عن الوجود العربي الكثيف في إقليم كوردستان!- محمد مندلاوي

 

كنت قد كتبت مقالاً في 20 05 2022 بعنوان: لماذا يسمح لهذا الكم الهائل من العرب بالاستيطان في مدن وقرى كوردستان!!!. وقلت فيه: إن وجود عربي واحد في أية مدينة أو قرية كوردية أكثر من الكثير ويشكل خطراً جسيماً ليس على هوية تلك المدن والقرى بل على عموم جنوب كوردستان، لأنه خلال إقامته في هذه المدن أن هذا الأعرابي الواحد سيحول خلال فترة زمنية وجيزة هذه المدن والقرى الكوردية إلى مدن وقرى عربية، تماماً كما استعرب المدن الكوردية التالية وفق سياسة ممنهجة: كحي وعزيزية وبدرة وجصان وزرباطية ومندلي وجلولاء وخسرو آباد وكركوك إلخ إلخ إلخ. ربما هناك من يجتر كالحيوان العاشب ويقول: ما تقوله عنصرية. قولوا ما تشاءوا، أنا أجد أن هذا دفاع بمداد القلم عن وطن لا يزال جنوبه وغربه محتل ومغتصب من قبل العرب.. وشماله من قبل الأتراك الطورانيون..، وشرقه من قبل إيران.. .

عزيزي القارئ، كنت قد دعيت في الشهر الخامس في هذا العام 2023 للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي للإبادة الجماعية ضد شعب كوردستان (الإبادة الجماعية للكورد الفيلية). وكان مؤتمراً ناجحاً بكل المقاييس. وفي سياق كلمته الافتتاحية اقترح الرئيس (مسعود البارزاني) إنشاء مركزاً في أربيل حتى يقوم بكل ما تحتاجه شريحة الكورد الفيلية. وها نحن ننتظر تنفيذ اقتراح الرئيس من قبل حكومة إقليم كوردستان. وبعد انتهاء المؤتمر الذي استمر لثلاثة أيام بقيت خمسة أيام أخرى نزلت خلالها إلى الأسواق والشوارع وتنقلت بسيارات التاكسي والتقيت بالناس إلخ ودونت على الورق أكثر من ستين نقطة إيجابية وسلبية شاهدتها بأم عيني في أربيل العاصمة، وكل نقطة من هذه النقاط ستكون مقالاً لحالها لكن انشغالي بجمع وتدوين كتابي عن الأمثلة باللهجة الكلهورية – الفيلية الذي يضم بين دفتيه أكثر من 2000 مثل وحكمة، ومعها كتاب آخر باللغة العربية كرد على أحدهم وهو عن سومر، لكن في الأيام القليلة القادمة سأنتهي منهما وأعود لكتابة المقالات، هذا إذا لا يظهر لي عمل آخر يمنعني عن التواصل مع القراء الأعزاء.

عزيزي المتابع، خلال تجوالي في أربيل شاهدت بأم عيني أن الوجود العربي فيها نفوسه في المدينة المذكورة يوازي نفوس الكورد أو أقل بقليل، يا ترى تعلم القيادة الكوردية خطورة هذا الوجود.. الذي ربما يقف وراءه أيادي يعربية؟؟؟. هنا نتساءل، أليست القيادة الكوردية تشاهد كيف استعربت المدن الكوردية المذكورة أعلاه؟. قسماً بدماء أحرار كوردستان إذا استمر الحال على هذا المنوال غير الطبيعي بعد فترة زمنية وجيزة ستستعرب أربيل مثل كركوك، وسليمانية مثل خانقين، ودهوك مثل مندلي، وحلبجة مثل جلولاء، وستصبحون غرباء في مدنكم وقراكم، هذا إذا يتركوكم وشأنكم ولا يذبـ..؟ كما فعلوا مع الكورد الفيلية عام 1980، ومع البارزانيين في أواسط الثمانينات من القرن الماضي، ومع الإيزيديين عام 2014 إلخ. وسيدعون مثل تلك المدن التي عربت أعلاه إنها مدنهم، وإذا قاومتموهم يستدعون عليكم جيش العراقي المجرم وحشدها الشغبي الأجرم. عجبي من هذه القيادات الكوردية، لماذا لا تستمع إلى مفكريها وكتابها حين تحذرها من هذه الأخطار التي تحدق بها وبشعبها؟!، هل أن أحد ما يجيب الدب لكرمه!!! هؤلاء كالدببة وأخطر. وفيما يتعلق بتنظيم مدينة أربيل من حيث الكثافة السكانية فيها، لنقل إنها تستوعب نصف مليون مواطن، لكن إذا وجد فيها أكثر من المليون بلا شك ستعم الفوضى في المدينة كما هي الآن فعلاً حيث أن الكثافة البشرية كبيرة جداً أكثر مما تتحملها المدينة بثلاثة أضعاف أو أكثر. وهكذا هي وجود السيارات وسيارات الأجرة فيها إلخ. عزيزي القارئ، أنا كباحث عيني كالكامرا تصور ما ترى، وآذاني لاقطة تسمع همس المواطنين بينهم، في الحقيقة وجدت أشياءً وأموراً جمة تخص المدينة تحتاج إلى تنظيم دقيق، أعني في عموم المدينة وليست في المجمعات السكنية الفارهة فقط؟؟. لكن قبل كل شيء يجب أن يحدد الوجود العربي في المدينة، أو بالأحرى يسمح لهم بالإقامة في مدن كوردستان كسواح لأيام أو أسابيع محدودة فقط دون الإقامة الدائمة، لأنهم كما أسلفت سيصبحون في قادم الأيام أهل مدن كوردستان والكورد يصيرون غرباء فيها. عجبي، ألا تعرف القيادات الكوردية لم يوجد في العراق قبل الإسلام عربي واحد، لكن بعد أن استغلوا الإسلام للخروج من شبه جزيرتهم الجرداء لاحظ الآن ليس العراق بل عموم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا صارت تسمى دول عربية!!!. لقد سمعت من بعض الكورد أن رزقهم في كوردستان على العرب. اللعنة عليكم وعلى رزقكم يا أوغـ.. .  مع فارق التشبيه، أن هؤلاء ينثروا لكم المال كمن يسمن الشاة حتى في نهاية الأمر يذبحه ويتلذذ بلحمه. يا للعجب، لماذا لا تستوعبون لا مرة ولا اثنين ولا ثلاثة هل أنتم مختبر تجارب، أصحوا لأنفسكم كفى اللهث وراء المال الزائل.

عدالة الأرض خلقت مزيفة     …          والعدل في الأرض لا عدل ولا ذمم

كل السكاكين صوب الشاة راكضت  …    لتطمئن الذئب أن الشمل ملتئم

 

04 09 2023

4 Comments on “عن الوجود العربي الكثيف في إقليم كوردستان!- محمد مندلاوي”

  1. تحية السيد الكريم محمد مندلاوي الطيب

    بل ككوردي من ابناء منطقة جبل الكورد , ان اجد ونتيجة الحرب السورية الطائفية و الاهلية لن هاجر كتلة بشرية كبيرة لا باس بها من السوريين الى اقليم كوردستان (كوردا و عربا و غيرهم) والى مدينة هولير والسليمانية اكثر كمركزيين تجاريين. ومنهم من هو مقيم في الاقليم منذ اكثر من اربع سنوات ولم يتعلم اللغة الكوردية و لا يبالي بتعلمها ابدا , بل يتعبر انه على الكوردي ان يتعلم العربية فدولة العراق دولة عربية (من القومجيين العرب) وان الله لغته عربية و دينه الاسلام دين عربي وكتابه القران كتاب عربي (من المديينين العرب) ومن ثم فان الكورد هناك يكتبون بالاحرف العربية اصلا , وبالتالي عليهم ان يقروا بالعربي ايضا فأتباع الاصل (وهنا الاحرف العربية) هو اجدر و اولى من اتباع الفرع (وهنا الاحرف الكوردية العربية) … !!!!
    ((طبعا هم محقون في قضية الاص والفرع, فهذه الاحرف احرف عربية وليست ارامية كما يدعي بعض الكورد في اقليم كوردستان و خاصة السورانيين وشيوخ الاسلام والمتدينين اللذين يقفون في وجه تبديلها لان الاحرف الارامية الاب الاصلي السابق للاحرف العبرية و الفهلوية الساسانية و النبطية والسطرنجلي وغيرها قد اندثر وتوقف الكتابه بها منذ نهاية القرن الاول الميلادي اي بعد المسيحية بـ100 عام ماتت الاحرف الارامية رسميا في الكتابة, فالحرف الارامي معروف ويختلف عن هذه الاحرف التي نكتب بها الان ليس فقط في التنقيط والتشكيل كما يروج البعض بل وحتى في شكل ورسم الاحرف نفسها))

    بل واكثر من ذلك هناك من هؤلاء العرب ممن هو مقيم في اقليم كوردستان (هربا من المعيشة والحرب في سوريا) , ولكنه يسب و يشتم الكورد في سوريا و يحرض على قتالهم و محاربتهم و يساند ويدعم السوركيين (السوريين المواليين لتركيا من جماعة الاخوان والتركمان ومناصري صدام) من باب انه يكره الكورد الابوجيين و يدعم البزرانية … بينما في اقواله و تحريضه وفي عقله الباطيني لذلات لسانه التي يقع فيها بين الكلمات هو يحرض على الكورد كقومية وليس كطرف سياسي.

    في تركيا يقوم الاتراك في كل مرة و في كل سنة باهانه كل سوري لا يتحدث التركية وخاصة ممن هو مقيم هناك في مدة اكثر من سنة وارجاعه الى سوريا اذا كان لا يريد ان يتحدث باللغة التركية اجباريا (لانه لا يريد الاندماج مع المجتمع) بل وحتى بازالة اللافتات العربية من اسماء الدكاكين التجارية باوامر من رؤوساء البلديات حتى في المدن التي فاز بها اردوغان ببلديتها فوزا كاسحا (كقونيا).
    ولا يتجرا ولا واحد واطي من السوركيين التحدث بذلك الشان ابدا , لا في تركيا ولا حتى في سوريا في المناطق المحتلة تركيا ضمن سوريا.

    بينما عندما يكونون في اقليم كوردستان فان السوريين نفسهم (السوركيين الواطيين في تركيا) لا يريدون التحدث باللغة الكوردية لغة اهل الاقليم , لانه في عقليتهم التي تربوا عليها الكورد هم اهل الجن , وبالتالي لغتهم هي لغة اهل الجن.
    وهذه هي عقلية السوريين (السوركيين) بشكل رئيسي اليوم لانه بعد 13 عاما من الحرب الاهلية و التي تحولت الى حرب طائفية بامتياز , بسبب عدم وجود ثقافة المجتمع المدني اساسا بل ثقافة المجتمع المتديين اسلاميا (الذي كان يدعي الوسطية لتتضح انه كان متطرف وسطي اسلامي) الا في المدن الكبيرة بين بعض الفئات القليلة فقط (لان القسم الكبير كانوا مهاجرين الى المدن الكبيرة من ابناء الريف). وما نصرتهم و هبتهم و نجدتهم لاهلهم العشائر (الفسادين و تجار المخدرات) في احداث ديرالزور الاخيرة الا لخيرر دليل على عقلية الشعوب السورية المختلفة.
    فسوريا هي دول فيها شعوب مختلفة و تفكر بعقليات مختلفة و تنتمي الى افكار ايدولوجية مختلفة و الى مذاهب مختلفة , وكل من يدعي عكس ذلك هو اما حمير لا يفهم بتكوين سوريا او انه كذاب ومنافق و عاهر سياسي يلعب على حبال الشعارات الطنانة والرنانة و الجميلة من الخارج و التي تحمل ابعادا كارثية مستقبلا (من جديد مثل حرب 2011 ), مثل الشعار الذي يرفعه المتظاهرين و الذي يقول (واجد واحد واحد الشعب السوري واحد) فهم يقفوزون على حقيقة ان سوريا هي شعوب مختلفة قد وضعتهم اتفاقية سايكس-بيكو-سازانوف في بقعة جغرافية محددة قد فرضت غصبا عليهم كلهم.

    و بالعودة الى محتوى مقالكم يا سيدنا الفاضل مندولاي, بان هذه الظاهرة السيئة في اقليم كوردستان يجب ان يتم ايجاد حل لها , و انه يجب ان تتعامل حكومة اقليم كوردستان مع الموضوع كما تتعامل بها حكومات الانظمة الديمقراطية في اوروبا وامريكا و بنفس المعايير فبما يخص الاجانب الوافدين , فحتى في اوربا ان كل من يرفض الاندماج في المجتمع (ولا نقول الانصهار) بعد مدة زمنية محددة يتم ترحيله و رفض اوراقه من اجل الاقامة وبالتالي ترحيله , ويجب ان يطبق نفس هذا المعيار مع العرب (بالاخص الذين لديهم نظرة استعلاء قومي و ديني) و غير العرب (ممن لديه نظرة فوقية كانه السيد والاخرين مجرد عبيد عنده وهنا اقصد الاتراك اكثر من غيرهم) ممن يرفضون الاندماج مع المجتمع الكوردي في اقليم كوردستان وفق قوانين وشروط اقليم كوردستان ولا يريد ان يتعلم اللغة الكوردية حتى من قبل اطفاله الذين قد ولدوا في اقليم كوردستان من اجل الاندماج , فليعد الى بلده حيث جاء او ليجد مكان اخر خلال مدة ثلاثة اشهر تقبل به و تفكر بنفس نمط عقلية ذلك الانسان المريض, فليذهب (ذلك السوركي) الى قطر مثلا. مرتع الاسلام القومي العربي (الاخوان) و يتطوع ويشترك ويساعد في قناة الجزيرة , او ليساعد مثقفهم المدعو عزمي بشارة المقيم فيها, فهم احوج ان هكذا ماركات من البشر.
    فكما للديمقرطية مخالب تدافع بها عن نفسها, فانه لفكرة التسامح و تقبل الاخر ايضا حدودا لا يجب تجاوزها و التمادي فيها, بالاخص عندما يكون ذلك الاخر مقيم في بيتك و يشرب و ياكل من مطبخك. يجب ان يتم فرض تعلم اللغة الكوردية على كافة السوركيين (خاصة) جميعا في اقليك كوردستان خلال مدة اقصاها سنة من الان (اي حتى نهاية سنة 2024 كحد اقصى) و يجب فرض الكتابة الكوردية عليهم ممن يجيدون القراءة والكتابة.
    لان التمادي والتساهل و التسامح مع شخص قليل الاصل , يجعل منه شخصا قليل الادب و بل يفتخر و يتمادى في قلة ادبه اكثر واكثر مع الوقت كلما راى بانه لا توجد حدود تضبطه … ! فاقليم كوردستان لا يحتاج الى المزيد من العاهات و الزبالة تضعا عندها … فما ما هو موجود عندها يحتاج الى تنظيف اصلا و لا تنقصها مشاكل اضافية و وجع الراس من قبل الاخرين.
    فهذه النقطة تحديدا هي اكثر ما تزعجني من قبل المسؤلين في اقليم كوردستان, فعندما يكون شخص كوردي من غرب كوردستان في اقليم كوردستان فان المسؤولين من وراء الكلمات يطالبونه (بشكل غير مباشر وقليلا بشكل مباشر) بالتكلم باللهجة السورانية (الرسمية في اقليم كوردستان) بينما عندما يكون واحد سوركي (سوري واطي) يقف امامهم , فان المسؤولين يفتحون افواههم مثل الاطرش بالذفة و يضعون البسمة والضحكة على وجوههم و ينحنون و يطوبزون للغة العربية و لمتحدثه … !!!
    (حتى وان كان يسبه و يشتمه ببعض الكلمات الخاصة بين السوريين في بعض مناطقها والتي لا يفهم معناه الكوردي, فيكفي وضع كلمة المسبة بين تعابير وجه بشوش وتنطلي على ذلك الكوردي الذي لا يتحدث العربية)- ذلك ما قصدته بقليل الاصل من السورين (السوركين).
    وحقا هذه الظاهرة تحتاج الى لفت الانتباه و تشخيص اكثر و وضع ضوابط له.

    مع التحية و الشكر لكم للفت الانتباه,الى جانب جزئي ما مع ما قد اشرت اليه. (تقاطع جزئي في بعض الجوانب).

    1. عزيزي ريزان موضوع اللغة العربية ووجود العربي في المنطقة كنا قد تكلمنا عنها وطالبنا كتاب العرب بالأسماء أينما كانوا أن يناظرونا عن هذه المادة، لكنهم لم يردوا علينا. عزيزي ريزان شاكر لك اهتمامك بمنشوراتنا. دمت

  2. يا استاذ الكريم محمد مندلاوي. الكورد و هم بحاجة التوعية الوطنية و القومية و ثم الكورد بحاجة قائد وطني و ثوري. و بنسبه الأحزاب و القادة الكورد بشكل عام يجب أن يتغيرو و يرحلون.و إذا الشعب الكوردي لم يقم ضد الاحزاب و ضد القادة. فثما كوردستان سوف يظل تحت احتيلال العربي و تركي و فارسي. و كوردستان سوف يظل تحت احتيلال العربي و تركي و فارسي و لم يستقل ابدا و هذا حقيقية . و السبب هم احزاب و القادة. و الشعب 85من الشعب الكوردي لأ يوجد روح القومية و الوطني في قلوبهم ولا في عقولهم و السيب القادة وأحزاب الكورد.

  3. يا للعجب، في الربع الأول من القرن الـ21 هل يوجد شخص على وجه البسيطة أن تعلمه الوعي القومي والنضوج السياسي وهو شاهد أو يشاهد تحرر الشعوب في العالم. عزيزي هناك قول سائد يقول: كما تكونون يولى عليكم. متى ما الشعب أصبح مثل الشعب السويدي بلا أدنى شك تأتي قيادة مثله وإذا كان الشعب مثل الأفغان بلا أدني شك تأتي قيادة مثل طالبان.

Comments are closed.