لا فرق بين الأنظمة الاستبدادية والأنظمة الإسلامية في تعاملها غير الإنساني مع الشعب الكوردي المسلم- محمد مندلاوي

 

قبل أن يستلم آية الله العظمى روح الله الخميني عام 1979 دفة السلطة في إيران لم نعرف نحن المدنيون شيئاً عن الدولة الإسلامية التي ينشدها رجال الدين ألا القدر اليسير، وذلك بسبب عدم اهتمام العلمانيون – المدنيون بالعقيدة الإسلامية وفلسفتها في الحياة وإدارة الدولة وكيفية تعامل الإسلاميون مع قضايا الشعوب التي ترزح أوطانها تحت نير احتلال الكيانات المسلمة التي حكمها القوميون العرب والفرس والأتراك. كالشعب الكوردي المظلوم في عموم كوردستان المحتلة من قبل أربعة كيانات عربية وتركية وفارسية – إيرانية، وشعب جنوب السودان الذي تحرر وأسس دولته القومية قبل عدة أعوام، والشعب الأمازيغي في شمال إفريقيا، والشعب القبطي، والشعب النوبي إلخ. فيما يتعلق بحقوق هذه الشعوب المظلومة كنا نسمع من رجال العقيدة الإسلامية كلاماً معسولاً عن حقوق هذه الشعوب الجريحة. لكن بعد أن تربع أصحاب العمائم على كرسي السلطة في إيران عام 1979 أظهروا الوجه الآخر لشعوب إيران، وخاصة مع الشعب الكوردي الجريح، الذي طالبهم بأسلوب حضاري راقي بحقوقه القومية والوطنية، مثلما طالب بهما قبلهم اللعين شاه محمد رضا. لكن كان رد هؤلاء الإسلاميون الشيعة أقسى كثيراً من رد ذلك القومي الفارسي الشاه ابن الشاه المجرم ابن المجرم ضد الشعب الكوردي الجريح المظلوم. إن اللعين الشاه محمد رضا اضطهد الكورد في وطنهم في شرق كوردستان. لكن هؤلاء الإسلاميون الشيعة أرسلوا أزلامهم خلف القيادات الكوردية واغتالوهم في العواصم الأوربية بدوم بارد، كالدكتور (عبد الرحمان قاسملوا) اغتالوه على طاولة المفاوضات معهم!!!، والدكتور (صادق شرفكندي) اغتيل في مطعم ميكونوس!!!، وعقيلة القيادي أمير قاضي اغتيلت بطرد بريدي!!!. أضف لكل هذه الجرائم البشعة أن الشعب الكوردي في شرق كوردستان ومدنه التي عبارة عن سبع محافظات كوردية وكوردستانية: 1- أورومية 2- كوردستان مركزها سنندج 3- كرماشان 4- ايلام 5- خورم آباد 6- جوارمحال و بختياري مركزها شهر كورد 7- بويراحمد و كهكيلوي، لم ينل هذا الشعب المسلم في وطنه الذي يضم هذه المحافظات ولا واحد بالمائة من حقوقه القومية والوطنية على أيدي الحكومة الإسلامية التي تحكم إيران بالحديد والنار منذ عام 1979  ولحد كتابة هذه المقالة.

نأتي الآن على أشياع السلطة في بغداد – حكومة الكيشوانية- التي جاءت بها إلى دست السلطة (الشيطان الأكبر) أمريكا عام 2003 بعد أن أزاحت نظام حزب البعث المجرم ورئيسه اللعين صدام حسين من دفة السلطة. وفي عام 2005 كتب الأشياع والسنة والكورد دستور العراق الاتحادي، أن أشياع السلطة كما السنة والكورد وضعوا أيامِنهم على القرآن وأقسموا به أنهم سيكونون أمناء على تطبيق كافة بنود هذا الدستور الاتحادي دون زيادة أو نقصان. لكن الأيام أثبتت أن هؤلاء الإسلاميون الشيعة – شيعة السلطة- حنثوا بالقسم، وخالفوا كافة بنود الدستور. أضف لحنثهم، أنهم قساة وكذابون ويختلفون في تعاملهم الإجرامي مع الشعب الكوردي الجريح عن تعامل اللعين ابن قرية العوجة المجرم صدام حسين، أن هذا الأخير كان عنصرياً عروبياً في تعامله مع الشعب الكوردي، بينما هؤلاء عنصريون وطائفيون معاً في تعاملهم الوحشي مع الشعب الكوردي الجريح وقياداته المنتخبة من قبل الشعب الكوردي. لا أريد أن أسرد كيف تعاملوا مع الشعب الكوردي المظلوم خلال هذه الأعوام العشرين بدءاً من الحنث بالقسم الذي أدوه على تطبيق الدستور، ومن ثم قطع حصة إقليم كوردستان من الموازنة السنوية، وسياسة التعريب المقيتة في المناطق الكوردية بدءاً من بدرة ومرواً بمندلي وخانقين وكركوك وغيرها وانتهاءاً بسنجار(شنگاڵ). ولا ننسى تعاملهم الفوقي العنصري مع شريحة الكورد الفيليية حين يعيدوا إليهم وثائقهم العراقية بشق الأنفس ويؤشرون فيها بأنهم إيرانيون أو أجانب!!! لكن قبل أن يسقطها عنهم نظام حزب البعث المجرم لم يؤشر فيها أنهم أجانب؟. بمعزل عن هذا، ما حدث البارحة حين شاهد العالم في وسائل الإعلام المستوطنين الأشياع والسنة في مدينة كركوك مجتمعون تحت خيمة الفتنة، ومن ثم قاموا بجرائم وحشية ضد أبناء الكورد يندى لها الجبين حين وجهوا فوهات بنادقهم نحو صدورهم وقتلوا بدم بارد (هاوكار عبد الله) الذي حمل بيده علم كوردستان لا غير، و(صمد محمد) و(هفال ستار) و(حسين) وجرح الأوباش المتعطشين للدماء أكثر من خمسة عشر شاباً كوردياً. عزيزي القارئ الكريم، على مدى ستة أيام نصب هؤلاء المستوطنون خيمة الفتنة أمام مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني المغتصب ولم تتعرض لهم لا قوات الجيش والشرطة العراقية المجرمة ولا ما يسمى بالحشد الشغبي المجرم، لكن حين تظاهر الكورد مظاهرة سلمية ضد خيمة الفتنة التي نصبها المستوطنون الأعراب وقطعهم للطريق العام، جاءت أشياع السلطة بمرتزقتها من الميليشيات وغيرها وواجهت شباب الكورد بالحديد والنار. هنا نتساءل، ما الفرق بين هؤلاء الإسلاميون الشيعة الحاكمة في بغداد اللذين قاموا على مدة عقدين بسبع الموبقات؟ ونظام حزب البعث المجرم ورئيسه اللعين صدام حسين في تعاملهما الإجرامي ضد الشعب الكوردي الجريح المظلوم ومدنه التي ترزح تحت نير احتلالهم البغيض؟. فليسمع العالم على قدر الألم يكون الصراخ. نقول للمستوطنين.. أن اللغة العربية والعقال العربي.. وثوبهم المهدل كمشفر بعرانهم لا تناسب ولا تتكيف مع طبيعة كركوك الكوردية  الكوردستانية فلذا تلفظهم كركوك لفظ النواة؟.

إما الإسلامي القابع في أنقرة المدعو رجب فحدث عن جرائمه البشعة ضد الشعب الكوردي الجريح في عموم كوردستان ولا حرج، حيث أن قوات أمنه المجرمة تعتقل في شمال كوردستان كل كوردي يشك بإخلاصه لوطنه كوردستان، وجيشه المجرم ومرتزقته بين فينة وأخرى يقوم بقتل الكورد الأبرياء في غرب كوردستان. وفي جنوب كوردستان يضرب الكورد بطائرات بدون طيار، والمدفعية الثقيلة التركية الطورانية لم ترحم حتى السواح حين قتلتهم بدم بارد إلخ إلخ إلخ.

أما المعارضة الإسلامية في سوريا فهي خارج السلطة أصبحت مطية للمجرم رجب طيب أردوغان وتقتل الكورد بدم بارد، فكيف لو تستلم السلطة في سوريا؟!. طبعاً نظام حزب البعث المجرم ورئيسه الأرعن بشار في سوريا ليس أقل إجراماً من هؤلاء الذين يسمون إسلاميين.

عزيزي القارئ الكريم، باختصار شديد كان هذا عرضاً عن ما يعانيه الشعب الكوردي الجريح على أيدي الإسلاميون بشيعتهم وسنتهم الذين كان الشعب الكورد يتوقع منهم خيرا وإذا بهم أشرار وقساة ولا يوجد في قاموسهم شيء اسمه الحقوق القومية والوطنية للشعوب المضطهَدة المظلومة.

 

هذا والسلام على من يناصر الكورد وكوردستان

 

05 09 2023

 

4 Comments on “لا فرق بين الأنظمة الاستبدادية والأنظمة الإسلامية في تعاملها غير الإنساني مع الشعب الكوردي المسلم- محمد مندلاوي”

  1. يا استاذ الكريم. لا تلوموو العرب و الفرس و الترك و لكن لومو أنفسكم و لا يغير الله بيقومن حتى يغيروا ما بأنفسهم و هذا هم الكورد. و أليس الكورد60 مليون و أليس هم أكبر كتلة بشرية و أليس لهم إمكانية قوية. و أليس الحقوق توخذ بالقوة . فأين هذا 60مليون و لماذا لا يصنعون أسلحة و صواريخ و يضربون المحتلين في عمق ديارهم . يا استاذ الكريم الشعوب لا يتحرر بالكلام و الديمقراطية المذيفة و النوم تعلمون أن العرب و الفرس و الترك إذا هم لم يروا الخوف و القتل و سوف يظلون يقتلون الكورد في عمق كوردستان و لأ يطلعون من كوردستان حتى اليوم القيامة .

  2. ان الذين عادوا الى احضان العراق حيث يمموا شطر بغداد العروبة والاسلام عام 2003 وفعلوا كل شيء من اجل اعادة بناء العراق من جديد، هم من اوصلوا الكرد الى هذا الوضع المزري الذي نعيشه الآن في الجنوب الكردستاني! اننا لم نتعرف على العدو لحد يومنا هذا؛ فكلما يتغير النظام في بغداد نهرع اليها على بساط الريح وكأن مصيرنا مرتبط بالتغيير الحاصل هناك! ان عدونا ليس النظام الحاكم في بغداد وانما عدونا الحقيقي هو دولة العراق بغض النظر عن النظام الموجود فيها. ان سياسة المجاملة وتبادل المعانقات والضحكات والقاء النكت ليست سياسة وانا هي خساسة! ان السياسة في حقيقتها ليست بين الافراد وانما بين القوى من سياسية واجتماعية وعسكرية وثقافية ومعنوية. صحيح ان الافراد هم الذين يمثلون هذا القوى، ولكن في النهاية فان القوة هي المعيار وهي صاحبة القول الاخير. سُئل جلال في احدى المرات عن ماهية علاقته مع الاحزاب الشيعية، فأجاب بان جميعهم احبابي! أي ان المذكور لم يكن يمارس السياسة وانما الصداقات! ان الدولة او السياسة برجالها والامم بآحادها وليست بسماسرتها واقزامها وجبنائها وحثالتها! نحن في الجنوب الكردستاني نعاني من عدم وجود قيادة قومية وطنية شجاعة وحكيمة، هذه هي الحقيقة المرّة!

  3. بلا شك كاك مارفين الكورد يتحملون جزءاً ما هم فيه. لكن النسبة المئوية الكثيرة سببها الاحتلال البغيض، ودول صاحبة القرار، التي هي ضد كل شيء كوردي؟. ماذا تعمل، لو لا هذه الدول الكبيرة التي لا تدع أن تعترف دول العالم تعترف بك، أنظر إلى الكيان الفلسطيني هناك عشرات الدول تعترف بها كدولة، لكن القوة الأعظم ترفض هذا فلذا لا تستطيع أن تصبح دولة ذات سيادة وعضوة دائمة في الأمم المتحدة إلخ إلخ إلخ.

  4. يا استاذ الكريم . اذا الكورد يتوحدو و يصنعون أسلحة و صواريخ و يقاتلو المحتلين في عمق ديارهم و يقتلون الولادة هم و نساء هم و لا يوقفو الحرب حتى تحرير كوردستان . و هنا الدول العظمى و غير عظمى سوف يعترفون بالكورد و كوردستان في المم المتحدة . و هنا المصالح فوق كل شيء. و الدول العظمى و غير عظمى سوف يمدون أيديهم إلى الشعب الكوردي و هذا ليس من أجل حبهم اكورد و لكن من أجل المصالح . و هنا انت و كل الناس يرون بان سعودية و قطر و تركيا يدعمون الارهابين في كل مكان و في فنس الوقت و الدول العظمى و غير عظمى و هم مع سعودية و قطر و تركيا و هذا من أجل المصالح.

Comments are closed.