائيلية وانقسم في عهده الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية الى قسمين “الضفة الغربية وغزة”.

 

نعود الى موضوعنا، لقد توفرت الفرصة الذهبية لاستقلال كردستان الجنوبية منذ عام 1991 وإستعادة الأراضي المستقطعة من كردستان بعد 2003، ولكن صراع المصالح الذاتية والعائلية والعشائرية للقيادات الحزبية وولاءاتها للدول الجوار اضاعت فرصة الاستقلال كردستان الجنوبية وهي خطيئة تاريخية للقيادات الأحزاب الكردستانية وخاصة حزب بارزاني (الديمقراطي) وحزب طالباني (الاتحاد).

ان هذه الخطيئة نتجت عن حكم العائلتين والموالين لهما من الأقرباء والأنساب والمنافقين الوصوليين، وعدم وجود او إعطاء مساحة للمفكرين والمنظرين المؤهلين الكرد لرسم استراتيجية للأهداف المكافئة للثمن التضحيات الذي قدمت لنيل حقوق الشعب الكردي وتحليل المستجدات التي ستحدث بعد كل مرحلة وعدم تقييمهم للشركاء (الحلفاء) بطريقة علمية وسياسية في كل مرحلة والأهداف المضادة أي المبادئ التي تتبناها الشركاء (الحلفاء) كاستراتيجية مرتبطة بالولاءات للدول المنطقة والمبادئ المذهبية والقومية العنصرية الاستعلائية التي يؤمنون بها.

ان الشعب الكردي بدأ نضاله من اجل نيل حقوقه المشروعة منذ 1925 بعد تأسيس الدولة التركية المغولية التي ادعت العلمانية، ولكن في جوهرها كانت عنصرية تركية مغولية استعلائية نكرت وجود القوميات الأخرى داخل حدود دولة تركيا الحالية.

ومن الأخطاء الاستراتيجية التي تبنتها قيادات الأحزاب الكردستانية تحالفهم مع قتلة الشعب الكردي في الأناضول، في كردستان الشمالية (دولة تركيا المغولية) التي قتلت وتقتل الكرد أينما وجدوا وهي تعارض وتجهض أية فرصة للحصول الشعب الكردي لحقوقه في العراق وفي سوريا، وقتلة الكرد في كردستان الشرقية (النظام الإيراني احادي المذهب) وهو السبب في تخلف وفساد النظام العراقي بعد 2003، وهو الداعم للحزب طالباني (الاتحاد) في صراعه ضد حزب بارزاني (الوطني) أي ان النظام الإيراني يغذي فرقة الشعب الكردي، وقتلة الكرد في كردستان الغربية (دولة عائلة حافظ الأسد)  التي حرمت الكرد من حمل الجنسية السورية، والأمر من ذلك ترتبط قادة الحزبين بالتعاون مع قاتلي الشعب الكردي في مشاريع تجارية من تهريب النفط وغيرها من الاعمال التجارية والاستثمارية.

رغم الأخطاء الإستراتيجية أعلاه بسبب عدم استغلال القيادات الأحزاب الكردستانية للفرصتين أعلاه، فإنها شاركت في كتابة وتشريع الدستور العراقي بعد غزو الأمريكي للعراق، فبدل من العمل على تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الذي شاركا في كتابته الذي تفاخر النائب محمود المشهداني بتعطيل تنفيذ المادة 140 قبل ان يٌخلع من رئاسة مجلس النواب الاتحادي، فانشغلوا قيادات الحزبين في العمل للحصول على المكاسب المالية واسسا هيئات استثمارية في أربيل والسليمانية تابعة للحزبين ومكاتبها في الخارج، وتعاونا مع الفاسدين في السلطة الاتحادية من الوزراء والنواب في استثمار سرقاتهم من أموال الشعب العراقي في إقليم كردستان، وهي نفس الطريقة التي تستخدمها الحكومات الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين في شراء أراضي القدس والضفة الغربية من الفلسطينيين.

ان قيادة الشعب الكردي الى النصر لا تنحصر بعائلة او عشيرة وانما بقائد يمتلك صفات القيادة، فعندما طلب بني الاسرائيل من نبيهم ان يعين لهم ملكا (قائدا) ليقاتلوا جالوت، فأبلغهم نبيهم باختيار طالوت ليحارب جالوت، لأنه يملك جسما قويا وعلما أكثر منهم وكان مزارعا لم ينتم الى عائلة غنية او عشيرة متنفذة:

” أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (البقرة الآيات:َ (248-247)).

السؤال: هل يتمتع بافل طالباني بأية صفة قيادية، او حكمة، او قدرة علمية، او اديبة، او سياسية، او مفوه خطابيا ليقود الكرد سوى انه ابن جلال طالباني الرئيس الأسبق للعراق بعد 2003، فكان والده جلال طالباني مثقفا ويجيد فن الخطابة باللغتين الكردية والعربية، افضل من معظم قادة العرب في وقته، وكانت علاقاته الدولية واسعة، ولكنه خان الثورة الكردية بانفصاله في سنة 1966 من الثورة التي قادها الملا مصطفى بارزاني، وصراعه مع مسعود بارزاني في السنوات 1994 -1997 على استيلاء على أربيل عاصمة إقليم كردستان بدعم من النظام الإيراني، فتسبب الصراع الأخير في دخول القوات التركية المغولية الى كردستان العراق، وقبوله بمنصب رئاسي برتوكولي في السلطة الاتحادية بعد 2003 بدل توليه رئاسة مجلس النواب ليتمكن من تنفيذ المادة 140 في مدتها القانونية وفقا للدستور.

كلمة أخيرة:

  • كانت نظرتي ومازالت بأن الطبقة السياسية اللذين تولوا السلطة في العراق وكردستان بعد 2003، هم أقزام ليست لهم رؤية او دراية في إدارة البلاد او الإقليم ولا يدركون الا مصالحهم الخاصة وسرقة أموال الشعب العراقي والحفاظ على ولاءاتهم للدول الجوار وللولايات المتحدة الأمريكية للاحتفاظ بمناصبهم السياسية التي حولتهم من شحاذين الى أصحاب الملايين والمليارات الدولارات، ومستثمرين في دبي وأوربا وأمريكا، وكانوا قبل 2003 أقرب الى شحاذين يعيشون على عطايا ومنح الاستخبارات الامريكية والدول الجوار.

 

One Comment on “ماذا قدمت الأحزاب الكردستانية للشعب الكردي- احمد موكرياني”

  1. وللحق يقال يا سيد احمد موكرياني المحترم …

    (( … و قتلة الكرد في كردستان الغربية (دولة عائلة حافظ الأسد) التي حرمت الكرد من حمل الجنسية السورية، ومع ذلك فان حزب العمال وزعيمة اوجلان قد ارتمى لمدة 20 عاما وظل يمارس العمالة في حضن الاسد و نظامه سواءا خارجيا كاداة ضغط في وجه تركيا او سواءا داخليا حيث كان الابوجيين بمثابة الشرطي الكوردي و العصا التي يستعملها نظام الاسد من اجل اضهاد الكورد في الداخل السوري قبل ان يطردوه من سوريا في سنة 1998 , والى اليوم مازال اداة مستعملة لدى طهران شانهم شأن حزب الطلباني في هذا ))

Comments are closed.